بنغازي ـ فاطمة السعداوي
ذكرت مصادر ليبية وناشطون، لوكالة "أنباء الشرق الأوسط"، أنّ معظم العناصر التي تطاردها الأجهزة الأمنية والعسكرية الأميركية لتورطها في الهجوم على مقر القنصلية الأميركية في مدينة بنغازي في شرق ليبيا 2012، قد لجأت للاختباء وتغيير ملامحها بحلق اللحى، فيما نقلت السلطات الأميركية أمس أحمد أبو ختالة العقل المدبر لهذا الهجوم إلى العاصمة الأميركية واشنطن.
وأكّد مسؤول ليبي طلب عدم تعريفه أن "بعض المطلوبين للعدالة الأميركية وعددهم يصل إلى نحو 30 شخصا قد غادروا بنغازي إلى مدن أخرى طلبا للحماية والأمان وللابتعاد عن المطاردات الأميركية لهم".
وتابع "لا يحتاج الأمر لكثير من التفكير لنعرف أن بعضهم قد حلق لحيته وبدل طريقة ملابسه وغير أرقام هواتفه، هذه أمور بديهية متوقعة".
ونشرت المباحث الفيدرالية الأميركية بعد هجوم شنه مسلحون متطرفون في 11 أيلول/سبتمبر 2012 على القنصلية الأميركية في بنغازي، فقتلت السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة من مساعديه، صورًا لستة أشخاص كانوا موجودين أثناء الهجوم على مجمع القنصلية الأميركية، لكن لاحقا تحدثت مصادر ليبية وأميركية عن ارتفاع قائمة المطلوبين لتشمل نحو 30 شخصًا.
وذكر ناشط سياسي في بنغازي أن الأشخاص المدرجة أسماؤهم على القوائم الأميركية قد اختفت آثارهم أو تلاشوا، "لم يعد يتحركون بحرية ولم نعد نراهم بالجوار، نظن أنهم في منطقة القوارشة في بنغازي لأنها أكثر أمنا ومكتظة بالسكان مما يصعب عملية اعتقالهم أو استهدافهم من أي عناصر أجنبية"، مشيرًا إلى أنّ أبو ختالة اعتقل في قنفودة وهى منطقة نائية نسبيًا.
وقلت تقارير إعلامية أميركية أن "أبو ختالة نقل من سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية ظل محتجزا بها منذ اعتقاله في وقت سابق هذا الشهر إلى محكمة اتحادية في العاصمة الأميركية".
وذكر مكتب المدعي العام الأميركي في واشنطن إنه أودع في سجن اتحادي في واشنطن صباح يوم السبت.
وقال المتحدث باسم النيابة الفيدرالية ويليام ميلر إن أبو ختالة "سلم إلى قوات الأمن"، تأكيدا لإعلان مكتب المدعي العام بأنه "محتجز لدى سلطات تنفيذ القانون".
ونقل أبو ختالة على متن سفينة النقل البرمائية نيويورك بعد أن اعتقلته قوات عمليات خاصة أميركية في هجوم على مشارف بنغازي، علما بأنه يواجه اتهامات بقتل شخص في منشأة أميركية وانتهاك قانون الأسلحة النارية وتقديم دعم مادي للإرهاب.
وعقب قيام السلطات الأميركية باختطاف المواطن الليبي نزيه الرقيعي الشهير بأبو أنس من بنغازي في الخامس من شهر أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، أكّد أبو ختالة لـ"الشرق الأوسط"، بتغييره لمقر إقامته في مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وبدا أبو ختالة في تصريحاته واثقا للغاية واستبعد إمكانية نجاح الأميركان في اختطافه على نحو مماثل، حيث قال "إن شاء الله لن يتكرر الأمر معي".
واعتبر أن "الاتهامات الأميركية بأني متهم باطلة، وعليهم أن يقدموا الأدلة. لا يصح اتهام من دون دليل»، نافيا تلقيه أي اتصالات من السلطات الليبية للتحقيق معه في هذه الاتهامات. وأضاف "أبدا لم يتصل بي أحد أو يكلمني في هذا الخصوص». وتساءل: «لماذا يتم الزج باسمي في هذا الواقعة؟.. السؤال هذا نسأله للإدارة الأميركية".
من جهة أخرى، بدأت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في إعلان ونشر نتائج الاقتراع الجزئية لانتخاب مجلس النواب الجديد الذي سيحل محل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) في تولى السلطة لاحقَا.
وقال رئيس المفوضية الدكتور عماد السايح في مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة، أن "هذه النتائج تعد مرحلية وليست نهائية ويمكن أن تتغير بتغير المحطات المدخلة في منظومة البيانات الخاصة بالانتخابات".
وأعلنت المفوضية عن وصول المزيد من استمارات نتائج الاقتراع إلى مقرها من أربع دوائر انتخابية هي مرزق، أوباري، سبها، البيضاء، فيما وصلت مساء الجمعة استمارات دوائر بنغازي، إجدابيا، والحقول النفطية، بالإضافة إلى استمارات مراكز الاقتراع بالخارج.
وأطلق مسلحون مجهولون النار على عقيد مهندس في قاعدة بنينا الجوية في مدينة بنغازي شرق البلاد، حيث قال مسؤول في القاعدة لوكالة الأنباء المحلية إن "المسلحين ترصدوا العقيد صالح الفطمانى وأطلقوا عليه النار لدى خروجه من منزله بمنطقة شهداء الزاوية متوجها إلى عمله بالقاعدة، قبل أن يلوذوا بالفرار".
وشب حريق مفاجئ داخل مبنى رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي بمنطقة قار يونس ببنغازي، مما تسبب في احتراق إحدى السيارات لكن دون سقوط أي ضحايا، وفقا لما أعلنته قالت الغرفة الأمنية المشتركة التي لفتت إلى أنه لم تعرف بعد أسباب هذا الحريق. ونظم سكان وناشطون سياسيون وقفة احتجاجية مساء أول من أمس أمام فندق تيبستي تنديدا باغتيال المحامية والناشطة الحقوقية سلوى بوقعيقيص التي اغتالها مجهولون طعنا ورميا بالرصاص بمنزلها بمنطقة الهوارى ببنغازي.
ورفعت ناشطات من مؤسسات المجتمع المدني صورا للقتيلة ورددن شعارات تندد بعمليات الاغتيال والخطف المستمرة في بنغازي.
وأعرب المؤتمر الوطني الذي يعد أعلى سلطة سياسية ودستورية في ليبيا عن أسفه لمصرع سلوى بوقعيقيص ووصف في بيان له أمس عملية اغتيالها بالعملية الإرهابية والجبانة وإنها تتنافى مع تعاليم الإسلام وتتعارض مع قيم الحضارة الإنسانية.
ودعت رئاسة المؤتمر الحكومة وكل الأجهزة الرسمية إلى تسخير إمكانياتهم وصلاحياتهم في البحث والتحري عن الجناة والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفته أيديهم.
كما ندد المجلس البلدي الجديد المنتخب للمدينة بنغازي باغتيال بوقعيقيص واستنكر خطف وتغييب زوجها عصام الغرياني.
وحمل المجلس في أول بيان يصدره منذ انتخابه، الحكومة والمؤتمر الوطني وكل الأجهزة الأمنية المسؤولية الكاملة عما يحدث من ترويع للآمنين وقتل الأبرياء.
من جهته، أعلن طارق العرفي عميد بلدية بنغازي بأن تهدئة الأوضاع في مدينة بنغازي سوف تكون من أولى مهام المجلس البلدي المنتخب، مشيرا إلى أن المجلس على تواصل مع جميع اللجان التي تعمل على التهدئة في المدنية.
من جهته، أعلن المؤتمر الوطني العام (البرلمان)، على لسان الناطق الرسمي باسمه عمر حميدان، أنه يتابع نتائج هذه الانتخابات، معلنا عقد جلسة للبرلمان لمتابعة سير عمل اللجان المكلفة إعداد تقارير التسليم والتسلم لتسليم السلطة التشريعية إلى مجلس النواب الجديد.