غزّة/القدس المحتلة ـ محمد حبيب/وليد أبوسرحان
أعلنت إذاعة الاحتلال الإسرائيلية، صباح الجمعة، أنّه منذ الساعة الثامنة صباحاً سقط 20 صاروخًا على مدينة عسقلان، والمجمّعين الاستيطانيين "ساحل عسقلان" و"أشكول"، وتسبب أحدها باندلاع حريق في الأخير، فيما أكّد الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري أنّ الفصائل لم توافق على تمديد التهدئة، بينما استأنفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الحربيّة قصف مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث أعلنت المصادر الطبية عن استشهاد طفل وإصابة 11 آخرين، جراء استهداف مسجد النور المحمدي، ووصول إصابات عدة إلى مستشفى الشفاء، جراء استهداف منزل يعود لعائلة أبو عاصي، في حي الزيتون،كما قصفت طائرة حربية دون طيار جمعية "أصدقاء المستشفيات"، وسط شارع يافا، في حي التفاح.
وأكّد الناطق باسم وزارة الصحة الدكتور أشرف القدرة إصابة 4 مواطنين في تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، واصفَا حالتهم ما بين المتوسطة والطفيفة.
وأسفر استهداف منزل لعائلة الشرافي في بلدة جباليا شمال قطاع غزة عن إصابة مواطن، وكان قد استهدف الطيران الحربي في رفح أرضًا زراعية، فيما جددت المدفعية الإسرائيلية قصف منطقة أبراج الندى بقذائف عدّة، وشنّت الطائرات الحربية غارة على أرض فارغة غرب مدينة غزة، وغارتين على أراض زراعية شرق البريج والمغازي.
وقصفت الطائرات الحربية أراض زراعية في منطقة تل الهوا، جنوب مدينة غزة، ما أدى إلى وقوع إصابة واحدة، ثم شنت غارة ثانية على أرض فارغة في شمال غزة، بينما قصفت الزوارق البحرية الإسرائيلية شواطئ شمال غزة، بقذائف عدّة.
وأوقفت إسرائيل رحلات الطيران، ذهابًا وإيابًا، في مطار "بن غوريون"، تحسبًا لتجدّد إطلاق الصواريخ، فيما أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال تعليمات جديدة، بمنع أجراء أيّ نشاطات لتجمع أكثر من 500 شخص في محيط 40 كيلو مترًا من حدود قطاع غزة.
ودوت صافرات الإنذار في مجمع "أشكول" مجدّدًا، وتلاها سقوط 3 صواريخ، وكذلك في عسقلان، والمستوطنات المحيطة بقطاع غزة، وفي منطقة "حوف اشكلون"، وعسقلان، في النقب الغربي، بينما تبنّت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" قصف مدينة عسقلان بـ 3 صواريخ "غراد".
وزعمت الإذاعة أنَّ صواريخًا سقطت في منطقة مفتوحة في أشكول، مدّعية أنَّ منظومة "القبة الحديدية" اعترضت أخرى في سماء مدينة عسقلان.
وأبرزت القناة الثانية الإسرائيلية، صباح الجمعة، أنّ "جيش الاحتلال يدرس خيارات الرد، وذلك مرتبط بالمدى الذي ستصل إليه الصواريخ"، مشيرة إلى أنَّ "إسرائيل طلبت من سكان بلدات النقب الغربي البقاء قريبين من الملاجئ، والأماكن المحصنة".
وانتهت ساعات التهدئة مع حلول الثامنة من صباح الجمعة، وسط تأكيدات إسرائيلية بأن المفاوضات مع الجانب الفلسطيني وصلت إلى طريق مسدود، فيما أعلنت وسائل إعلام عبرية أنّ صفارات الإنذار تدوي في غالبية مدن المنطقة الجنوبية.
وبيّنت مصادر خاصة، في تصريح إلى "العرب اليوم"، أنّ "المخابرات المصرية حاولت تجديد التهدئة مدة 72 ساعة أخرى، لكن الوفد الفلسطيني لم يوافق على ذلك، وأعلن أنه مستمر في التفاوض".
وأشارت المصادر إلى أنَّ "الوفد الفلسطيني أبلغ الوسيط المصري أنَّ المقاومة ليست في وارد تمديد جولات إضافية، وأنَّ المطالب الأساسية للمقاومة يجب أن تحقق، وفي مقدمتها رفع الحصار كليًّا".
وكشفت تقارير إعلاميّة أنّ حكومة الاحتلال تعتزم اعتبار قطاع غزة خلال الفترة المقبلة "منطقة عدو"، بغية تفادي تعويض سكان القطاع، الذين لحقت بهم أضرار هائلة، جراء العدوان على الأراضي والمنازل، في حال توجهوا إلى القضاء الدولي.
وأكّدت التقارير، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أنّ "إسرائيل لن تكون مسؤولة عن الأضرار في إطار دعاوى يقدمها سكان قطاع غزة ضد عمليات عسكرية نُفذت خلال العدوان الإسرائيلي المتواصل".
وأشارت إلى أنّه "يتعين على وزير القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني، طرح اقتراح بهذا الشأن على جدول أعمال الحكومة الإسرائيلية خلال اجتماعها، الأحد".
ونشر موقع رئيس حكومة الاحتلال تفاصيل المقترح، التي شملت "الإعلان عن القطاع (منطقة عدو) يبدأ بأثر تراجعي من 7 تموز/ يوليو 2014".
وأضاف مشروع القرار أنّ "غايته منح تعبير قانوني آخر، ومكانة لقطاع غزة، بما يتلاءم مع قانون الأضرار المدنية".
ولا يشمل مشروع القرار مجالات أخرى لعلاقات إسرائيل مع دول "عدوة" لها مثل منع التجارة والاستيراد والتصدير.
وحذّر المستشار القانوني لجهاز الأمن الإسرائيلي أحاز بن آري، في وجهة نظر قانونية أرفقها بمشروع القرار، من أنّه "توجد صعوبة على المستوى الدولي، بأن هذا الإعلان قد يفهم (خطأ)، كمحاولة لتهرب دولة إسرائيل من واجبها في التدقيق بشأن ادّعاءات عن انتهاك قوانين المواجهة المسلحة وحتى التحقيق فيها".
إلى ذلك، عبّر الفلسطينيون عن تأييدهم لاستئناف فصائل المقاومة قصفها للمدن المحتلّة من طرف إسرائيل، صباح الجمعة، بعد انتهاء التهدئة، التي استمرت لـ72 ساعة.
ورأى الشارع الفلسطيني أنّه "على المقاومة الاستمرار لحين استجابة الاحتلال الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية، وعلى رأسها رفع الحصار عن غزة، مقابل الوصول لوقف إطلاق النار في القطاع".
وغادر آلاف المواطنين منازلهم في مناطق الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، آخذين معهم بعض أمتعتهم، فضلاً عن آلاف العائلات التي فرّت من منطقة جحر الديك، في مخيم البريج، جنوب مدينة غزة، كما شوهدت عشرات السيارات والعربات التي تجرها أحصنة وحمير تنقل مواطنين، بينهم أطفال ونساء، في اتّجاه مناطق وسط وغرب مدينة غزة، متوجهين إلى مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا".
وأظهر المواطنون الفلسطينيون في الضفة الغربية تأييدهم لاستئناف المقاومة إطلاق الصواريخ على إسرائيل، بعد رفضها الاستجابة للمطالب الفلسطينية من خلال المفاوضات، التي ترعاها القاهرة.
ولم يخالف الكثير من الفلسطينيين المواطنة أسمى الرأي عندما قالت "يجب أن تقصفهم المقاومة حتى يدركوا (الإسرائيليون) أنّ الفلسطينيين هذه المرّة عندهم قوة حقيقية، يستطيعون من خلالها فرض شروطهم على الاحتلال".
وكانت المقاومة قد رفضت تمديد الهدنة، واستأنفت صباح الجمعة إطلاق الصواريخ على الكيان الإسرائيلي، جراء رفضه الاستجابة لمطالبها، وعلى رأسها رفع الحصار وفتح المعابر، وإنشاء ميناء بحري على شاطئ غزة، وإطلاق سراح الأسرى المحررين الذين أعاد الاحتلال اعتقالهم.
وفي التعقيب الإسرائيلي الأول على تجدد القصف الصاروخي للمقاومة بعد انتهاء الهدنة عند الساعة الثامنة من صباح الجمعة، دعا وزير الاقتصاد الإسرائيلي المتطرف زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت إلى "إعادة الوفد الإسرائيلي فورًا من مصر، ووقف المفاوضات".
واعتبر بينت أنّه "لا يمكن إجراء مفاوضات في القاهرة تحت نيران القصف من حماس، والعملية العسكرية مستمرة، وهذا هو الاختبار الحقيقي لقوة الردع الإسرائيلي، ويجب الرد على هذه الصواريخ بقوة كبيرة".
ودعا وزير الإسكان الإسرائيلي المتطرف أوري ارائيل، من حزب "البيت اليهودي"، إلى "إنهاء حكم حماس ردًا على إطلاق الصواريخ"، مشيرًا إلى أنّه "لا يجب السماح لحركة حماس أن تقرر أصول اللعبة السياسيّة".
وغادر الوفد الإسرائيلي المفاوض القاهرة عقب استئناف فصائل المقاومة إطلاق الصواريخ، في حين تشير التقديرات إلى أنَّ "الرد الإسرائيلي سيكون من خلال قصف جوي، ولن يكون هناك تحرك بري في غزة".
وأكّدت تقارير إعلامية إسرائيلية أنَّ رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير حربه موشيه يعلون، أصدرا، صباح الجمعة، تعليمات للجيش بالرد بشدة على إطلاق صواريخ من قطاع غزة، في أعقاب توقف التهدئة.