الجزائر- خالد علواش
فجّر عبد العزيز زياري رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق، قنبلة من العيار الثقيل، حين أكد أنَّ الجيش والمخابرات من يصنع الرئيس في الجزائر، موضحًا أنَّ الجيش سيرفع يده عن صناعة الرؤساء في الجزائر برحيل جيل الفريقين أحمد قائد الأركان قايد صالح، وقائد جهاز المخابرات محمد مدين المعروف بـ"توفيق".
واعتبر زياري في لقاء تلفزيوني، أنَّ الأمر منطقي لغياب طبقة سياسية واعية، مشيرًا إلى أنَّ الأمر سيختلف مع الجيل الجديد المتخرج من الكليات الحربية، إذ ليس له حق التدخل في السياسة، كون الوقت تغير.
وبرَّر وجوب استشارة قايد صالح وتوفيق ومن معهم من جيلهم بالمؤسسة العسكرية حول هوية الرئيس المقبل، بكون هؤلاء كانوا صمام الأمان وقت العشرية السوداء، لاسيما أنهم أنقذوا البلاد من الانهيار وصححوا أخطاء السياسيين.
وأكد أنَّ الدستور المقبل هو المنقذ لكل ما تعيشه البلاد من التوتر، مطالبًا بضرورة البدء بإصلاحات سياسية حقيقية في الدستور المقبل حتى "نجنب البلاد ما لا يحمد عقباه"، موضحًا أنَّه اقترح هذه الإصلاحات على الرئيس عام 2011؛ لكنها لم تجسد إلى الآن.
وأشار زياري إلى أنَّه لا يتحمل مسؤولية إدراج نقطة تجريم الاستعمار في جدول أعمال المجلس؛ لأنَّ الجهاز التنفيذي لم يكن موافقا على ذلك في ذلك الوقت، كما أنَّ هذه النقطة حساسة وتخص مصالح البلد مع الدولة الاستعمارية السابقة، قائلًا "إنه التقى الرئيس بوتفليقة على هامش زيارة رئيس دولة أجنبية للجزائر، وقال له الرئيس حينها إنَّ التوقيت والظرف لا يسمحان بتمرير هذا الملف، لأنَّ لدينا مصالح مع فرنسا والوقت غير مناسب حتى نفتح معها جبهة صراع".
وأوضح فيما يتعلق بمسألة ترشحه للأمانة العامة لحزب "جبهة التحرير الوطني"، أنَّه لن يقبل إلا إذا كان الحزب الفائز بالانتخابات هو من يشكل الحكومة، أو على الأقل يستشار في تركيبتها وليس كما هو عليه الحال حاليًا.
وطعن زياري في شرعية الأمين العام الحالي عمار سعيداني، كونه لم يأت بالصندوق، مشيرًا إلى أنَّه لا يعلم إن كان شقيق الرئيس وراء تعيينه؛ لكنه أكد أنه شخصيًا كان قريبًا جدًا من منصب الأمين العام للأفلان، لو استعملت الطرق القانونية لانتخاب أمين عام وفي مقدمتها آلية الصندوق.
واعتبر مطالبة المعارضة بتنظيم رئاسيات مسبقة على خلفية الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة، أمرًا غير منطقي في ظل ممارسة الرئيس لصلاحياته الكاملة، وهو أدرى بنفسه ما دام يرى أنه قادر على ممارسة مهامه بصفة عادية.
وتابع زياري "بالتالي الرئاسيات المسبقة لا تكون إلا إذا أدرج الرئيس مادة تخص هذه النقطة في التعديل الدستوري المرتقب، وهي الحالة الوحيدة التي يمكن فيها إجراء رئاسيات مسبقة"، مشيرًا إلى أنَّ دستور الرئيس السابق هواري بومدين الأفضل في تاريخ الجزائر المستقلة.