الدارالبيضاء - جميلة عمر
أكّد وزير الشؤون الخارجية و التعاون صلاح الدين مزوار، أثناء كلمته اليوم الثلاثاء، أمام المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية، المقام في الكويت، على ضرورة الوقوف مع الشعب السوري الشقيق في المحنة التي فرضت عليه، بسبب التطرَّف.
واعتبر مزوار، أنَّ الأزمة التي تمر منها من الأزمات الإنسانية الأكثر خطورة في عالمنا المعاصر، لأنها تكاد ترمي ببلاد الشام إلى مستقبل مجهول وتهدّد أمن وسلامة المنطقة بأكملها.
وشدّد مزوار، على أنَّ المملكة المغربية، تنظر إلى المؤتمر الثالث لدعم الوضع الإنساني للسوريين، كواجب أخلاقي وإنساني للمنتظم الدولي، لاسيما في هذا الظرف بالذات.
وطالب الوزير، بضرورة معالجة القضية السورية في جوهرها السياسي وبعدها الأمني، من خلال إيجاد السبل والآليات الكفيلة بتطبيق مضامين بيان جنيف الأول، وتمكين الشعب السوري من قيادة مرحلة الانتقال السياسي بنفسه، والحفاظ على الوحدة الترابية للدولة السورية وعلى مؤسساتها، مع عصرنتها وتطويرها، للقيام بنهضة تنموية شاملة يشتركُ في بلورتها وتنفيذها جميع السوريين.
وذكر، أنَّ المغرب اختار المزاوجة بين تقديم المساعدات المحدّدة التي يمليها الظرف الاستعجالي، بما في ذلك الأربعة ملايين دولار التي حولها العام الماضي، إلى الهيئة الأممية المسؤولة، وبين الدعم الإنساني للتخفيف من معاناة اللاجئين السوريين في المملكة الأردنية الهاشمية، عبر المستشفى متعدد الاختصاصات الذي أمر الملك محمد السادس بإقامته، منذ سنة 2012، في مخيم الزعتري.
ونوْه، أنَّ المغرب لن يتأخر في تعبئة المساعدات الإنسانية للأشقاء السوريين، ولن يذخر جهدًا في البحث عن التسوية السياسية الضرورية للأزمة السورية.
تجدر الإشارة إلى أنَّ أعمال مؤتمر المانحين الثالث في الكويت، انطلقت بمشاركة أكثر من 100 منظمة محلية وإقليمية ودولية و140 شخصية، لإعلان التعهدات الجديدة لدعم الشعب السوري، إذ تعهدت المنظمات غير الحكومية المُشاركة بتقديم نحو 506 ملايين دولار لدعم الشعب السوري.
وبلغ حجم تعهدات المنظمات غير الحكومية في مؤتمرها الأول، 183 مليون دولار، وبلغ إجمالي تعهداتها في المؤتمر الثاني 276 مليون دولار خصصت لعمليات الإغاثة.
يأتي ذلك قبل استضافة الكويت مؤتمر المانحين الثالث لدعم الوضع الإنساني في سورية، بعد استضافتها المؤتمرين الأول والثاني في2013 و2014، بمشاركة 78 دولة وأكثر من 40 هيئة ومنظمة دولية، إذ بلغت قيمة التعهدات في الأول 1,5 مليار دولار، وفي الثاني 2,4 مليار دولار.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، تحدث قبل أيام، قائلًا: "الشعب السوري يشعر أنّ العالم تخلى عنه مع انتقال تركيز الاهتمام العالمي إلى "داعش"، العنف والبيروقراطية يعرقلان تقديم المساعدات لنحو 12 مليون شخص".