واشنطن ـ رولا عيسى
احتفلت سلطنة بروناي الواقعة جنوب شرق أسيا، الأربعاء بزفاف النجل الأصغر لسلطان بروناي حسن البلقية في قصر أستانا نور الأيمان الواقع في عاصمة بروناي بندر ساري بكاوان.
وتجمعت حشود مهيبة من الأصدقاء والأسرة وشخصيات أجنبية في مراسم زفاف أسطورية مذهلة، للاحتفال بعقد قران نجل أحد أغنى الرجال في العالم، على عروسه دايانجكو عداوية بنغيران حاج بلقية، البالغة من العمر 22 عامًا، في القصر الملكي العظيم.
وارتدى الأمير عبد الملك البالغ من العمر 31 عام هو وعروسه ملابس ذهبية مرصعة بالألماس، في حين حملت العروسة باقة من الأحجار الكريمة عوضًا عن الزهور.
ويعد الأمير عبد الملك هو الابن أصغر للسلطان، حسن بلقية، وزوجته الملكة صالحة، ويأتي ضمن الجيل الثاني المرشح لتولي الخلافة ليصبح سلطان بروناي المقبل.
وأثناء مراسم عقد القران المهيبة، كان العروسين يجلسان إلى جوار بعضهما على عروش مذهبة، في قاعة العرش في قصر استانا نور الإيمان، ويرتدون الملابس التقليدية الفخمة لسلطنتهم.
وأفادت مصادر صحافية من بروناي، أن سبعة حكام لمقاطعات الدولة الماليزية وأحد أمراء المملكة العربية السعودية، حضر مراسم الزفاف الأسطورية، وتعد هذه هي المرة الأولى التي يظهر الزوجين معا منذ بدئ الاحتفالات في الخامس من نيسان/أبريل الجاري.
وتألقت العروس، التي كانت تعمل كمحللة بيانات ومدرب لتكنولوجيا المعلومات، في حجاب طويل جداً من "الدانتيل" المعقد المزخرف، وارتدت تاج مرصع بالألماس، وبست قطع من الزمرد على شكل دمعة يخطف الأنفاس.
وارتدت قلادة الماس مع قلادة مركزية مكونة من ثلاثة أحجار من الزمرد بحجم العنب، لمعت حول عنقها، في حين ارتدت بروش يحتوي قطعتين من الزمرد على شكل بيضة تتدلى من الألماس، وارتدت حذاء عالي باللون الذهبي من "كريستيان لوبوتان"، مغطى بكريستال "شواروفسكي"، وتميز بنعل أحمر مميز، وارتدت خلخال مكتنز من الذهب.
وخلال مراسم الزفاف، جلس العروسان جنبا إلى جنب لأداء الصلاة خلال جزء من الحفل، وكان السلطان يربت على ذراع ابنه، لمباركة زوجته الجديدة.
يذكر أن السلطان لديه 12 ابن وابنة، خمسة أولاد، وسبع بنات، من ثلاث زيجات مختلفة، ويعد الأمير عبد الملك هو الطفل السادس للسلطان وزوجته الحالية، الملكة صالحة، الذي تزوجها في عام 1965.
وشهد جزء من الحفل الأسطوري دخول الحرس الملكي إلى قاعة العرش، وهم يحملون دروعا ورماح للاحتفال، وبعد الحفل تم دعوة الحضور إلى مأدبة عشاء فاخرة في قاعة القصر، والتي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى خمسة ألاف ضيف.
وتجري مراسم حفل الزفاف على مدى 11 يوما، والتي بدأت الأحد الخامس من نيسان/أبريل بحفل عرض الزواج الملكي، وخلال الاحتفال يتقدم ممثل من عائلة العريس بطلب يد العروس من عائلتها للزواج، وتعد هذه بداية المراسم الاحتفالية، التي تليها حفل "الحنة"، حيث يقوم أعضاء الأسرتين بدهن مسحوق وزيت المعطرة على راحات يد الزوجين، ومن ثم تبدأ مراسم الإهداء، أو الهدايا، على أن ينتهي الاحتفال في 15 نيسان/ابريل نيسان.
ويشار إلى أن قصر أستانا نور الإيمان هو أكبر قصر في العالم، حيث يضم 1788 ألف غرفة وخمس حمامات سباحة كبرى، و110 مرآب للسيارات.
ويستعد الزوجين لحضور مأدبة الزفاف في المساء، حيث يبدلان ملابس زفافهما، بأزياء أكثر فخامة تناسب مأدبة العشاء، حيث يرتدي الأمير عبد الملك زي عسكري اسود، مرصع بالألماس عند الكتف، وعند الياقة، بينما ترتدي العروس فستان طويل باللون الأرجواني، ومطرز بخيوط من الفضة، كما تضع قلادة فاخرة.
وتتألق العروس في حجاب شفاف، يعلوه تاج مذهل من الألماس، ومرصع بمجموعة رائعة من الياقوت، يتوسطه حجر كريم قرمزي، يصل حجمه إلى 20 بنسًا، والبنس هو 1% من الجنيه الإسترليني.
وتضع العروس قلادة مطابقة من الماس التي تلمع بعشرات من أحجار الياقوت، في حين تخفي تحت حجابها بروش رائع ضخم من الياقوت والألماس، وترتدي على يدها اليمنى خاتم كبير من الماس، وغيرت المكياج بوضعها أحمر شفاه باللون الأحمر، بدلاً من اللون الوردي التي كانت تضعه في مراسم الزفاف.
يشار إلى أن بروناي تقع في جنوب شرق آسيا، على الساحل الشمالي لبورنيو، وتعد مورد كبير للنفط والغاز، وتقع الدولة المستقلة ذات السيادة على جزء صغير من ساحل الجزيرة بورنيو، وبقية الجزيرة تحتلها ماليزيا وإندونيسيا، ويعود تاريخ السلطنة إلى القرن الـ15، واستقلت عن المملكة المتحدة في عام 1984.