الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
تنظيم "داعش"

لندن ـ مادلين سعادة

أكد مسؤولون عراقيون أنَّ مقاتلين من تنظيم "داعش" شنوا أمس الأربعاء، هجومًا كبيرًا يُعد الأشرس خلال الأشهر الماضية، مستخدمين 21 سيارة مفخخة في مدينة الرمادي، ردًا على خسارتهم في هجوم الحكومة العراقية على تكريت.

وتواصل قوات الأمن العراقية هجومها على معاقل "داعش" في اثنين من الأحياء المتبقية على الجانب الغربي من مدينة تكريت مسقط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، التي ذبح فيها المتشددون أكثر من 1000 جندي عراقي العام الماضي.

وبدأت الهجوم بعد أسبوع من حصار المدينة في أكبر عملية ضد التنظيم المتطرف، منذ هجومه الكاسح على جزء كبير من البلاد العام الماضي، وتمكّنت القوات العراقية من إعادة السيطرة على المدينة، أمس الأربعاء، وسجلت انتصارًا كبيرًا استراتيجيا وعاطفيا.

واكتشفت القوات مقبرتين جماعيتين كان يعتقد بأنَّها تضم ​​رفات بعض الجنود من معسكر "سبايكر" الذين تم ذبحهم على يد "داعش" خلال الصيف الماضي، وعثرت القوات على ما يقارب 400 جثة بالقرب من قرية البو عجيل، جنوب تكريت.

وأوضح المستشار السياسي لمحافظ الأنبار حكمت سليمان، أنَّه بسبب الدفاعات المحصنة وتزايد تجارب المعركة وتحسين الاستخبارات، كانت القوات العراقية في الرمادي قادرة على العمل على عدم ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في تفجيرات السيارات، في أدنى حد ممكن من خلال مهاجمة وإحباط المركبات المفخخة، وتفجير معظمهم قبل بلوغهم أهدافهم.

وأضاف مسؤول عسكري رفيع المستوى في قيادة عمليات محافظة الأنبار، بأنَّ خمسة أشخاص قد قتلوا في تفجيرات وأصيب العشرات، من بينهم عواد سامي  اللاجواه زعيم لواء قتل في معركة الثلاثاء الماضي، علاوة على مقتل مساعد قائد فرقة من الجيش العراقي الجنرال وضحة محمود العزاوي.

وأشار المسؤول إلى أنَّه مع الكثير من تركيز الاهتمام على تكريت، يحتدم القتال في الأنبار إلى حد كبير ومع ذلك هو بعيد عن الأضواء، مؤكدًا أنَّها حملة شرسة، مشيرًا إلى مقتل اثنين من كبار القادة في الجانب الحكومي، إذ كانت القوات الأمنية قريبة من استعادة السيطرة على بلدة الكرمة من سيطرة المتشددين.

وجاءت أخبار المعارك باهتمام كبير بين القادة العراقيين الذين يحضرون منتدى سنويًا في السليمانية، في إقليم كردستان شبه المستقل، معلنين في خطاب بعد خطاب أنَّ أعلى حصص وأكبر التحديات ستأتي بعد هزيمة "داعش" في تكريت وفي أماكن أخرى، أي حينما يحين الوقت لتوحيد العراق.

المثير للمخاوف أنَّ الجزء الأكبر من القوات الحكومية يتألف من المسلحين الشيعة، فضلًا عن المخاوف من ارتكابهم هجمات انتقامية ضد السنة كرد فعل انتقامي، إذ كانت قوات "داعش" قد اجتاحت أنحاء قاعدة "سبايكر" في الصيف الماضي، وشنَّت عمليات قتل جماعي للشيعة ونشرت بعض المشاهد على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأوضح أحد قادة الحملة العسكرية المشاركة في تحرير تكريت، بأنَّه تم إبلاغ مسؤولي الصحة لإزالة بقايا الجثث الموجودة في المقربتين الجماعيتين ويبلغ عددهم حوالي 400 جثة.

وأوضح المتحدث نعيم العبودي، أنَّه تم بالفعل إرسال الصور من المواقع والرفات إلى المشرحة المركزية في بغداد، قائلًا "أدعو جميع أولئك الذين فقدوا صبيانهم في هذه المقبرة الجماعية الذهاب إلى المشرحة ومعرفة ما إذا كان يمكن التعرف عليهم من ملابسهم أو وجوههم".

وأضاف إنَّ المواطنين الُسنة من سكان القرية دلوا قوات الأمن إلى مقابر جماعية، وقال البعض إنَّهم رأوا الشباب جلبوا من "سبايكر" وتم دفنهم في وقت لاحق هناك، موضحًا "لقد أثبتت هذه المعركة اليوم للعالم أنَّ أهل السنة والشيعة في العراق متحدون".

وبيَّن العبودي، أن مقاتلي القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها لم يحرقوا أي منزل، مشيرًا إلى أنَّه قد شارك 4 آلاف على الأقل من مقاتلي العشائر السنية بشكل جزئي في معركة تكريت مع القوات الحكومية، و 4 آلاف آخرين تم حشدهم في الأنبار.

وأفاد بعض السكان السنة في المناطق التي تسيطر عليها "داعش"، بأنَّهم سيرحبون بالقوات العراقية إذا كانت ستخلصهم من الحكم القاسي للمتشددين، موضحين أنَّ ربح الحرب دون تجاوزات في أعقابها يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر بين الطوائف.

وأبرز رئيس بلدية بلدة "ألام" حميد الجبوري، أنَّ مسلحي "داعش" هم المسؤولين عن حرق المباني في البلدة المجاورة لتكريت، موضحًا أنه دخل المدينة جنبًا إلى جنب مع المقاتلين السنة المحليين والمقاتلين الشيعة، فوجد أن المباني بما فيها منزله، قد اشتعلت فيها النيران، ثم علق متسائلًا "هل سأحرق بيتي؟".

ونوَّه المستشار السياسي لمحافظ الأنبار حكمت سليمان؛ بأنَّ تواجد المسلحين الشيعة في الأنبار لا يزيد عن الحد الأدنى من التواجد، قائلًا إنَّ معظم القتال تم على يد القوات المسلحة العراقية الرسمية والمقاتلين المحليين، بما في ذلك ما يعرف باسم لواء الصحوة، الذي يتألف من العرب السنة الذين يعارضون "داعش".

كما أضاف مسؤولون؛ أنَّ قوات الأمن والمسلحين الشيعة المحليين ومقاتلي العشائر السنية، شنوا هجومًا على معسكر "داعش" في تلال حمرين شمال شرق تكريت، وحررت 34 رهينة من قبائل عبادي والمسعري، موضحين أنَّ القوات استعادت مركزًا للشرطة، ومصنعًا للجبس وحقول النفط في عجيل والعاص، في حين تراجع المقاتلون المتشددون نحو بلدة الحويجة.

وصرَّح المتحدث باسم المقاتلين المحليين الشيخ حاتم العاصي، قائلًا "إننا لن تتوقف حتى نحرر الحويجة و نرفع الأعلام"، مضيفا أنَّ القوة القبلية من شأنها أن تساعد أيضًا في المعركة الكبيرة لمدينة الموصل، مستدركًا "إننا سننتقم من القتلة والمجرمين، فداعش لا مكان لها في مجتمعنا، فنحن يد واحدة مع الجيش والمقاتلين والبيشمركة للقضاء على داعش".

ولفت الشيخ عاصي إلى أنَّ السكان في الحويجة ذكروا بأنَّ المسلحين كانوا يستعدون للتخلي عن المدينة وإجلاء أسرهم إلى الموصل أو عبر الحدود إلى سورية، مضيفًا "إنهم يتركون كل شيء وراءهم، وسرقوا كل شيء، لكننا سنهمزهم، نحن لن نرحم أولئك الذين قتلوا وسرقوا و شردوا و نكلوا بشعبنا".

وأبرز مسؤولون أمنيون في تكريت، أنَّ القوات الحكومية لا تزال تحاول السيطرة على قصور صدام حسين السابقة على ضفة النهر دجلة، مشيرًا إلى أنَّ هناك المزيد من إطلاق النار حول القصور؛ لكن القوات تتقدم بحذر للتأمين بسبب خطر العبوات الناسفة والشراك الخداعية.

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

سلطات طرابلس تكافح فيروس "كورونا" بمراقبة "الإجراءات الاحترازية" في…
تسجيل 939 إصابة بفيروس "كورونا" في بني وليد خلال…
أنقرة تستدعي باشاغا والنمروش والمشري وقادة المليشيات في إجتماع…
الكهرباء تعلن توصيل خط جنوب طرابلس بعد تعطله سنة…
رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج يبدأ زيارة إلى إيطاليا…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة