واشنطن ـ يوسف مكي
كشف خبراء في مجال الأمن، عن مخاوف حيال استقرار الشرق الأوسط في ظل تزايد مبيعات الأسلحة، إذ سيصل المبلغ المتوقع إنفاقه على الأسلحة هذا العام إلى حوالي 18 مليار دولار، ما قد يؤجج التوتر الخطير ويزيد من حدة الصراع في المنطقة.
وأكد الخبراء أنَّ مبيعات الأسلحة من قبل الغرب بمن في ذلك الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا لدول الخليج وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرين إلى أنَّ قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أعلنه الأسبوع الماضي بإرسال صواريخ مضادة للطائرات إلى إيران قد يؤدي إلى تسريع احتمالية الانتشار النووي.
وسجلت مبيعات الأسلحة في المنطقة حوالي 12 مليار دولار أميركي خلال العام الماضي ومن أكثر المُعدات شيوعًا هي المقاتلات النفاثة والصواريخ والمدرعات والطائرات من دون طيار والطائرات المروحية.
وكشف وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، الأسبوع الماضي عن تقدم في محادثات بيع طائرات مقاتلة إلى الإمارات العربية المتحدة، واحدة من أكبر مشتري الأسلحة في الشرق الأوسط.
ويثير استعداد روسيا لزيادة مبيعات الأسلحة لإيران المخاوف من نشوب صراع طويل الأمد، في ظل النزاعات المشتعلة في سورية والعراق وليبيا واليمن، مع استمرار المواجهات في مصر ضد المتطرفين في سيناء.
وحذر الخبراء من مواجهة مباشرة محتملة بين المملكة العربية السعودية وإيران بسبب الصراع الدائر في اليمن، على الرغم من إعلان الرياض الثلاثاء الماضي أنها أوقفت حملة القصف لمدة شهر، مع ذلك واصلت الطائرات ضرب مواقع للمتمردين الحوثيين قريبة من العاصمة صنعاء.
وأكد مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية، أنَّهم تلقوا طلبات إضافية من الدول العربية التي تقاتل "داعش" لتزويدها بمزيد من الأسلحة الجديدة المصنوعة في الولايات المتحدة، بما في ذلك الصواريخ والقنابل لزيادة مخزون الأسلحة.
وكشفت التقارير التي نشرتها "أي أتش إس" ومعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، أنَّ المملكة العربية السعودية أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم.
ودافع الرئيس الروسي عن قرار تزويد إيران بالصواريخ خلال برنامج تلفزيوني في الأسبوع الماضي، واستشهد بحق روسيا في متابعة مبادرات السياسة الخارجية الخاصة بها.
وأوضح الخبير في القضايا الأمنية في الشرق الأوسط في جامعة "إكستر" عمر عاشور، أنَّ "زيادة مبيعات الأسلحة ستتسبب في زعزعة الاستقرار للغاية، إذ أنَّ معظم العملات العسكرية كانت ضعيفة مثل استهداف المملكة العربية السعودية للمتمردين في اليمن أو حملة مصر ضد المتطرفين في سيناء" على حد وصفه.
وحذر أحد كبار الباحثين في معهد ستوكهولم بيتر ويزمان، من عدم الاهتمام في الحد من التسلح بين الدول في المنطقة، قائلًا "عدم الاستقرار في المنطقة منتشر على مستويات عدة، حيث تعاني الكثير من الدول من عدم الاستقرار مثل اليمن وسورية والعراق وهناك عدم استقرار بين إيران ودول الخليج، وسيتم النظر إلى التوسع الهائل للقوات المسلحة في المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر باعتباره تهديدًا واضحًا لإيران".