لندن ـ سليم كرم
غادرت أكثر من ألفي أسرة عراقية مدينة الرمادي بعد تزايد أعمال العنف من قبل عناصر "داعش" في المدينة وفقا للسلطات العراقية، وعلى الرغم من المجهودات المبذولة من قبل الجيش العراقي والتعزيزات شبه العسكرية الشيعية، إلا أن غرب محافظة الأنبار أحيط تقريبًا بمقاتلي "داعش"، ويأتي هذا التقدم من جانب "داعش" كهجوم مضاد بعد إجبارهم على التخلي عن مدينة تكريت في وقت سابق من هذا الشهر.
ونشرت إحدى وسائل الإعلام تسجيلًا يظهر أعمدة الدخان الكثيفة التي تتصاعد أعلى مدينة الرمادي نتيجة قصف المقاتلات الأميركية أهدافا للعناصر المتشددة في ضواحي المدينة، ويحاول السكان النازحين إيجاد طريق للخروج من المدينة وسط القصف المكثف، وأكد مسؤولون عراقيون أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قد شن غارات جوية الأربعاء واستهدف ثلاث قرى تم الاستيلاء عليها حديثا من قبل قوات "داعش".
وشاركت القوات الأميركية إبان التدخل العسكري في العراق والذي استمر ثمانية أعوام، بمواجهة متمردي "القاعدة" في مدينة الرمادي، وعكف مئات من القوات الأميركية على تدريب القوات العراقية في القاعدة العسكرية بعين الأسد غرب مدينة الرمادي، ومازالت الحكومة العراقية تسيطر علي مركز المدينة إلا أنه بدا واضحا أنها تعاني وتكافح بعد الضغط الواقع عليها على مدى عدة أشهر من قبل قوات "داعش".
وتلقت الأسر المتضررة الموجودة الآن في جنوب بغداد بعد هروبها من الرمادي، معونات تمثلت في خيم ومواد غذائية، ووصف نائب محافظ الأنبار فالح العيسوي الأوضاع التي تجري في الرمادي بالمأساوية، مخاطبًا الحكومة المركزية بضرورة إرسال تعزيزات، مطالبًا حكومة بغداد بإرسال الدعم سريعا بالقوات والأسلحة للمساعدة في منع وقوع المدينة في قبضة جماعة "داعش".
وأكد المتحدث الرسمي للسكرتير العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن دخول مدينة الرمادي من قبل قوات "داعش" هو أمر محدود، لافتا إلى أنه يجري التحقق من التقارير الواردة بشأن مغادرة السكان للمدينة، ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة فإن عدد النازحين جراء أعمال العنف الدائرة بلغ أربعمائة ألف 400,000 عراقي منهم ستون ألفاً 60,000 من الرمادي.
ولم يشر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي كان يزور واشنطن الأربعاء، إلى أية مخاوف بشأن الرمادي، ولكنه أشاد بانضمام خمسة آلاف من العشائر السنية للمساعدة في الدفاع عن الرمادي ومدن إستراتيجية أخرى في محافظة الأنبار.
وبوقوع حي الرمادي في قبضة "داعش" ستكون أول مدينة عراقية رئيسية يتم الاستيلاء عليها من قبل جماعات متطرفة منذ اقتحام الموصل والاستيلاء عليها في شهر حزيران/يونيو من عام 2014.