غزة – محمد حبيب
كثفت قوّات الاحتلال الإسرائيلي، الثلاثاء، قصفها بالطائرات والمدفعية لمناطق مختلفة من قطاع غزة، الذي يتعرض لعدوان متواصل لليوم الـ16 على التوالي، موقعة المزيد من الشهداء والجرحى، الذين وصل عددهم إلى 585 شهيدًا و3650 جريحًا.
وفي ساعات الصباح قصفت طائرة استطلاع إسرائيليّة منزل نائب رئيس الوزراء السابق هنية في حي النصر غرب مدينة غزة زياد الظاظا، ثم عادت طائرات حربية وقصفته بصاروخين ودمرته بصورة كاملة، كما قصفت مدفعية الاحتلال بقذائفها محيط مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط القطاع.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية، صباح الثلاثاء، استشهاد المواطن محمد أبو جامع، في قصف على منطقة الزنة، في خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما استشهد خمسة مواطنين في مدينة دير البلح، في استهدافين منفصلين، بينهم ثلاثة مواطنين من عائلة واحدة، وهم ابتهال إبراهيم الرماحي، ويوسف إبراهيم الرماحي، وإيمان إبراهيم الرماحي، إضافة إلى سلوى أبو منيفي، وسميرة أبو منيفي، وعشرة مصابين.
واستشهد المواطن عبد الله البحيصي (24 عامًا)، وأصيب آخر بقصف طائرات الاحتلال منزلاً وسط قطاع غزة، فيما استشهد المواطن أحمد أبو حصيرة متأثرًا بجراح أصيب بها في قصف إسرائيلي على حي الزيتون.
وفي خانيونس (جنوب القطاع) استشهد المواطن ناجي جمال الفجم (26 عامًا)، ومواطن آخر (19 عامًا)، فضلاً عن إصابة 9، أحدهم خطيرة، إثر قصف منزلهم، كما استشهد محمود سليمان أبو صبحة، وأصيب 5 آخرون في استهداف منزلهم في عبسان شرق خانيونس.
وأكّدت مصادر طبية استشهاد المواطن وائل حرب، جراء القصف الإسرائيلي على غزة، واستشهاد المواطن محمد نصر هارن من مخيم النصيرات، وسولى وسمير أبو منيفي، في قصف شرق مدينة دير البلح، والمواطن محمد نصر هارون، ومصعب سلامة من مدينة خانيونس .
يأتي هذا فيما واصلت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصفها في شرق مخيم البريج، وشرق مدينة غزة في حيي الشجاعية والزيتون، بيت حانون والعطاطرة في شمال قطاع غزة، بينما أطلقت زوارق الاحتلال قذائفها تجاه شواطئ بحر غزة ورفح.
وجدّدت الآليات والمدفعيات الإسرائيلية، فجر الثلاثاء، قصف منازل وأراض فلسطينية في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، بعشرات القذائف والقنابل "الغازية المجهولة"، ما أدى إلى إصابة عشرات الفلسطينيين، بحالات اختناق.
وسقطت عشرات القذائف المدفعية على المناطق الحدودية الشرقية في قطاع غزة، لاسيما في أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة، إضافة إلى سقوط 5 قذائف في محيط مستشفى بيت حانون، وعلى منازل الفلسطينيين في البلدة شمال القطاع.
وأشار شهود عيان إلى أنَّ "قذائف المدفعية الإسرائيلية تساقطت بكثافة على مناطق مختلفة في حيي الشجاعية والتفاح، ما أدى إلى تدمير عشرات المنازل والمباني السكنية وإصابة عشرات المواطنين بجراح مختلفة".
وتدور اشتباكات عنيفة بين الفينة والأخرى، بين مسلحين فلسطينيين والآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في الأحياء الشرقية لمدينة غزة، وتسمع أصوات انفجارات متلاحقة في منطقة التوغل، ناتجة عن الغارات الجوية والمدفعية الإسرائيلية.
وأطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عددًا من القنابل الغازية "المجهولة وذات الرائحة الكريهة" على حي الشيخ رضوان، أقصى شمال مدينة غزة، ومنطقة شارع النفق شرق المدينة، ومدينة الزهراء وسط قطاع غزة.
وأبرز شهود عيان أن "جيش الاحتلال أطلق قنابل الغاز بأعداد كبيرة تجاه المنازل والأراضي الزراعية، ما أحدث سحابة كبيرة من الغازات ذات الرائحة الكريهة، في المناطق المستهدفة، وأسفر عن إصابة عشرات الفلسطينيين، لاسيما من الأطفال والنساء، بحالات اختناق".
ولا تزال طائرات حربية ومروحية واستطلاع إسرائيلية تحلق بصورة مكثفة وعلى ارتفاعات منخفضة في مختلف أنحاء قطاع غزة، وتشن غارات على مناطق متفرقة، ما أدى إلى إصابة المنشآت والبنى التحتية بأضرار جسيمة.
وأكّد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور أشرف القدرة أنَّ المواطن مصعب صالح سلامة (19 عامًا)، استشهد، ووقع عدد من الإصابات خلال قصف على خانيونس، كما استشهد المواطن عبدالله إسماعيل البحيصي (27 عامًا)، جراء قصف منزله في دير البلح، والمواطن محمود سليمان أبو صبحة (55 عامًا)، من خانيونس، والمواطن المسن حسن خضر بكر (60 عامًا).
وذكر شهود عيان أنَّ "طيران الاحتلال استهدف ثلاث سيّارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر، وأنَّ اشتباكات اندلعت شرق القرارة، مع استمرار القصف بعنف على معظم مناطق غزة".
ولفتت وسائل إعلام عربيَّة، نقلاً عن مصادر محليّة، إلى أنَّ إسرائيل رفضت أن تقوم بتهدئة إنسانية، فيما أعلنت مصادر متعددة ومتطابقة أنّ اتفاقُا تم، مساء الاثنين، بإعلان تهدئة إنسانية، تبدأ من الساعة العاشرة صباح الثلاثاء، وحتى الثالثة عصرًا.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريَّة، أن الجيش الإسرائيلي أنهى مهمة تدمير الأنفاق على تخوم غزة، وقالت الصحيفة "قد يكون هناك هدنة قريبًا". ولم تعلن إسرائيل بشكل رسمي حتى اللحظة موافقتها على تهدئة إنسانية. ونقلت الصحيفة خبر التهدئة نقلاً عن مصادر فلسطينية، وأوجزت في تقرير سريع أن لا تأكيدات من مسؤولين إسرائيليين عن الخبر.
من جهته، وأكّد عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال، أن حركته لا تمانع وجود تهدئة إنسانية لساعات محدودة، مؤكدًا أنها لن تقبل تهدئة طويلة الأمد قبل الاستجابة لشروط المقاومة ومطالبها.
ونفى نزال، في تصريح صحافي، فجر الثلاثاء، التوصل إلى تهدئة إنسانية بين "حماس" وإسرائيل، على عكس ما تداولته الأوساط الإعلامية.
وأكدّ وجود حراك دولي فاعل في العاصمة القطرية الدوحة، بغرض بحث سبل التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق النار.
وذكر أن حركته رفضت الورقة المصرية لكنها لم ترفض الدور المصري، وترحب بأي حوار يفضي بأخذ ملاحظات المقاومة وشروطها.
وأشار إلى أن المقاومة ستبحث في الوقت الراهن وقف إطلاق النار، ومن ثم ستبحث ملف التفاوض على الجندي الإسرائيلي شاؤول آرون الذي أسرته المقاومة، الأحد، شرق حي التفاح خلال اشتباكات مع الاحتلال.
وأوضح أنه لن يكون هناك دمج بين موضوعي الجندي آرون واتفاق وقف إطلاق النار، منوهًا إلى أن الحركة رفضت العودة لاتفاق 2012 لما فيه من ثغرات، ولأن الظروف تغيرت.
وأكدّ أن المقاومة الفلسطينية تحمل الكثير من المفاجآت في الميدان، وستستمر في الدفاع عن أبناء شعبها، مشيرًا إلى أن أسر الجنود شكل علامة فارقة في واقع المعركة.
واعتبر أن عملية الأسر بمنزلة رصيد استراتيجي في قبضة المقاومة، وباتت تشكل كابوسًا على الإسرائيليين.