الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
لم تتلق المملكة المغربيّة دعوة لحضور مؤتمر "الأمن والسلام في العراق، الذي انعقد في باريس الإثنين، ودعا إلى دعم بغداد في مواجهة تنظيم "داعش"، بكل الوسائل العسكرية والسياسية، كما تغيبت عن مؤتمر جدة، الخميس.وانتهى المؤتمر بالتزام الدول بالمساهمة في العمليات العسكرية لضرب قواعد تنظيم "داعش" في العراق واحتمال امتداد ذلك إلى سورية، للقضاء عليه وتجنيب الشرق الأوسط مزيدًا من الفوضى السياسية.وسعى مؤتمر باريس أساسًا إلى الحصول على الشرعية السياسية لتحقيق إجماع في شأن مواجهة "داعش"، وشارك فيه المعسكر الغربي، الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا ضمن أخرى، والدول العربية المحسوبة على الاعتدال وهي أنظمة الخليج الملكية ومصر والأردن، وتبقى المفاجأة هي الإقصاء العلني للدولة المغربية.
ويحسب المغرب على المعسكر الغربي والدول العربية المعتدلة، كما يشارك في كل المبادرات التي تقدم عليها دول مجلس التعاون الخليجي علاوة المبادرات التي تقدم عليها فرنسا أساسًا.ويعتبر المغرب نفسه عضوًا هامًا في المنتظم الدولي بشأن مكافحة الإرهاب حيث لا يتردد في المشاركة في كل المبادرات، بل ويعرض خدماته.وكشف خبير العلاقة بين أنظمة الخليج والمغرب، أنّ "التهميش قد يكون قرارًا خليجيًا تقف وراءه السعودية، للرد على برودة المغرب في التعامل مع الدعوة التي وجهت إليه في الماضي للانضام النسبي إلى مجلس التعاون الخليجي".
وأشار إلى أنّه "بعد الأزمة التي نشبت بين الرباط وباريس خلال الشهور الأخيرة، لم تعد فرنسا متحمسة لإشراك المغرب في كل المبادرات الدولية والإقليمية، بعدما كانت في الماضي حريصة على مشاركته".ولم تقدم الدولة المغربية توضيحا لهذا الغياب المتعمد باستثناء تصريح يتيم لوزير الخارجية صلاح الدين مزوار أنه لم يتم توجيه الدعوة للمغرب.