فاس- حميد بنعبد الله
استنكرت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في ميدلت، عدم تحمل السلطة المحلية مسؤوليتها في الحد من الآثار الكارثية للعاصفة الثلجية على المواطنين في المدينة ومساكنهم وممتلكاتهم، وعدم وضع خط أخضر رهن إشارتهم وتجاهل نداءات الاستغاثة من الضحايا في مختلف مناطق المحافظة.
وطالبت الجمعية في بيان لها، المسؤولين بالتدخل العاجل للحد من معاناة الأسر المتضررة في المناطق المنكوبة، وتوفير المأوى والأغطية والغذاء والدواء وتقديم مساعدات للأسر المتضررة في أفق توفير سكن لائق لأفرادها، وخفض تسعيرة الغاز والكهرباء، لتمكينهم من التدفئة، ووقف النهب الذي تتعرض له الثروة الغابوية.
واستعرض البيان، الأضرار البالغة التي خلفتها العاصفة الثلجية الأخيرة، ومست مساكن المواطنين وممتلكاتهم في مناطق عدة من محافظة ميدلت، مشيرة إلى أنَّ ما ضاعف من حدتها، الغياب شبه التام للسلطات وعجزها عن تقديم المساعدات اللازمة للمتضررين والتخفيف من هول الكارثة.
واستندت الجمعية في إعداد تقرير صادم حول الأوضاع في المنطقة، إلى تقارير واردة عليها من مختلف مراكز وقرى المحافظة، والزيارات الميدانية التي أجراها أعضاؤها إلى بعض المواقع، لاسيما التابعة منها إلى جماعة أمرصيد في طيط أورماس على الخصوص.
وأكدت انهيار عدد من المنازل وتصدع ما تبقى منها نتيجة مواد البناء التقليدية المستعملة، نظرًا إلى التردي الذي تعرفه الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للغالبية الساحقة لمواطني المحافظة، الذين لا تسمح إمكاناتهم ببناء مساكن تتوفر فيها شروط السكن اللائق، وعدم توفير الجهات المسؤولة لبدائل مناسبة لهم.
وأشارت الجمعية إلى انقطاع الماء والكهرباء وخدمات الهاتف والإنترنت في عدد من المناطق لفترات متفاوتة، وتوقف حركة المرور بسبب إغلاق الطرق، ما جعل بعض المناطق تعيش عزلة تامة عن العالم الخارجي بسبب هشاشة البنية التحتية، وضعف التجهيزات، وقلة كاسحات الثلوج.
وأبرز البيان أنَّ هذا الوضع أحدث نقصًا في المواد الغذائية، لاسيما بالنسبة إلى المسافرين الذين تقطعت بهم السبل، مع غياب بنيات استقبال تخفف من معاناتهم، مشيرًا إلى غياب مآوٍ تحتمي فيها الأسر التي انهارت أو تصدعت منازلها في طيط أورماس وأحولي وبوعياش وبرتات وإيتزر والشعبة.
وأعربت الجمعية عن أسفها لعدم تقديم مساعدات غذائية، وخيام وأغطية للأسر المتضررة في المناطق المنكوبة، إذ صرح عدد من المواطنين بأنَّ السلطات لم تستجب لنداءات الاستغاثة التي وجهوها إلى مسؤوليها، ولم تتدخل لفك العزلة عنهم في الوقت المناسب، بل تركتهم يواجهون مصيرهم.