واشنطن ـ يوسف مكي
صرّح أحد المقاتليني المتقاعدين في كوبا بيرسي غوميز درنا، بأن شعبية الرئيس أوباما أصبحت أكبر من شعبية فيدال وراؤول كاسترو، بعد خمسين عامًا من العلاقات المتوترة بين كوبا والولايات المتحدة.
وأكد بيرسي الذي كان يقود فرقة سلاح "الهاون" أثناء المعارك التي دارت على مدار ثلاثة أيام من الـ17 حتي الـ19 من نيسان/ابريل عام 1961، في قتال الولايات المتحدة، حيث كان منذ ذلك الحين جنديًا ومنتقدًا لسياسة واشنطن في المنطقة، أكد أنّه يحتفل في شهر نيسان/ابريل من كل عام على مدار الثلاث وخمسون عامًا الماضية مع كبار المحاربين، بالرفاق الذين سقطوا في الغزو الأميركي، احتفالًا بأكبر انتصار لكوبا، أول بلاد أمريكا اللاتينية التي تتغلب على "الإمبريالية" التي تمارسها الولايات المتحدة.
وأوضح، أنّه في هذه المرة، حين يسترجع ورفاقه من المحاربين القدامى، نهاية هذا الأسبوع الأنشطة التذكارية المعتادة؛ سيكون هناك تغييرًا في الخطاب وفي العلاقات، وأملًا نحو غد أفضل في ظل الرئيس الحالي للبيت الأبيض.
يذكر أنّ الاجتماع الذي جرى بين رئيس كوبا راؤول كاسترو والرئيس الأميركي باراك أوباما، جعل كثيرين من مناهضي "الإمبريالية" مثل غوميز يعتقدون بأنه أصبح أخيرًا هناك رئيسًا للولايات المتحدة يتفهم اللاتينيين الأميركان، فلم يكن أحد يتخيل أن يصافح رئيس كوبا الرئيس الأميركي، اللحظة التي اعتقد كثيرين بأنهم سيموتون قبل أن يشهدوها.
كان قادة الدولتين ففي الأيام العشرة الأخيرة، يتبادلان الأحاديث التليفونية مرتين، ويتصافحان ويعقدان اجتماعات امتدت إلى ساعات طويلة، ما يعد تغييرًا جذريًا في العلاقات منذ حقبة "أيزنهاور"، وفي القمة التي عقدت للأميركيتين الأسبوع الماضي، أشاد راؤول كاسترو بالرئيس الأمريكي واصفًا إياه بـ"الرجل الأمين"، ما قابله رئيس الولايات المتحدة برفع كوبا من قائمة البلاد التي ترعى التطرف، الأمر الذي أوجد للرئيس الأميركي شعبية جارفة وسط المواطنين في كوبا.
وذكرت مصادر صحافية، وجود توقعات كبيرة بإمكانية زيارة رسمية مرتقبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ وذلك قبل مغادرته للبيت الأبيض في نهاية العام المقبل، الزيارة التي إذا تمت بالفعل ستكون الأولي لرئيس أميركي منذ زيارة كالفين كوليدج في عام 1928، ومن ثم فستلقى زيارة أوباما ترحيبًا شديدًا بعد هذا التغيير الكبير في النهج السياسي المتبع تجاه كوبا.