الرياض - عبدالعزيز الدوسري
أكد المتحدث العسكري باسم عملية "عاصفة الحزم" العميد ركن أحمد العسيري، الثلاثاء، أنّ وقف عملية "عاصفة الحزم" لا يعني عدم استمرار العمليات العسكرية، وأنّ العمليات ربما تستمر في ضوء أهداف العملية الجديدة "إعادة الأمل" ولكن ربما بوتيرة أقل.
وأوضح، أنّ الطائرات المقاتلة التابعة لدول التحالف نفذت منذ بدء العملية وحتى انتهائها 2415 طلعة جوية، منبهًا إلى أنّ الدقة في العمل الجوي أدت إلى عدم تسجيل أي إصابات في الطائرات، ولم تتعرض أي طائرة لأي حادث، سوى طائرة واحدة بسبب خلل فني وتم الإعلان عنها في ذلك الوقت وتم إنقاذ طاقمها.
وأبرز المتحدث العسكري، أنّ العملية تمكنت من تحقيق أهدافها الرئيسة، والرامية إلى حماية الشرعية، وردع "الحوثيين" وتدمير قواتهم والقوات الموالية لهم، ومنع التهديدات على الدول المجاورة لليمن.
وكان بيان صادر عن تحالف "عاصفة الحزم" بيّن أنّ رسالة مناشدة تسلمها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كانت وراء انتهاء العمليات العسكرية في اليمن المعروفة بـ"عاصفة الحزم" بعد تحقيق أهدافها، وإعلان بدء عملية جديدة تحت مسمى "إعادة الأمل".
وأفاد البيان أيضًا، أن الرسالة تضمنت تقديم الرئيس اليمني، بالغ الشكر والتقدير والعرفان إلى المملكة وإلى جميع الأشقاء في التحالف عن الاستجابة الفورية لمناشدته بالتدخل العسكري في اليمن لحماية الشعب اليمني من الأعمال العدوانية للميليشيات "الحوثية" ومن تحالف معهم ودعمهم داخلياً وخارجياً.
وأضافت الرسالة أنّ تاريخ اليمن والأمة العربية سيسجل بمداد من ذهب ذلك الموقف التاريخي الصارم الذي أعاد للشعب اليمني الأمل في مستقبله، حيث حققت عملية عاصفة الحزم أهدافها، كما ألمحت إلى أنّ هذه الأهداف تمثلت في الاستجابة لطلب الرئيس اليمني في 24 آذار/مارس الماضي بالتصدي إلى العدوان الذي تعرضت له اليمن وشعبها وحماية الشرعية في اليمن وردع الهجوم عن بقية المناطق اليمنية وإزالة التهديد على أمن المملكة والدول المجاورة، خصوصًا الأسلحة الثقيلة والصواريخ "البالستية" التي استولت عليها الميليشيات "الحوثية" والقوات الموالية لعلي عبد الله صالح من القواعد العسكرية للجيش والعمل على مكافحة خطر التنظيمات المتطرفة والتهيئة لاستئناف العملية السياسية وفقًا للمبادرة الخليجية.
واسترسلت، أنّ الرئيس اليمني تطلع إلى بدء عملية جديدة تحت مسمى "إعادة الأمل" للشعب اليمني، بحيث يتم خلالها العمل على تحقيق الأهداف المرجوة منها، مجددًا ثقته بدول التحالف والمجتمع الدولي الذي سيأخذ بيد اليمن إلى مرحلة جديدة يطوي فيها الشعب اليمني آلامه ويرسم مستقبله بعيدًا عن الإكراه والإذعان وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح.
من جانبها، بادرت دول التحالف، استجابةً منها لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي، بالإعلان عن انتهاء عملية "عاصفة الحزم" مع نهاية، الثلاثاء، وبدء عملية "إعادة الأمل" لتحقيق عدد من الأهداف، منها: سرعة استئناف العملية السياسية واستمرار حماية المدنيين واستمرار مكافحة التطرف، والاستمرار في تيسير إجلاء الرعايا الأجانب وتكثيف المساعدة الإغاثية والطبية للشعب اليمني والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للميليشيات "الحوثية" ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج وإيجاد تعاون دولي؛ لمنع وصول الأسلحة جوًا وبحرًا إلى الميليشيات "الحوثية" وحليفهم علي عبدالله صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدقيقين.
واستقبل السعوديون خبر إنهاء عمليات "عاصفة الحزم" بقرار من المملكة، استجابة لطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بترحاب وتأييد شديدين، مشددين على أنّ القرار جاء في الوقت المناسب، بعد أن نجحت المملكة في تحقيق أهدافها في إزالة خطر "الحوثيين" في اليمن.
وجسد وسم "انتهاء عاصفة الحزم" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الثلاثاء الموافق21 نيسان/ابريل 2015، مدى تأييد السعوديين إلى الخطوة، مظهرين تأييدهم الكبير للعملية العسكرية التي نجحت في تحقيق أهدافها في وقت قياسي.
من جانبه، اعتبر محمد عبد الله الهويمل أحد رواد الموقع، أنّ "عاصفة الحزم" إنجاز جديد يضاف إلى سجل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، فيما بيّن مشارك ثاني سعود، "بدأت وانتهت ولم نسمع أصوات صواريخ، ولم نفقد غالٍ أو حبيب، الحمد لله على نعمة الأمن والأمان الحمد لله".
ودعا المغردون إلى "شهداء "عاصفة الحزم"، متمنين من الله أن يتقبلهم ويسكنهم فسيح جناته نظير تفانيهم وتضحياتهم في سبيل حماية الوطن"، حيث كتب أحد المغردين "اللهم ارحم شهداء الوطن، واشفي المصاب منهم، وأعز الإسلام والمسلمين ودم علينا نعمة الأمن والأمان".
وكان وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز، قدّم التهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين والقائد الأعلى للقوات العسكرية جميع، والملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، على ما تحقق للقوات السعودية الباسلة من نجاحات في أداء دورها البطولي في "عاصفة الحزم"، للذود عن الوطن وحدوده، سائلًا الله النصر والعزة للمملكة، وأن تحقق العملية أهدافها في عودة الاستقرار والأمن للشعب اليمني الشقيق.
كما عبر الأمير متعب، عن بالغ الاعتزاز إثر صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بمشاركة قوات الحرس الوطني في هذه المهمة، مؤكدًا الجاهزية التامة والاستعداد المتكامل لقوات الحرس الوطني، بالدور الذي يتشرفون بأدائه إلى جانب إخوانهم وزملائهم في بقية القطاعات العسكرية، وركز على أنّ الوطن غالٍ ولا يحميه إلا سواعد أبنائه المخلصين.
ونوه إلى، ما يجب أن يتحلى به الجميع من استشعار للمسؤولية في الذود عن الوطن وحماية مقدساته والحفاظ على أمنه واستقراره، وأبرز أنّ المواطن، أثبت في كل المواقف أنّه على قدر هذه المسؤولية، ما يعكس الترابط والتلاحم الذي يميز أبناء هذه البلاد.
وجاء ذلك خلال زيارته التفقدية، الثلاثاء، للواء الأمير سعد بن عبد الرحمن الآلي في الرياض، حيث كان في استقباله عند وصوله المقر نائب وزير الحرس الوطني الأستاذ عبد المحسن بن عبد العزيز التويجري، ورئيس الجهاز العسكري الفريق محمد بن خالد الناهض وقائد لواء الأمير سعد بن عبد الرحمن الآلي، واللواء محمد بن علي الشهراني، حيث صافح أركان وضباط اللواء.
وتوجه، إلى قاعة المحاضرات الرئيسة، حيث قدم قائد لواء الأمير سعد بن عبد الرحمن الآلي، إيجازًا بالمهام والواجبات المناطة باللواء، معربًا عن بالغ السعادة والشرف لمنسوبي الحرس الوطني للمشاركة في مهمة الدفاع عن أمن ومكتسبات المملكة، وحضر اللقاء رؤساء الهيئات العسكرية وقادة الألوية والوحدات وكبار الضباط في وزارة الحرس الوطني.