الرباط – محمد عبيد
دعا العاهل المغربي محمد السادس، في رسالة وجهها إلى الاجتماع الدولي الثالث للزاوية التجانيّة الصوفيّة، المنعقد في فاس، شمال المغرب، إلى تضافر جهود المجتمعات الإسلاميّة، بغية التصدي للتطرف الأعمى، ونزوعات الانفصال والانقسام. وتضمنت الرسالة، التي تلاها نيابة عن الملك وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية أحمد التوفيق، أنّه "في سياق السياسة الرشيدة، التي ننهجها بإيمان راسخ، ومنظور وحدوي ملتزم، واستراتيجية تنموية طموحة قائمة على تفعيل دور التصوّف في إشاعة الأمن الروحي، ونشر قيم المحبة والوئام، وتطهير النفوس من جذور التعصب والحقد والكراهية، يلتئم هذا الجمع المبارك للطريقة التجانية، لتدارس شؤونها، والقضايا المتعلقة بزواياها، وتفعيل التنسيق بين أجهزتها، من لدن مشايخها، وكذا لتبادل الرأي في رسم خطط العمل للنهوض بالتربية الروحية بما يلائم المستجدات".
واعتبر العاهل المغربي أنَّ "اجتماع التجانيين في المغرب يدل على وعيهم العميق بضرورة نهوض الطريقة التجانية برسالتها، في هذه الظرفية التاريخية، بالنسبة للمجتمعات الإسلامية، التي هي أحوج ما تكون إلى مساهمة كل الفاعلين من علماء وفقهاء وصوفيّة، بغية رفع تحدي التطرف الأعمى ونزعات الانفصال والانقسام".وأكد الملك محمد السادس التزام بلاده بـ"السهر على الفضاء الديني، وترسيخ قيم الإسلام السمحة، عبر الوسطيّة والاعتدال، ونبذ التطرف الأعمى، والتسييس المغرض للدين"، مشيرًا إلى أنّه "المنهج الذي نرسخه في مملكتنا، ونتعاون في تفعيله مع أشقائنا الرؤساء الأفارقة".
وبيّن "حرصه على التعاون البناء مع الدول الإسلامية الشقيقة كافة، بغية بناء الوحدة والتكامل فيما بيننا، ونبذ الخلاف والتفرقة، ودعم حسن الجوار مع أشقائنا المغاربيين".ويرى الملك محمد السادس أنَّ "هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا بالتعبئة الجماعية للدعاة إلى الإسلام الوسطي، ومنهجه السني، في ديار الإسلام، بغية سد الطريق أمام دعاة التطرف والإرهاب والتجزئة والانقسام، والمذاهب الضالة".يذكر أنَّ اجتماع الطريقة التيجانيّة الصوفيّة في فاس يبحث، على مدار ثلاثة أيام، مستقبل الطريقة، ووسائل تعزيز دورها في تضامن الأمة، وإشعاع الإسلام المعتدل والوسطي.