نيويورك ـ مادلين سعادة
قادت الولايات المتحدة 11 هجمة ضد أهداف "داعش" في العراق و6 في سورية. ففي سورية، استهدفت الضربات ثلاث وحدات تكتيكية قرب عين العرب "كوباني"، كما تم تدمير موقعين قتاليين وإلحاق أضرار بأحد الرشاشات الثقيلة الثابتة.
وأوضح بيان صادر عن الجيش الأميركي في العراق، أنَّ هجومًا في تلعفر والفلوجة وكركوك، قرب الموصل، استهدف وحدات تكتيكية ومباني ونقاط التفتيش، فضلا عن المركبات والأسلحة.
وعندما سأل الصحافيين، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال مارتن ديمبسي، بشأن ما إذا كان يعتقد أنَّه سيتم طرد "داعش" من تكريت، قال: "نعم، سنقوم بذلك".
وكشف ديمبسي عن أنَّ حوالي 23 ألف من رجال الجماعات المسلحة الشيعية المدعومة من إيران وجنود عراقيين يشاركون في الهجوم، مقارنة بمئات المقاتلين من "داعش".
وأوضح أنَّ الهجوم لا يتضمن ما من شأنه أن يعتبره الأميركيين النظر بأي حال مما يعرف بالتكتيكات العسكرية المتعارف عليها، واصفًا القوات المهاجمة الأرضية بأنَّها خليط من السيارات العراقية والشاحنات والمركبات الأخرى اتجهت نحو تكريت في مشهد يماثل الطرق ساعة الذروة في واشنطن. وأضاف "أنا لا أصف القوات بأنها مناورة عسكرية متطورة".
وكان ديمبسي يحلق ليلة يوم الجمعة إلى العراق لمقابلة القادة الأمريكيين وقادة الحكومة العراقية. وتأتي زيارته في مرحلة مثيرة من الحرب لإجبار "داعش" للهروب من العراق، حيث كان مقاتليها قد اجتاحوا معظم أنحاء شمال وغرب العراق في الصيف الماضي، و يسيطرون على العديد من المدن الرئيسية، بما في ذلك تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين.
يُذكر أنَّ الولايات المتحدة وحلفاؤها كانون قد شنوا مئات من الغارات الجوية على أهداف "داعش" منذ آب/ أغسطس الماضي. ونسبت واشنطن فضل توقف زحف الجماعة المتطرفة لهجماتها.
ولكن في الهجوم على تكريت، الذي بدأ الاثنين، فإنَّ الولايات المتحدة على الهامش، وينحصر دورها في المراقبة كما تؤكد إيران، ذات النفوذ النابع من توفيرها التدريب والأسلحة لقيادة الميليشيات الشيعية العراقية الذين يقودون هذا الهجوم.
وأكد ديمبسي أنَّه لا يرى أيَّة أدلة على قيام الجيش الإيراني بأي دور في القتال، مضيفًا: بالرغم من أنَّ إيران حسنت القدرات القتالية للميليشيات العراقية، ولكن هذا الدور الإيراني قد أثار أيضا المخاوف بين حلفاء الائتلاف، الذين كان من بينهم دول الخليج العربي الذين يحتقرون إيران.
ويخطط ديمبسي لزيارة أحد تلك الدول في الخليج والبحرين خلال رحلته.
وأضاف: في حين أنَّ لإيران الفضل في التمكين من نجاح هجوم تكريت، إلا أنَّ القصة الكاملة لتحقيق ذلك لم تنشر بعد.
"وإذا لم يكن للحملة الجوية التي قادتها الولايات المتحدة مع مرور الوقت دورًا في إرهاق قوات "داعش" في بيجي، فإنَّ الحملة الحالية في تكريت لم يكن ممكن نجاحها عسكريًا".
وكان من أهم أسباب احتلال قوات "داعش" منطقة بيجي، الواقعة شمال تكريت؛ هو الأمل في السيطرة على مصفاة النفط الرئيسية هناك.
وبيَّن ديمبسي أنَّها توقفت، بسبب سلسلة من الضربات الجوية الأميركية، وأنَّ "داعش" يعاني من نكسة بسبب الانقسامات وضعف القوات.
وشدد ديمبسي على أنَّه يجب السماح للسكان السنيين من تكريت بالعودة إلى ديارهم، كما يجب أنَّ تعمل الحكومة التي يهيمن عليها الشيعة على التدخل في إعادة الإعمار والمساعدات الإنسانية، وإذا لم يحدث ذلك، فالمستقبل يمكن أن يكون مشكلة.
وكشف ديمبسي عن أنَّ المهمة الرئيسية لقادة العراق، هي موازنة الدور الإيراني في تمكين الميليشيات الشيعية مع مشاركة العراق في تحالف الولايات المتحدة وأعضاء التحالف الآخرين.
وأشار إلى أنَّ الوحيد الذي يمكنه موازنة ذلك هو رئيس وزراء العراق "لذا أريد الحصول على وجهة نظره بشأن كيفية السعي لتحقيق هذا التوازن بين ذلك القلق".