غزة – محمد حبيب
لا تزال آلة القتل الإسرائيلية تحصد مزيدًا من الأبرياء وتدمّر مزيدًا من المنازل على رؤوس قاطنيها، ورغم السيناريوهات المطروحة في الإعلام العبري ومنها اتخاذ إسرائيل قرارًا أحادي الجانب بوقف العدوان والانسحاب من قطاع غزة قبل العيد لئلا تكون مضطرة فيما بعد إلى الرضوخ لمطالب المقاومة وشروطها، استمر الاحتلال في عدوانه لليوم الثامن عشر مستهدفًا المدنيين. في المقابل كانت المقاومة تتصدى لهذا العدوان وأعلنت تسللها خلف القوات المتوغلة شرق حي التفاح مجهزةً على 8 جنود إسرائيليين ومدّمرةً ناقلة جندٍ لهم.واليوم ناهز عدد شهداء في القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة الـ 747 شهيدًا. وانتشلت طواقم الاسعاف جثمان شهيدة وثلاث إصابات من تحت أنقاض منزل يعود لعائلة البرديني في مدينة الزهراء في المحافظة الوسطى بعد تعرضه لقصف طائرات الاحتلال الاسرائيلي، وانتُشل جثمانا الشهيدين الشقيقين أنس وسعد السكافي من تحت منزلهما في حي الشجاعية شرق غزة، واستشهد خضر اللوح في قصف إسرائيلي على منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة
وكان خمسة شهداء وصولوا إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة خان يونس في قصف استهدفهم مواطنين في حي الشوافين في بلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس.وأفاد شهود عيان أن ثلاثة مواطنين كانوا يستقلون "تكتك" واثنين آخرين كانا على دراجة نارية، عندما استهدفتهم طائرات الاحتلال بشكل مباشر وعرف من بين الشهداء نبيل شحدة قديح وإسماعيل حسن أبو رجيلة ونادر سليمان قديح وبكر فتحي قديح.وقصفت طائرة حربية من دون طيار شقة سكنية تعود لعائلة الغصين في شارع اللباببدي في مدينة غزة ما أدى إلى إصابة طفلين.
وفي وقت سابق استشهد المواطن خليل ناصر وشاح متأثرًا بجروح أصيب بها في دير البلح واستشهد ثلاثة مواطنين في غارة اسرائيلية استهدفت دراجة نارية شرق خان يونس أثناء محاولتهم الخروج من منازلهم في اتجاه وسط المدينة.
وانتشلت الطواقم الطبية جثامين سبعة شهداء سقطوا في بلدة خزاعة وعبسان الكبيرة في اليومين الماضيين بعد السماح للطواقم الطبية بانتشال الشهداء والجرحى.والشهداء هم محمد أحمد النجار ( 55 عامًا)،شادي يوسف النجار من بلدة خزاعة ، وأنور أحمد عبد المجيد أبو دقة، سامي سالم أبو دقة، عدلي خليل سالم أبو دقة، محمد إبراهيم شحادة أبو دقة، أكرم إبراهيم شحادة أبو دقة.واستشهد المواطن يحيى إبراهيم أبو هربيد في قصف مدفعي لشارع دمرة شرق بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، وصل لمستشفى البلدة.
وأفادت مصادر طبية في خان يونس، أن فلسطينيًا استشهد في بلدة خزاعة وأصيب آخرون في استهدافهما من القناصة الإسرائيلية المتمركزة في منازل المواطنين شرق البلدة، أثناء محاولتهم الخروج من البلدة التي تتعرض لعدوان كبير.وقالت المصادر إن شابًا فلسطينيًا استشهد وأصيب عدد آخر بجروح في قصف منزل في بلدة الزوايدة وسط القطاع، واستهدف الطيران موقع الأمن الداخلي ومصنع باطون في رفح جنوب القطاع، في وقت قصفت فيه المقاتلات الإسرائيلية بصورة مكثفة منازل في حي النجار بخزاعة، يتجمع فيها عشرات المواطنين، أسفر عن وقوع عشرات الإصابات، من دون تمكن سيارت الاسعاف من الوصول إلى المكان.وأصيب عدد من المواطنين في قصف منازل تعود لعائلات نصار في مخيم الشاطئ والغفير في حي الزيتون والسقا في غرة، وفي مخيم جباليا قصف مسجد صلاح الدين وسجّل استشهاد طفلة وإصابة 20 آخرين بعد أن هدمت منازل تقع في جوار المسجد.
واستهدفت الطائرات الإسرائيلية منزلًا لعائلة الزهار في حي الزيتون، أسفر القصف عن استشهاد مواطن، واستهدف منزل آل الأسطل غرب خان يونس، أسفر عن استشهاد ستة مواطنين بينهم طفلان وإصابة ثمانية آخرين،و في دير البلح استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزل لآل أبوسمك ومنزل لآل عبيد، واستهدف منزلًا لآل الجبالي وآل البيك وأبو عطية وأبو وادي في جباليا، وأسفر القصف عن استشهاد أربعة فلسطينيين بينهم طفلة وإصابة 15 آخرين.وفي وسط غزة، استشهد مواطن متأثرًا بجروحه إثر قصف مدفعي على طول الحدود، من البوارج لشواطئ البحر واستهدف الأراضي الزراعية.واستهدف الطيران الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في بني سهيلا، واستشهد أربعة مواطنين، واستهدف الطيران الطواقم الفنية لشركة الكهرباء، واستهدف القصف منزلين في البريج لآل القرناوي وأبومراحيل.
في المقابل أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مجموعة من مقاتليها تمكنوا من التسلل خلف القوات المتوغلة شرق التفاح وأجهزوا على 8 جنود من مسافة صفر ودمروا ناقلة جند من نوع شيزاريت بقذيفة RPG29
وعقب استئناف الرحلات الجوية في مطار بن غوريون بعد 24 ساعة على توقف العمل في المطار،أعلنت كتائب القسام قصف بن غوريون بصاروخي M75وأطلقت 5 صواريخ على الأقل دفعة واحدة تجاه تل أبيب وضواحيها .وسمعت صفارات الإنذار تدوي في ريشون لتيسون وغوش دان وبيت يام،ومناطق اخرى.وذكر تقرير نشره موقع "واللا" أن 70% من سكان القرى التعاونية اليهودية (كيبوتسات) الواقعة بمحاذاة الشريط الحدودي مع قطاع غزة غادروها، في أعقاب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتردي الوضع الأمني في المنطقة الجنوبية.
ونقل موقع "واللا" الالكتروني، عن سكرتير كيبوتس "كيرم شالوم"، "إيلان ريغف"، قوله إن أكثر من 70% من سكان الكيبوتسات المحاذية للجدار الحدودي مع القطاع "ليسوا موجودين في بيوتهم، ومعظمهم سافروا إلى منطقتي الوسط والشمال".وأوضح ريغف أن السبب الذي دفع سكان هذه الكيبوتسات إلى مغادرة المنطقة هو إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من القطاع، وأن السبب الأهم الذي دفعهم إلى المغادرة هو الخوف من قيام مقاتلين فلسطينيين بالدخول إلى هذه الكيبوتسات عبر الأنفاق.
رئيس المجلس الإقليمي "أشكول"، "حاييم يلين"،قال من جانبه إنه ومنذ الحرب على غزة في نهاية العام 2008 وبداية العام 2009، انضم أربعة آلاف ساكن جديد إلى المجلس الإقليمي "لكن يوجد تخوف الآن من أن السكان الجدد لن يعودوا، والسكان القدامى لن يمتثلوا، في المكان".وأضاف أنه هناك تخوف آخر وهو "انخفاض مستوى المناعة بصورة كبيرة، وكل ما بنيناه طوال سنين سينهار، ويوجد تخوف من عدم إزالة تهديد الأنفاق، وألا يصل الشبان والعائلات الجديدة إلى هنا وأن تصبح المنطقة مشلولة".وقال موقع "واللا" إن العديد من العائلات في هذه المنطقة تفكر بنقل مكان سكناها إلى مناطق أخرى في الجنوب وبعيدة عن منطقة الشريط الحدودي، وقالت إحدى الساكنات إنه "لست متأكدة من أنني أريد العودة إلى الكيبوتس الذي أسكن فيه. ورغم أنه مكان جميل للسكن فيه، لكن الخوف من وصول مخرب إلى باب منزلي يجعلني أفكر في الرحيل".