تونس - أزهار الجربوعي
دفعت قوات الجيش والحرس التونسي، اليوم الخميس، بتعزيزات مشددة إلى منطقتي الطويرف والخروبة من محافظتي الكاف وجندوبة المتاخمتين للحدود الجزائرية شمال غربي تونس، وذلك إثر تعرض مركزي أمن حدوديين إلى هجوم "إرهابي" مسلح من قبل متطرفين تبادلوا إطلاق النار مع الأمن التونسي ، في حين أفادت مصادر مطلعة أن العفو الرئاسي الأخير الذي أصدره الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي، قد شمل 17 سجينا ليبيا من غير المحكومين في قضايا إرهاب.وتُحاصر قوات الأمن الوطني والجيش التونسي منذ صباح اليوم الخميس، منطقة الخروبة التابعة لمحافظة جندوبة (154 كم عن العاصمة التونسية) و القريبة من الحدود الجزائرية كما دفعت قوات الجيش والأمن بتعزيزات مشددة إلى منطقة الطويرف التابعة لمحافظة الكاف والتي تمتد على نفس الخط الحدودي المحاذي للجزائر.وتأتي هذه التشديدات الأمنية بحثا عن مجموعة متطرفة مسلحة، نفذت هجومين على مركزي أمن حدوديين، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأربعاء، إثر ورود معلومات استخباراتية تفيد تحصن المسلحين بين منطقتي الخروبة والطويرف الحدوديتين.وأفاد مصدر أمني أن 10 مسلحين أطلقوا النار على مركز"الملة" الحدودي مع الجزائر، التابع لمدينة غار الدماء في محافظة جندوبة. كما داهم عدد آخر من المسلحين المركز الحدودي "فج حسين" التابع لغار الدماء و تبادلوا إطلاق النار مع العناصر الأمنية.وأفاد المصدر أنه لم يتم تسجيل خسائر بشرية أو إصابات في صفوف قوات الأمن أو المجموعة المسلحة التي لاذت بالفرار.وتعيش محافظتي جندوبة والكاف اليوم الخميس، على وقع إجراءات أمنية مشدّدة وتعزيزات أمنية في مختلف مدنها ، حيث تنتشر قوات الحرس والجيش في الطرقات والمسالك المؤدية إلى المناطق الجبلية وخاصة جبال ورغة وطويرف وساقية سيدي يوسف.وتفيد التحريات الأمنية الأولية، أن ما يعرف بـ" مجموعة ورغة الإرهابية" والتي تضم بين 10 و12 عنصرا هي المسؤولة عن الهجوم على مركزي حرس حدودي في غار الدماء ليلة أمس.ويعود اكتشاف هذا التنظيم المسلح المرتبط بمجموعة جبال الشعانبي الإرهابية، حسب ما أكدته وزارة الداخلية، إلى يونيو/حزيران الماضي، وقد اكتشفت قوات الجيش التونسي الأسبوع الماضي، بقايا آثار لهذه المجموعة التي كانت تتحصلّ على المؤونة من قبل شاب ينتمي إلى التيار السلفي اعترف بعد القبض عليه أنه كان يزود هذه المجموعة المتطرفة بالزاد والمؤونة.وتلاحق الحكومة التونسية منذ نهاية العام 2012 مجموعة "إرهابية" مسلحة تحمل إسم "كتيبة عقبة ابن نافع" ، أكدت وزارة الداخلية صلتها بما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، مشدّدة على أن جميع التنظيمات المسلحة التي هاجمت مقرات أمنية تونسية وتورطت في أحداث إرهابية في تونس وخاصة مجموعة جبل الشعانبي، مرتبطة بـ"كتيبة عقبة ابن نافع" وبتنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي، الذي صنفته الحكومة كحركة إرهابية وقررت حظر الانتماء إليه بعد أن حملته مسؤولية الاغتيالات التي طالت المعارضين السياسيين شكري بلعيد ومحمد البراهمي، واستهدفت 8 عسكريين قضوا ذبحا ورميا بالرصاص في كمين إرهابي، قرب الحدود الجزائرية نهاية يوليو/تموز الماضي.على صعيد آخر، كشفت مصادر مطلعة أن رئيس الجمهورية التونسية محمد المنصف قد أصدر قرارا بالعفو عن 17 سجينا ليبيا من المحكوم عليهم في تونس في قضايا غير متصلة بالإرهاب.وشمل عفو الرئيس التونسي 17 سجينا ليبيا بإطلاق السراح أو التخفيف من العقوبة، ممن تعلقت بهم قضايا حق عام.وتأوي السجون التونسية عشرات المحكومين الحاملين للجنسية الليبية والمتهمين في قضايا القتل والمخدرات والسكر والتشويش في الطريق العام، إضافة إلى عدد محدود من الموقوفين في قضايا إرهاب لم يشملهم عفو الرئيس التونسي المنصف المرزوقي.وكان وزير العدل التونسي نذير بن عمو قد أعلن أن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي أصدر عفوا على 1039 سجينا ممن تتوفر فيهم شروط التمتع بالعفو الخاص، حيث تم تقليص عقوبة 472 سجينا، فيما تمتع 567 آخرون بإسقاط بقية مدة العقاب وإطلاق السراح.كما أكد وزير العدل أن العفو الخاص بمناسبة الاحتفال بعيد الأضحى لم يشمل أي سجين تورط في قضية إرهاب أو في جرائم خطيرة.وفي سياق متصل، قام الرئيس التونسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة المنصف المرزوقي، بزيارة تفقدية إلى القاعدة العسكرية البحرية الرئيسية بمحافظة بنزرت، شمال البلاد، حيث عاين الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي ، عددا من التجهيزات العسكرية المقتناة حديثا لفائدة قوات البحرية والمتمثلة في زوارق تدخل سريعة ، لهدف معاضدة جهود تأمين الشريط الساحلي والمياه القصيرة إلى حدود المياه الإقليمية.