تونس ـ أزهار الجربوعي
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الأحد، أن وحداتها المختصة تمكنت إثر مداهمة منزل لعناصر متطرفة خطرة، من قتل أحدهم وأسر 4 آخرين، في مدينة الوردية جنوب العاصمة. وكشفت الأجهزة الأمنية، أنها حجزت سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة، واعتقلت شخصين كانا على متنها، بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن في محافظة مدنين القريبة من الحدود الليبية جنوب البلاد، في حين أكدت أنباء عسكرية مقتل 10 من المتطرفين،
واعتقال 3 من المجموعة التي تحاصرها عناصر الجيش التونسي في جبال الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية، بانتظار تأكيد رسمي للجيش التونسي الذي يتحفظ على الإدلاء بتفاصيل العملية إلى حين استكمال أهدافها.
وقالت مصادر أمنية، صباح الأحد، إن معلوماتها الاستخباراتية قادتها إلى مداهمة منزل لعناصر متشددة خطرة، في مدينة الوردية جنوب العاصمة التونسية، وقد تمكنت الوحدات الأمنية، بعد تبادل كثيف لإطلاق النار من القضاء على أحد عناصر المجموعة، وإصابة آخر وإيقاف البقية وعددهم 4 اشخاص، وأن هذه المجموعة مرتبطة بقضايا أمنية سابقة، وأن الأبحاث والعمليات متواصلة للكشف عن بقية عناصر هذه الشبكات.
وتشير معطيات أولية إلى أن المجموعة المسلحة التي تم إلقاء القبض عليها، مساء السبت، في محافظة سوسة (140 كم جنوب البلاد)، والتي كانت تُخطط لعملية اغتيال سياسي ثالثة، هي من اعترفت ببقية المجموعة في الوردية، وأصيب في هذه العملية رجل أمن تونسي تابع لـ"فرقة مجابهة الإرهاب"، تم نقله إلى المستشفى لتلقيه رصاصتين، وهو في وضع مستقر.
وتمكنت دورية تابعة للحرس الديواني التونسي، الأحد، من اعتقال شخصين، وحجز سيارة محملة بالأسلحة والذخيرة، بعد أن بادرا بإطلاق النار على الدورية الأمنية، على مستوى واد الربايع على بعد 20 كلم من مدينة بن قردان المتاخمة للحدود الليبية.
وأوضحت وزارة الداخلية، أن "أحد العنصرين الملاحقين أخرج مسدسًا، وأطلق عيارًا ناريّا في الفضاء، ثم لاذا بالفرار داخل غابة زيتون مجاورة لمكان العملية، وإثر ذلك قامت وحدات الحرس الوطني القريبة من مكان العملية بالتدخل ومطاردة العنصر الفارّ، حيث تولّى هذا الأخير إطلاق النار صوب عناصر الأمن في مرحلة أولى قبل أن يحاول الانتحار، فوقع الردّ عليه وأصيب بجروح، وبالتثبت من حمولة السيارة من طرف عناصر الحرس الديواني، تبيّن أنّها تحمل كمّية من الأسلحة والذخيرة، مشيرة إلى أن أحد الموقوفَين انتمى سابقًا إلى ما يُعرف بـ"مجموعة سليمان" المتطرفة، التي تم الكشف عنها العام 2006 من قبل نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ووقع تسريحه خلال العفو التشريعي العام في 2011.
وعاشت محافظة سوسة وسط شرقي تونس (140 جنوب العاصمة)، ليلة أمنية حامية بين مداهمات واعتقالات لعناصر متشددة، وذلك بعد أن كشفت وزارة الداخلية أن قوات الأمن وأجهزة الاستخبارات التابعة لها، نجحت في إحباط مخطط لاغتيال شخصية سياسية بارزة ثالثة في سوسة، فيما ترددت أنباء عن ملاحقة أبوبكر الحكيمي، وهو أحد المتورطين في اغتيال المعارضين محمد البرهمي وشكري بلعيد، الذين قُتلا رميًا بالرصاص بالسلاح نفسه،حسبما أكدته وزارة الداخلية التونسية.
وأفاد شهود عيان، أن مجموعـة تتكون من 20 شخصًا هاجمت في الساعة العاشرة ليل السبت، البنك المركزي في سوســة، حيث حاولوا افتكاك سلاح عناصر الأمن التي كانت بصدد حراســة البنك، غير ان تدخل الوحدات الأمنيــة في الوقت المناسب حالّ من دون ذلك، وتمكنت السلطات الأمنيــة من إلقاء القبض على 3 من أفراد هذه المجموعــة, فيما لا تزال الأبحاث جاريــة، كما ألقت القبض على عنصر متطرف في مدينة أكودة من محافظة سوسة، وبحوزته 3 أزياء نظامية برتبة عريف في الجيش وملازم أول وعميد.
وتواصل العمليات العسكرية تقدمها على الواجهة الغربية للحدود التونسية مع الجزائر، إثر تجدد الاشتباكات بين قوات الأمن والجيش التونسي وعناصر متطرفة مسلحة تحاصرها منذ أيام، يُشتبه في ضلوعها في مقتل 8 عسكريين تونسيين في كمين رميًا بالرصاص، الإثنين الماضي، وذلك بالتوازي مع مكافحة الإرهاب وملاحقة شبكات الاغتيال السياسي داخل البلاد.
وقد كشفت تسريبات عسكرية، أن القوات المسلحة التونسية تمكنت من القضاء على 10 عناصر متطرفة واعتقلت 3 آخرين، في منطقة أولاد نصرالله من عمادة البريكة التابعة لمدينة فوسانة فب محافظة القصرين، وذلك بعد استهدافهم بسلاح المدفعية الحربية، وأنه حسب إستراتيجية أمنية عسكرية، فقد انسحبت فرقة التصدي في القصرين من الموقع لتفسح المجال أمام تقدم الفرقة الخاصة من المشاة البحرية في بنزرت وفرقة المشاة في بئر بورقبة، وذلك بالتعاون مع قوات الجيش التونسي، لتمشيط أماكن القصف في كل من منطقة نصرالله ومحمية جبل الشعانبي.
وساهم نجاح العمليات الأمنية والعسكرية الأخيرة، لا سيما في الليلة الفاصلة بين مساء السبت والأحد، في طمأنة الرأي العام واسترجاع نوع من الثقة بين المواطن التونسي والمؤسسة الأمنية والعسكرية، بينما رجّح خبراء أن العمليات العسكرية في الشعانبي ستتواصل لفترة أطول، مؤكدين أنها ستتم على أربع مراحل يكون خلالها التمشيط الأرضي من الجانب التونسي، على أن يلعب الجانب الجزائري دور السد لمنع عبور المسلحين، ومن ثمة يتم المرور إلى مرحلة تحديد منطقة تمركز الجماعة المسلحة قبل التدخل للقضاء عليها عسكريا، معتبرين أن التأخر في الكشف عن هذه التنظيمات المتطرفة، مرده بالأساس إلى ضعف جهاز الاستعلامات التونسي التي تضرر بشكل كبير بعد قرار حل جهاز "أمن الدولة"، عقب ثورة 14 كانون الثاني/يناير 2011، والذي كان قد وضعه نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لرصد تحركات المعارضين ومراقبتهم، إلا أن مراقبين اعتبروا أنه كان من الأفضل تطهير هذا الجهاز من عناصر النظام السابق بدل حله بشكل نهائي، لأنه كان يلعب دورًا مهمًا في نجاح الاستخبارات التونسية.