الرباط ـ وسيل العسري وأميمة العيساوي
أعلنت أربعة أحزاب تنتمي إلى صف المعارضة في المغرب تشكيل تكتّل جديد يضمّ أربعة أحزاب لمواجهة الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعيّة الإسلامية، وبهذا التحالف الجديد يكون المغرب قد دخل منعطفًا حاسمًا في الصراع حول الانتخابات المُقبلة بين الحكومة والمعارضة.
ويجري الصراع بالأساس بين الطرفين حول القوانين التي يُجرى الإعداد لها، والتي ستهتم بتنظيم الانتخابات المُقبلة سواء منها المتعلقة بانتخابات الجماعات والمقاطعات التي ستجري السنة المُقبلة أو الانتخابات التشريعية التي ستُجري في العام 2016، على اعتبار أنَّ هذه القوانين هي التي سترسم الوجه الجديد لمغرب ما بعد 2016، وبالتالي ستفرز خريطة ومشهدًا سياسيًا جديدًا.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية، طارق أتلاتي، في تصريح "للمغرب اليوم"، أنَّ هذا التحالف الجديد بمثابة إنذار للحكومة يجب أنَّ تحمله محمل الجد، بعد أنَّ اعتبره تكتل متأخر جدًا مشيرًا إلى أنه كان على المعارضة أنَّ تشكل هذا التكتّل منذ مدة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية أنَّ هاجس تحالف المعارضة هو العدالة والتنمية بالأساس وليس الأحزاب الأخرى المُشكّلة للتحالف الحكومي، مؤكدًا أنَّ أحزاب الحركة الشعبية وحزب التجمع الوطني للأحرار وحزب التقدم والاشتراكي ذي المرجعية الماركسية لا تشكل هاجسًا للمعارضة.
وأضاف إنَّ أتلاتي: "تحالف المعارضة من شأنه أنَّ يرمم التصدعات الكثيرة التي حدثت في جسم البنية الداخلية لأحزاب المعارضة، كما توقع أنَّ يحدث هذا التحالف الجديد توازنَا جديدًا على الساحة السياسية في المغرب؛ بعدما بدت الأغلبية قوية في طروحاتها وبرامجها".
لكن رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الملتحق منذ حوالي العام بالتحالف الحكومي الجديد، صلاح الدين مزوار، حاول أنَّ يُغيّر واجهة الصراع بين الأغلبية والمعارضة؛ عندما أكد في تجمع ضمّ الأغلبية الحكومية، اليوم السبت، في الرباط "الانتخابات المُقبلة ليس تحديًا كلاسيكيًا"، معتبرًا أنَّ "الأساس هو كيف يمكن تقوية البناء الداخلي للمغرب لمواجهة التيار الجارف الذي تمرّ به المنطقة العربية".
وعبّر مزوار عن ارتياح حزبه بالتحالف الحكومي الحالي، معتبرًا أنَّ الوضع الذي يوجد عليه التحالف الحكومي الحالي سيمكن من تدبير المحطات المقبلة بشكل جيد.
وحاول رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار الرد على أصوات من المعارضة التي تصرّح كل مرة بكون التحالف هجين وغير منسج بحديثه: "كأغلبية عارفين شكون حنا وفين باغيين نمشيوا، وهذا ليس كلامًا عابرًا ، بل كلام له وزنه، هذا يؤكد بأنَّ البلاد تسير في المسار الصحيح"، ما يؤكد أنَّ حزبه مرتاح من تموقعه المُقبل في الانتخابات المُقبلة.
من جهته تأسّف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية العضو في التحالف الحكومي، نبيل بنعبد الله "لكون المغرب مُقبل على محطة ديمقراطية مهمة في تاريخ المغرب ومستقبله، في حين لا تزال المعارضة تؤدي ممارسات حاطة من العمل السياسي النبيل"، داعيًا إلى تغليب المصلحة الوطنية قبل التنافس على المواقع.