غزة ـ محمد حبيب
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني في حكومة غزة إسماعيل هنية أن الانقسام الفلسطيني في ساعاته الأخيرة، مشيرًا إلى أنه لم يكن خيارًا وطنيًا بل جاء في منعطف خطير من العلاقات الفلسطينية الداخلية، بما خلف من آثار وتداعيات على وحدة الشعب، إلى جانب التحديات الخطيرة،
فيما قال في كلمة له خلال استقباله وفد المصالحة في بيته في غزة، "إن القضية الفلسطينية تمر في أخطر مراحلها، ويجب إنهاء الانقسام في أسرع وقت"، بينما أكد رئيس وفد حركة "فتح" للمصالحة عزام الأحمد ، أن نقطة الصفر قد حانت لإنهاء الانقسام السياسي في الأراضي الفلسطينية، هذا وكشفت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" حدوث تطورات مهمة في ملف المصالحة الفلسطينية ستظهر خلال جلسات الحوار التي ستعقد في غزة الفترة المقبلة، بعد وصول الوفد الممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية من الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف هنية أن "الوضع يتطلب رؤية وإرادة وقرار ونوايا صادقة وحقيقية، الوقت لم يعد يحتمل استمرار الانقسام، والأجيال تنظر إلى قادتها كي تشكل الرافعة والمنقذ والرؤية الجامعة وتعبر بهذه السفينة لبر الأمان".
وأشار هنية إلى ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخاطر محدقة تنذر بتصفيتها.
وأعرب عن سعادته بقدوم الوفد مرحبًا بأعضائه، وكذلك رحب بالدكتور موسى أبو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، وقال "نرحب بكم في أرضكم أرض العزة".
ووصف هنية اللقاء بـ"الوطني العظيم"، موجهًا التحية للشهداء ولأهل الضفة والمرابطين في ساحات الأقصى والقدس.
ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني إلى ضرورة البدء بالتوقيع الفوري لكل ما تم الاتفاق عليه في القاهرة والدوحة.
وتابع هنية عقب لقاءه بوفد السلطة القادم لبحث المصالحة، "جاءت بعد جولات كبيرة، ونحن في مرحلة التنفيذ والتطبيق لما تم التوقيع عليه وليس في وارد فتح حوارات جديدة للتوصل إلى تفاهمات جديدة".
كما دعا لإنهاء الانقسام ليكون حكومة واحدة ونظام سياسي وقيادة واحدة وبرنامج سياسي متفق عليه، والاتفاق على إدارة القرار السياسي؛ "لأنها مسئوليتنا جميعًا، والقضية لم تعد تحتمل التفرد".
وأضاف " لسنا بمجال الحديث عن مفردات وفقط، بل جئنا لنتحدث عن فتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية، وشراكة حقيقية في القرار والسياسية".
وشدد على أن المصالحة هي خيار وطني فلسطيني وتتم تحت مظلة عربية، مناديًا بضرورة وجود شبكة أمان عربية لحمايتها وتوفير الدعم لها.
وطالب هنية بضرورة العمل على اعتماد استراتيجية وطنية محددة تحدد الأهداف والوسائل الوطنية، مشددًا بضرورة التمسك بالحقوق الوطنية الفلسطينية، والاتفاق على كل الأشكال والوسائل التي تحقق هذه الأهداف.
واستطرد: "نحن على وجهة واحدة من أجل إنهاء الانقسام، ونحن في الساعات الأخيرة لإنهائه".
ولفت هنية إلى أهمية الانتخابات مشددًا على أن حركته لا تخشى الانتخابات، مشددًا على أنها الوسيلة الوحيدة من أجل القيادة الجامعة والحكومة الناظمة.
من جانبه، أكد رئيس وفد حركة "فتح" للمصالحة عزام الأحمد ، أكدّ أن نقطة الصفر قد حانت لإنهاء الانقسام السياسي في الأراضي الفلسطينية.
وأثنى الأحمد على ما جاء في كلمة هنية، مؤكدًا في الوقت نفسه على وحدة الفلسطينيين في الضفة والقطاع.
وقال "إن الحكومة هي الأداة التي ستتولى تنفيذ كل ما ورد في الورقة المصرية، وإعادة الأمور إلى وضعها الطبيعي".
وأضاف "كنا باللمسات الأخيرة لإعلان تشكيل الحكومة، ولكن الأوضاع بمصر حالت دون ذلك، وما زلنا متمسكين بالرعاية المصرية لإنهاء الانقسام".
ولفت إلى تواصل حركته مع جميع الفصائل بما فيها الجهاد الإسلامي لاطلاعها على سير المصالحة.
وشدد على ضرورة تفعيل المجلس التشريعي فور الانتهاء من تشكيل الحكومة، لاستعادة دوره.
واعترف بعدم وجود تطورات في الموقف الأمريكي لصالح القضية الفلسطينية، ما دفع السلطة للجوء إلى الأمم المتحدة.
ووفق الأحمد، فإن الإدارة الأميركية أفشلت سابقًا اتمام المصالحة، وضغطت على عباس لعدم التوقيع على ملف المصالحة باللجوء إلى تهديده بقطع المساعدات عنه.
ووصل الوفد الخماسي لمنظمة التحرير برئاسة عزام الأحمد مساء الثلاثاء إلى قطاع غزة عبر معبر بيت حانون، لبحث ملفات المصالحة واتمامها في أسرع وقت.
ويضم الوفد كل من عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس وفدها لحوار المصالحة عزام الأحمد، والأمين العام للمبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي، والأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية، جميل شحادة، والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، إضافة إلى رجل الأعمال منيب المصري.
وكان في استقبال الوفد وكيل وزارة الخارجية في غزة غازي حمد، والناطق باسم حماس الدكتور سامي أبو زهري، والمستشار الإعلامي للحكومة طاهر النونو.هذا ونظم مجلس رئاسة الوزراء الفلسطيني في غزة مساء الثلاثاء، حفل لاستقبال الوفد .
هذا وكشفت مصادر مطلعة لـ"العرب اليوم" حدوث تطورات مهمة بملف المصالحة الفلسطينية ستظهر خلال جلسات الحوار التي ستعقد في غزة الفترة القادمة، بعد وصول الوفد الممثل لمنظمة التحرير الفلسطينية من الضفة الغربية المحتلة.
وتوقعت المصادر أنه قد يكون هناك تقدم كبير في مسار المصالحة، ينتج عنه تنفيذ فعلي للاتفاقات الموقعة سابقا.
وأشارت إلى أن فشل مسار المفاوضات انعكس بشكل إيجابي على الجهود المبذولة لإنهاء الانقسام الذي يعاني منه شعبنا منذ ثماني سنوات متواصلة.
من جهته قال مصطفى البرغوثي عضو وفد المصالحة الذي وصل غزة ان تشكيل حكومة الوفاق الوطني سيستغرق على الاكثر خمسة اسابيع وفق القانون الفلسطيني , جاءت تصريحات البرغوثي رداً على سؤال حول ما اذا كان الوفد سيعلن عن تشكيلة حكومة الوفاق الوطني خلال ايام .