الجزائر - سميرة عوام
تعرف الأسواق الجزائرية مؤخرا اقبالا منقطع النظير للعائلات خاصة من أهل القبائل و الشاوية من أجل اقتناء بعض الضروريات المتعلقة بالاحتفلات برأس السنة الأمازيغية المصادف في 12 يناير من السنة الجديدة ،حيث يتم شراء الحلويات و المكسرات و مختلف أنواع التوابل و اللحوم و مشتقاتها لتقديم أشهى الأكلات
الشعبية و التي تدخل في عادات سكان الجزائر العميقة ، الاحتفالات بيناير تختلف من منطقة أخرى لكن يبقى معنى احياء بعض الطقوس موحداً خاصة في أعالي جبال جرجرة و تيزي وز والقبائل الصغرى وحتى الأوراس الأشم معقل الشاوية الأحرار.
و المعنى من الاحتفالات بالسنة الأمازيغية هو الفرحة بانتصار الزعيم الأمازيغي شيشناق على رمسيس الثاني وهو فرعون مصر وقد مر على هذه الحادثة التاريخية حسب المؤرخين بالجزائر أكثر من 2961.سنة
كما تعتبر بعض العشائر أن الاحتفلات برأس السنة الأمازيغية يعني أن الأرض ستعطي خيراتها و بركاتها من ثمار و مختلف الحبوب و مشتقاتها وهذا بمثابة فأل خير على المزارعين و الفلاحين و القرويين الذين يسترزقون من هذه الأرض المباركة ،حيث أن الاتفلات بموسم فلاحي ناجح لا تقتصر على المناطق البربرية و الأمازيغية بل تتعداها إلى بقية ولايات الجزائر الأخرى
و من بين الأكلات الشعبية التي تقدم في رأس هذه السنة طبق الشرشم و الذي يحضر في الجلفة وبوسعادة و المسيلة و هي أكلة عنصرها الرئيسي الحبوب،أما سكان منطقة القبائل يذبحون الديكة و الخرفان و تقوم النسوة بتحضير طبق الكسكسي و الخروج إلى السماحات الخضراء للاحتفال بطريقتهم وذلك بوضع مائدة وعليها جفنة مملوؤة بالكسكسي و اللحم و مصحوبة بالمكسرات و الحلويات الأخرى التي تفتح شهية المدعويين ،أما أهل الشرق الجزائري يحضرون طبق الشخشوخة بلحم الخروف و ترصع بالمكسرات و تقدم للمساكين و الفقراء وأهل البيت.