تونس - أزهار الجربوعي
أعلن الأمين العام للإتحاد التونسي للشغل ،الراعي للحوار الوطني في تونس، مساء الأربعاء، عن فشل الجولة الثانية من المفاوضات المتعلقة بالتوافق حول رئيس الحكومة القادمة، معلنا منح الأحزاب السياسية فرصة أخيرة للتوافق تنتهي منتصف نهار السبت 14 ديسمبر_كانون الأول 2013، وحّذر العباسي من أن تونس مقبلة على شتاء ساخن وعنيف، مشدّدا على أن جميع المؤشرات تدل على أن وضع البلاد الإقتصادي
والأمني والإجتماعي لم يعد يحتمل إطالة الأزمة السياسية أكثر.
وأكد الأمين العام للإتحاد الشغل التونسي أن صبر الشعب التونسي بدأ بالنفاذ، معلنا تعهده والتزامه أمام الرأي العام والشعب التونسي بأنه سيتم منح الأحزاب السياسية فرصة ستكون هي الأخيرة تنتهي بحلول منتصف نهار السبت 14 ديسمبر_كانون الثاني القادم.
واعتبر العباسي أن تونس في وضع اجتماعي وأمني وأقتصادي لا تحسد عليه، مفتوح على جميع الإحتمالات، مؤكدا أن جميع المؤشرات تؤكد أن خطر الإرهاب يداهم البلاد.
ودعا الأمين العام لإتحاد الشغل والناطق باسم الرباعي الراعي للحوار الوطني (اتحاد الشغل، منظمة الأعراف، هيئة المحامين، رابطة حقوق الإنسان) الأحزاب السياسية المعارضة والحاكمة إلى التوافق وتقديم هدية إلى الشعب التونسي بمناسبة ذكرى الثورة ، محذرا من أن البلاد " مقبلة على شتاء ساخن إجتماعيا وسياسيا وأن الشعب غاضب ويتهيأ للنزول إلى الشارع وفي هذه الحالة من الصعب السيطرة على ما يرتقب تونس من مخاطر"، على حد قوله.
وأكد العباسي أنه لن يتم منح الأحزاب فرصة أخرى للتوافق، مهددا بإعلان فشل نهائي للحوار الوطني في صورة عدم التوافق بشأن رئيس الحكومة خلال التمديد الأخير ومهلة العشرة أيام.
وطلب العباسي من الشعب التونسي أن يتفهم الوضع ويصبر على الفرقاء السياسيين ويمنحهم فرصة أخيرة للتوافق، مؤكدا أن الرباعي الراعي للحوار الوطني ليس راضخا تحت أي ضغط مهما كان مأتاه ونوعه سوى مصلحة البلاد.
واعتبر الأمين العام للمنظمة النقابية أن مهلة 10 أيام تعتبر طويلة نسبيا لكنها ضرورية لأنه يستم خلالها إدخال تغييرات على آليات الحوار الوطني والمفاوضات بشأن منصب رئيس الحكومة مما سيتطلب بعض الوقت، مشدّدا على أن مصلحة تونس تفرض على الجميع الصبر والمحاولة من جديد.
وكان الرباعي الراعي للحوار الوطني في تونس يتجه نحو الإعلان عن وزير المالية الأسبق جلّول عيّاد رئيسا للحكومة القادمة التي ستتولى تسيير ما تبقى من مرحلة الإنتقال الديمقراطي والإشراف على الإنتخابات القادمة، إلا أن ائتلاف الجبهة الشعبية اليساري المعارض أعلن رفضه ترشيح عياّد، في حين طالب عدد من الأحزاب السياسية الرباعي الراعي للحوار بتمديد المفاوضات على غرار الحزب الجمهوري وحزب المسار، وسط حالة من التململ الإجتماعي والقلق الشعبي بشأن تواصل الأزمة السياسية التي طالت جميع القطاعات الحيوية في الدولة ومسّت توازناتها المالية.