الدار البيضاء - جميلة عمر
في الوقت الذي كانت فيه مدينة مراكش تستقبل عرسها السنوي "مهرجان للسينما"، عاشت ساعات عصيبة، بعد تطويق سكن راقي في المدينة من طرف عناصر أمنيّة مقنعة، داهمت المنزل وأخرجت أشخاص مكبلين بالأصفاد.
وفي حدود الثامنة مساءً، وقفت 4 سيارات سوداء اللون رباعية الدفع، وسيارتين خفيفتين من نوع "ڤولكسڤاكن"، ودرجات ناريّة من نوع "ت.ماكس"، على متنها رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية محسن مكوار، ودخلت المنزل،
وبعد نصف ساعة تم إخراج 3 أشخاص مكبلين بالأصفاد.
وحسب الوقائع التي تعود إلى مساء الأربعاء، تحول حي بوركون إلى حلبة لإطلاق النار من طرف ملثمين، اقتحموا الحي، صوب مهاجر مغربي سقط أرضًا مدرجًا في دمائه.
وتدخل الفرقة الوطنيّة للشرطة القضائيّة لتحديد مكان وجود المافيا، وجندت فرقة من الملثمين التابعين للفرقة الوطنية، واقتحمت شقة في إحدى الإقامات الفاخرة في منطقة جيليز، بالقرب من الحي العسكري في مراكش.
وأسفرت المداهمة عن اعتقال 3 أشخاص من أصل مغربي، يحملون الجنسية الفرنسية تتراوح أعمارهم مابين، 30 و34، عامًا، بينهم شخص يدعى ياسين، وبعد حولي ساعة من عملية الاقتحام وتفتيش الشقة، نقل المعتقلون على متن سيارات سوداء اللون صوب مدينة الدار البيضاء.
وحسب مصادر أمنيّة، فإن الوصول إلى المافيا، جاء وفق التصريحات التي أدلى بها الضحية، وأكدّ أنه كان ينتمي إلى شبكة متخصصة في سرقة السيارات من أوربا، تم تزييف وثائقها وإدخالها إلى المغرب، وكان دوره ينحصر في تسويقها داخل المغرب، واقتسام المداخل بين أفراد الشبكة، إلا أن أواخر العام الجاري، حمل توترًا في علاقة أفراد الشبكة به. واستطاع تسويق مجموعة من السيارات المسروقة داخل المغرب، والاحتفاظ بالأموال المتحصل عليها لنفسه، وهرب نحو المغرب بهويّة مزورة واستقرر في الدار البيضاء في حي بوركون، ، وسبق له أن قضى عقوبة سجنية في فرنسا مدتها 6 أعوام، كما أنه ملاحق لتنفيذ حكم قضائي غيابي صادر في فرنسا يقضي بسجنه بـ 10 أعوام.
ويوم الحادث، فوجئ الضحية وهو يركن سيارته قرب مسجد بدر في حي بركون ، بشخص أخفى ملامحه يهاجمه، ويطلق عليه 3 رصاصات في الصدر والبطن، ليفر من مسرح الجريمة عبر شارع الزرقطوني بواسطة سيارة "بوجو 307"، تبين أنها مسروقة.
وقادت هذه التصريحات الفرقة الوطنيّة من اكتشاف مافيا خطيرة دخلت إلى المغرب من أجل تصفية حسابات بين أعضاء شبكة متخصصة في سرقة السيارات.