دمشق - جورج الشامي
في لقاء سريع اجتمع خلاله الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر جاموس مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ميخائيل بوغدانوف في إسطنبول، أكّد الأخير انتظار بلاده لقبول الائتلاف الوطني دعوة الرئيس الروسي لزيارة موسكو، معتبرًا أن الائتلاف كان إيجابياً بالنسبة لـ"جنيف2".
وشهدت أحياء العاصمة السورية دمشق سقوط قذائف عدة، الخميس، أدت إلى عدد من القتلى والجرحى، فيما جرت اشتباكات في إنخل في درعا، واستهدفت مدفعية النظام إبطع واليادودة، في حين قامت قوات النظام بإلقاء البراميل المتفجرة على منازل
المدنيين في ريف حماة، وفي حلب أسرت "جبهة النصرة" 11 عنصرًا من ميليشيا إيران و"حزب الله".
وتأتي الدعوة الروسيّة عقب تعليق الائتلاف مشاركته في "جنيف" بشرط تنحي الأسد وتشكيل سلطة انتقالية، بصلاحيات كاملة، إضافة إلى فتح ممرات إنسانية، وإخلاء سراح المعتقلين كافة، ووجود جدول زمني محدد لكل مراحل التفاوض. وأوضح جاموس أنهما "لم يتطرقا للأمور التفصيلية"، مضيفاً أن "المبعوث الروسي في انتظار قرار الائتلاف في الموافقة بالذهاب إلى موسكو".
وكان الأمين العام للائتلاف الوطني السوري بدر الدين جاموس قد أكّد، في وقت سابق، أن "الوفد المفاوض في جنيف2 سيحدده الائتلاف الوطني بشكل حصري"، وأضاف "إننا لن نذهب إلى جنيف لمجرد الذهاب، ولكن بغية تحقيق أهداف جنيف المتمثلة في شروط الائتلاف".
وفي السياق ذاته، اعتبر الائتلاف اتهامات وزارة الخارجية الروسية للثوار، بشأن عرقلة الوصول إلى حلّ سياسي، وإجهاض التحضيرات الدولية لعقد مؤتمر "جنيف2"، أنها "لا تعدو كونها محاولات فاشلة، تهدف إلى تعزيز موقف نظام الأسد المجرم، أثناء تنكيله بالحاضنة الاجتماعية للثورة السورية".
وأشار الائتلاف، في بيان له، ردًا على بيان الخارجية الروسية، التي اتهمت به الثوار السوريين بقصف "مختلف أحياء دمشق لاسيما تلك التي يقطنها المسيحيون"، إلى أن "مثل هذه العمليات والانتهاكات لمبادئ الثورة في قصف الأحياء السكنية داخل دمشق، هو أمر لم يعتد على ارتكابه إلا ميليشيا الأسد"، مؤكداً أن "نظام الأسد هو من يلقي قذائف الهاون على أحياء دمشق الآمنة، والمكتظة بالسكان، ويستهدف المدارس والأسواق وأماكن التعبد الدينية، ثم يتهم الثوار ويوظف التهمة دعائياً عبر وسائل إعلام خارجة عن الضمير الإنساني، بغية كسب أيام قليلة في حكم البلاد".
ودعا الائتلاف إلى "مراقبة الإعلانات المتكررة للجيش السوري الحر في دمشق وريفها، والتي ينفي فيها مسؤوليته عن قصف أحياء دمشق الآهلة بالسكان، والواقعة تحت سيطرة النظام، لأن مبادئ الثورة لا تسمح بتحقيق مكاسب عسكرية على حساب أرواح البشر"، معتبرًا أن "هذه هي الورقة التي يستخدمها النظام في السيطرة على الثورة الشعبية، منذ الأيام الأولى للثورة".
وسقطت قذائف هاون عدة، الخميس، قرب الجامع الأموي، على حي الكلاسة، ومردم بيك، إضافة لشارع الأمين في العاصمة دمشق، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص، وجرح 22 آخرين، كما سقطت قذائف أخرى في سوق الخضرة في مخيم اليرموك، أدت إلى مقتل 5 أشخاص على الأقل، وسقوط عدد من الجرحى، في حين أصيب أشخاص آخرون في بلدة جرمانا في ريف دمشق جراء سقوط قذيفتي هاون.
واشتبك الجيش السوري "الحر" مع قوات النظام في حي التضامن في دمشق، وسط قصف بالمدفعية على الحي، ما خلف دماراً كبيراً في المباني السكنية والبنى التحتية للمنطقة، وسقط عشرات القتلى والجرحى من جنود النظام، إثر استهداف مقراتهم بسيارتين مفخختين في شارع نسرين ومبنى الرهونجي، في المنطقة الواصلة بين حي التضامن وسيدي مقداد.
وفي درعا قصفت قوات النظام، بالمدفعية، بلدة إبطع واليادودة في ريف درعا، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى المدنيين، في غضون ذلك اشتبك الجيش السوري "الحر" مع قوات النظام في إنخل، وسط قصف مدفعي استهدف الأحياء المدنية في المنطقة، فيما استهدف عناصر من الجيش السوري "الحر" أحد قناصة النظام، المتمركز في مبنى الزراعة، المطل على مخيم درعا، وذلك بعد استشهاد وإصابة عدد من المدنيين، ودارت اشتباكات أخرى بين الجيش السوري "الحر" وقوات النظام في بلدة غدير البستان في ريف القنيطرة.
وألقى الطيران الحربي لقوات النظام البراميل المتفجرة على بلدة كوكب في ريف حماة الشرقي، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى المدنين، ودمار عدد من المنازل، كما استهدف أحياء لمدنيين في قرية العوينة، وقريتي عيدون والتلول الحمر، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى، بعضهم حالته خطرة، تم إسعافهم إلى المشافي الميدانية القريبة من المنطقة.
وقتل عدد من جنود النظام وجرح آخرون، إثر انفجار عبوة ناسفة، استهدفت رتلاً عسكريًا كان متجهاً نحو ريف حماة الغربي، على طريق شيزر سقيلبية.
وفي حلب، أسرت "جبهة النصرة"، الأربعاء، 11 عنصراً من جنود قوات النظام، وميليشيات "حزب الله"، إضافة لعدد من الجنود الإيرانيين، قرب مبنى المواصلات في منطقة النقارين، وذلك بعد كمين نفذوه قرب مبنى المواصلات، الذي يتحصن فيه عشرات من جنود قوات النظام.
وأسقط الجيش السوري "الحر"، الخميس، طائرة لقوات النظام على الطريق في المنطقة بين قريتي الوضيحي وتل الضمان كانت تقصف قرى الريف الجنوبي في حلب، بعد تقدّم الجيش السوري "الحر" في أربع قرى، فيما شن الطيران الحربي لقوات النظام غارات على النقارين، وسط قصف أدى لاحتراق بعض المعامل الموجودة داخل الحي.
في غضون ذلك خرج عشرات الناشطين والمدنيين في مدينة حلب، الخميس، مطالبين بإطلاق سراح الناشطين الإعلاميين المخطوفين من طرف تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الذي يعتبره محللون أحد الكتل المصنوعة من طرف النظام.