حلب - هوازن عبد السلام
يشهد ريف حلب الشّرقي أشرس المعارك بعد محاولة قوّات الحكومة مدعومة بميليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية التقدم على جبهة اللواء 80، وفك الحصار عن مطاري النّيرب العسكري وحلب الدولي.
فيما أعلنت أكبر الفصائل العسكرية في حلب "النفير العام" في المدينة وريفها، ودعت في بيان لها الكتائب والتّشكيلات العسكرية في حلب للمشاركة في صد الهجمة التي تقوم بها قوات الحكومة بمساعدة قوات حزب الله
وأبو الفضل العباس.
وحذرت الفصائل الموقِّعة على البيان من أن الفصائل التي لن تشارك في هذا النفير فسيتم "محاسبتها واتخاذ الإجراءات الصارمة بحقها" حيث ينتهي الالتحاق بغرفة العمليات خلال 24 ساعة من تاريخ صدور هذا البيان.
ووقع على البيان كل من (حركة أحرار الشام الإسلامية، لواء التوحيد، جبهة النصرة، تجمع فاستقم كما أمرت، أنصار المهدي، كتائب نور الدين الزنكي الإسلامية).
ويشهد ريف حلب الشرقي أشرس المعارك بعد محاولة قوات الحكومة مدعومة بميليشيات إيرانية وعراقية ولبنانية التقدّم على جبهة اللواء 80، وفكّ الحصار عن مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي.
وأفاد مصدر عسكري حكومي مساء الاثنين بأن القوات الحكومية سيطرت على معظم المناطق المحيطة بمطار حلب الدولي، ما قد يمهد لإعادة فتح أبوابه المغلقة منذ نحو عام.
وقال المصدر إن "المناطق كلها جنوب شرق المطار باتت في يد الجيش"، مشيراً الى ان "إعادة تشغيل المطار باتت ممكنة".
وأوضح المصدر العسكري أن القوات الحكومية باتت "تسيطر على الطريق الممتدة من حلب الى السفيرة"، والبالغ طولها قرابة 30 كلم.
وأوضح المصدر العسكري أن القوات الحكومية تريد فك الحصار الذي يفرضه مقاتلو المعارضة منذ ثمانية أشهر حول مطار كويرس العسكري الواقع إلى الشرق من السفيرة.
وفيما يتعلق بالسفيرة، قالت مصادر إعلامية معارضة إن لجنة المفتشين الدوليين غادرت معامل الدفاع في السفيرة برفقة رتل عسكري نحو طريق السلمية، علماً أنها وصلت إليها قبل يومين عبر المروحيات، بحسب "حلب اليوم".
وكان الرئيس السابق للمجلس العسكري في حلب عبد الجبار العكيدي قال إن "سقوط مدينة السفيرة في يد النظام هو قرار دولي أميركي روسي لكي يتسنى للأميركان الاستمرار في تدمير السلاح الكيماوي كون السفيرة تقع بجانب معامل الدفاع".
وتشير الأخبار الواردة من حلب عن اشتداد المواجهات على هذه الجبهة، وتصدي مقاتلي المعارضة لكل محاولات النظام احتلال هذه المناطق مجدداً، مشيرين إلى أن المعارك تتراوح بين كر وفر.
ويقول الناشط وائل البابي "أن هدف النظام الرئيسي قطع إمدادات حلب من طرف الريف من خلال السيطرة على حي الصاخور وحي طريق الباب في حال أعاد جيش ومرتزقة النظام احتلال اللواء 80".
ويؤكد أن الجيش الحر ومعظم الكتائب والألوية يخوضون أشد المعارك وأعنفها داخل اللواء 80، مشيراً إلى أن الحر بأمس الحاجة للسلاح النوعي وخاصة مضادات الدبابات.
ويضيف البابي "إنّ النظام زج وبشكل غير مسبوق بالميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية، ويخوض المقاتلون معارك شرسة مع جيش وميليشيات النظام وسط تكاتف غير مسبوق بين الفصائل المشاركة في معارك اللواء والمواصلات وبلدة نقارين".
ولا تزال قوات الحكومة تسيطر على أجزاء من اللواء 80 المتاخم لمطار حلب الدولي، كما استطاعت التسلل إلى مبنى المواصلات المطل على طريق مدينة الباب- حلب، والسيطرة على المبنى، والطريق مقطوع منذ الهجوم المباغت التي شنته قوات النظام على المنطقة منذ صباح الجمعة.
وقال الناشط أبو عائشة حطاب، "الاشتباكات عنيفة جداً وخصوصا في اللواء 80 ومبنى المواصلات"، مضيفاُ أن بعض المناطق تحت سيطرة الحر والبعض الآخر للنظام "متنازع عليه" والمعارك تدور بين كر وفر".
ويشير حطاب إلى أن الوحدة بين الفصائل دونما استثناء هي أهم ما يبشر بالخير لصد محاولات النظام إعادة احتلال هذه النقطة الاستراتيجية.. ويضيف "أن مدينة الباب قدمت خلال هذه المعارك أكثر من 25 شهيدا، مع اشتداد المواجهات منذ اليوم الأول.
وبحسب نشطاء ومقاتلين على الأرض أكدوا أن هناك مشاركة واسعة لميليشيات شيعية عراقية إضافة لشبيحة من أبناء المنطقة للقتال إلى جانب قوات جيش الحكومة والتي تتولى إدارة المعركة بالدرجة الأولى.
يقول أحد مسؤولي تنسيقية الباب "الدليل على مشاركة ميليشيات إيرانية ولبنانية وعراقية إلى جانب النظام، تم الاثنين اعتقال ضابط إيراني و4 من مرافقته في اللواء 80".
ونشرت وكالة "مهر" الإيرانية خبرا لاختفاء حاج إيراني في مدينة حلب في حي طريق الباب، متهمة "عصابات إرهابية مسلحة" باختطافه!
وكتب قائد لواء التوحيد والقائد الثوري للجبهة الشمالية بهيئة الأركان عبد القادر صالح على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك "تعتبر المعركة التي يخوضها المجاهدون باللواء 80 من أشرس المعارك وأقواها، حيث تقوم العصابة الأسدية بقيادة ومشاركة عناصر إيرانية وعناصر من حزب اللات باستخدام الأسلحة الثقيلة والسلاح الجوي وقصف المناطق بشكل هائل وغير مسبوق".
ويضيف الصالح "في اليوم الأول قامت العصابة الأسدية بشن هجوم مفاجئ لاستعادة اللواء 80 وحصلت اشتباكات عنيفة ارتقى تسعة شهداء من لواء التوحيد وبفضل الله تمكنوا من قتل العشرات من جنود العصابة الأسدية".
وتابع "في اليوم الثاني حصلت اشتباكات طاحنة على أطراف مطار النيرب واللواء 80 حيث تمكّن المجاهدون من تدمير عربة /bmb/ قرب كازية المنارة وقتل عدد كبير من عناصر القوات الحكومية "، مشيراً إلى قيام مجاهدي لواء التوحيد باستهداف معاقل النظام داخل المطار بصواريخ غراد وتحقيق إصابات مباشرة وتدمير مقر يتمركز فيه عناصر النظام.
ويقول القيادي في لواء التوحيد "وقعت اشتباكات بالأسلحة الثقيلة داخل اللواء 80 حيث استطاع الثوار بفضل الله إعطاب دبابة وقتل أكثر من عشرة عناصر وجرح آخرين ولاتزال الاشتباكات مستمرة رغم القصف العنيف والهجمة الشرسة التي ارتقى خلالها أكثر من 20 شهيداً"، مؤكداً أن الثوار تصدوا للطائرات الحربية بالمدافع والرشاشات الثقيلة.
ويسرد الصالح تطورات المعركة في يومها الثالث بالقول "لايزال المجاهدون يخوضون أشرس المعارك في تصديهم لعصابات الأسد وميليشيا إيران الذين يحاولون احتلال اللواء 80 من جهة حاجز المنارة ومطار حلب الدولي".
ويضيف "تمكن مجاهدو لواء التوحيد بفضل الله تعالى من نسف دبابة لعصابات الأسد بعد استهدافها بصاروخ السهم الاحمر ظهر الاثنين، كما تمكن المجاهدون من إعطاب دبابة أخرى بعد استهدافها بمدفع b9، واستطاع المجاهدون صرع العشرات من قوات الأسد بعد استهدافهم بالرشاشات الثقيلة ومدافع جهنم والهاون وبعد محاصرتهم في مبنى المواصلات".
وفيما يخص أسر ضابط إيراني خلال المعارك، يقول الصالح "وفي كمين محكم أثناء المعارك التي يخوضها الثوار في التصدي لعصابات إيران التي تحاول السيطرة على اللواء 80، قام مجاهدو لواء التوحيد بأسر ضابط إيراني من محيط اللواء 80 و4 من الشبيحة كانوا برفقته".
أما اليوم الرابع للمعركة والمواجهات العنيفة التي يخوضها الثوار في ريف حلب في محيط اللواء 80، يقول عبد القادر صالح "تم بفضل الله وبعملية نوعية تدمير دبابة وعربة BMB وشاحنة تحمل العشرات من جنود حزب اللات ولواء أبو الفضل العباس، وذلك بعد استهدافهم بصواريخ السهم الأحمر وضرب شاحنة تحمل العشرات من الشبيحة داخل اللواء 80 بصاروخ السهم الأحمر.
ويشهد عدد من أحياء حلب الشرقية حالات نزوح وخصوصا (طريق الباب، المعصرانية، الجزماتي) بسبب القصف العنيف من قبل قوات النظام على أحياء المدنيين.