فاس - حميد بنعبد الله
أكَّدَت "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين" المغربية ترحيل المعتقل الإسلامي رضوان ثابت تعسفيًا من سجن سلا الثاني إلى سجن تولال الثاني في مكناس، وتعريضه إلى تعذيب شديد، مشيرة إلى إخضاع موظَّفات في السجن إلى تفتيش مهين، وتحسّس الأعضاء التناسلية لعائلته بشكل مُستفِزّ، مشيرة إلى أن معتقلي "أطلس إسني" رضوان حمادي وسعيد آيت إيدر المحكومَين بالإعدام والموجودَين في سجن القنيطرة دخلا
في إضراب مفتوح عن الطعام.
وذكرت استنادًا إلى شكاية توصلت بها من أمه أن هذه الأخيرة زارته وزوجته وأمها، صباح الإثنين، لكن إدارة السجن رفضت ذلك في بداية الأمر، قبل أن تقبل بعد أخذ وردّ، لكن بعد إخضاعهن إلى "تفتيش مهين واستفزازي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى"، حسب بيان للجنة المذكورة.
وتحدثت اللجنة عن عبث موظفات في السجن بعورات قريبات هذا السجين، وتحسس أماكن جدّ حساسة من أجساد الأم وزوجة السجين وأمها قبل أن يُسمَح لهن بالدخول إلى قاعة الزيارة المخصصة للحقّ العام، والتي يُفصل فيها بين المعتقل وعائلته بسور سميك تحت حراسة مشددة وضجيج لا يطاق.
وأكدت أنهن وجدن المعتقل رضوان ثابت منهكا وآثار التعذيب بادية عليه، فـ "وجهه كان شديد الصفرة مع انتفاخ واضح في ظهره، وصرح لزوجته بأنه تعرض هو والمعتقلون الآخرون لضرب شديد من طرف موظفي سجن سلا 2 وسجن تولال 2 في مكناس مع وابل من الشتم وسبّ للمقدّسات الدينية".
وكشفت الأم في رسالتها إلى اللجنة عن إيداع ابنها في زنزانة مكتظة بمعتقلي الحق العام، حيث لا يزال يتعرض إلى الأذى والإهانة والاستفزاز بشكل يومي، إضافة إلى أنه يشتكي من ألم شديد على مستوى الأضلع يمنعه من التحرك، مع عدم قدرته على النوم والأكل بشكل سليم.
وإضافة إلى ملف هذا السجين الإسلامي، ذكرت اللجنة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أن معتقلي "أطلس إسني" رضوان حمادي وسعيد آيت إيدر المحكومَين بالإعدام والموجودَين في سجن القنيطرة حيث دخلا في إضراب مفتوح عن الطعام، قضيا 20 عامًا في عزلة تامة عن العالم الخارجي.
ويطالبان من خلال هذا الشكل الاحتجاجي الذي انطلق في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، برفع العزلة عنهما التي دامت 20 سنة، وإنهاء هذه العقوبة المريرة التي لم يعد لها معنى بعد، ونقلهما إلى جناح المعتقلين الإسلاميين، والنظر في ملفهما بشكل جدي يكفل لهما حق الإفراج أو التخفيف من حكم الإعدام.
وحسب بيان للمعتقلين توصلت اللجنة به، فإنهما عاشا 14 عامًا الأولى لاعتقالهما في ظل غياب كلي عن المحيط السجني، أمضياها في حي معزول في سجن الزاكي في سلا، لا يراهما أحد ولا يريان أحدًا، ليرحلا بعد ذلك إلى حي الإعدام (ب) في السجن المركزي القنيطرة الذي قضيا فيه ستة أعوام.
وأكدا أنهما محرومان من حقوقهما كلها من تطبيب وعلاج وتغذية وتهوية، مع التضييق الذي "شهد ذروته في السنوات الأخيرة"، رغم سلسلة الإضرابات التي خاضاها آخرها إضرابهما الذي ما زال متواصلا، حسب ما أوردت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في بيان ثان لها.
وذكرت اللجنة في بلاغ آخر أن إدارة سجن خريبكة أقدمت على نقل المعتقل الإسلامي المضرب عن الطعام محمد البتيخي، الجمعة 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، إلى المستشفى بعدما أُغمي عليه إثر فقدانه نحو 10 كيلوغرامات من وزنه نتيجة تدهور حالته الصحية بعد هذا الإضراب.
وأكدت أن الحالة الصحية للمعتقلين الإسلاميين خالد أزيك وعبد الكريم عزو ازدادت سوءًا وفي تدهور مستمر ينذر بإمكان وقوع كارثة جراء استمرارهما في إضرابهما عن الطعام من دون أي استجابة، منذ 3 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، للمطالبة بإعادتهما إلى أقرب سجن قريب من سكنهما في أغادير.