الرباط ـ الحسين ادريسي
اجتاحت موجة من نشر القبلات المتبادلة بين الجنسين على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) في المغرب، بعد اعتقال تلميذين في الناظور شمال المغرب بتهمة إخلالهما بالحياء العام والآداب بتبادل القبلات في الشارع العام. وكان من تبعات انتشار خبر اعتقال التلميذين أن عبر الكثير من الشبان، وحتى الناضجين سنا، عن رفض اعتقال المراهقين بنشر صور تبادل القبلات على شوارع وفي ساحات الفيسبوك. مع ما رافق تلك الصور من تعليقات وردود على التعليقات.
وكانت الشابة المتحررة ابتسام لشكر أول من نشر صورة لها تقبل أحد زملائها في "حركة مالي" المعروفة برفض التقاليد، وما تعارف عليه المجتمع المغربي بما في ذلك الدين، إذ دعت هذه الحرة إلى عدم الصيام والإفطار علانية، وبات اسمها يعرف بـ"مصايمينش" (أي لسنا صائمين) ولم تتأخر رئيسة "مصايمينش" زينب الغزيوي في نشر صورة مماثلة تقبل فيها صديقا لها.
وشن النشطاء هجوما لاذعا على "المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان والحريات العامة"، التي كانت وراء الشكاية التي اعتقل على أثرها الشابان وزميل لهما ظهروا في صور القبلة. كما سخروا من رئيس المنظمة الذي اتهموه بامتلاك محل للقمار بمدينة الناظور.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ تطور الأمر بقبلات تلميذين مراهقين إلى جدل سياسي. واعتبر الشيخ محمد عبد الوهاب رفيقي، المعروف بـ"أبو حفص"، وهو أحد السلفيين المعتقلين على خلفية التفجيرات الإرهابية في آيار/ مايو2003 وتم الإفراج عنه قبل سنة، اعتبر متابعة المراهقين اللذين قاما بنشر صورهما وها يتبادلان القبل على صفحتيهما في الموقع الاجتماعي "فيسبوك" لا يعد أن يكون "عبثا مقرفا.
وبرر أبو حفص بصفته نائب رئيس جمعية البصيرة والناطق الرسمي باسمها، أن ما قام به مراهقان صغيران طائشان، كان الغرض من فعلهما التباهي أمام أصدقائهما أو بدافع تحدي المجتمع، وهو الشعور الذي كان يلازمنا جميعا فترة المراهقة، وأضاف أنه بدل توجيههما ورعايتهما و إرشادهما، مقابل غض الطرف عن الجرائم التي يرتكبها الكبار سياسيًا واقتصاديًا وأخلاقيًا أيضًا، نوع من العبث وتغطية الشمس بالغربال.