الرباط، فاس ـ محمد لديب/حميد بنعبد الله
الرباط، فاس ـ محمد لديب/حميد بنعبد الله
انتقد حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في المغرب، عملية تزوير نتائج الانتخابات الجزئية التي جرت في إقليم مولاي يعقوب في مدينة فاس، والتي آلت إلى مرشح حزب "الاستقلال" حسن الشهبي (بوسنة) بفارق 2402 صوتًا عن منافسه محمد يوسف عن "العدالة والتنمية"، فيما قرر الأخير الطعن في النتائج.
وقالت المسؤولة الإقليمية لـ"العدالة والتنمية" في فاس بولمان، في بيان صحافي، "إننا نستنكر
ما جرى خلال يوم الاقتراع للاستحقاقات التشريعية الجزئية في مولاي يعقوب، الخميس، من استعمال للمال الحرام، وكذلك أعمال البلطجية في سعي إلى ترهيب المواطنين، وثنيهم عن الإدلاء بأصواتهم، في محاولة رخيصة لاستمالة أصواتهم بالقهر والعنف والإرهاب، وإن تلك الممارسات تدعو إلى الاستياء والاستنكار، ونحن نُحمّل مسؤولية وتبعات هذه الممارسات إلى الأطراف كافة التي تواطأت على إفساد العملية الانتخابية، وندعو الجهات المسؤولة إلى التحقيق في ما وقع وترتيب الآثار الضرورية عليه".
وطالب الحزب في بيانه، بـ "ضرورة الاستمرار في المسار الديمقراطي، كخيار وحيد للدفاع عن قيم الحق والعدل"، معتبرًا أن من وصفهم بـ "أعوان الفساد" يستمرون "في الإساءة إلى صورة البلد ولمسار الإصلاح في إطار الاستقرار الذي ارتضاه المغاربة بتصويتهم على الدستور، وذلك من خلال عملية واسعة لإفساد الانتخابات الجزئية لاقتراع الخميس في دائرة مولاي يعقوب"، مضيفًا أنه "سجّل استمرار الحملة الانتخابية خلال يوم الاقتراع من قِبل بعض رؤساء الجماعات والمنتخبين، وتواطؤ بعض رجال السلطة وأعوانهم في الإقليم مع مرشح حزب (الاستقلال)، إضافة إلى الاعتداء على مناضلي (العدالة والتنمية) والمتعاطفين معه، ممن استنكروا الخروقات المفضوحة لأنصار مرشح الميزان، وتواطؤ عدد من رؤساء مكاتب التصويت في إفساد العملية الانتخابية، ناهيك عن الحياد السلبي للسلطات العمومية الحكومية".
وأعلن المرشح عن حزب "العدالة والتنمية" في إقليم مولاي يعقوب محمد يوسف، أنه سيطعن في تلك النتائج أمام المجلس الدستوري، لما شابها من خروقات انتخابية، وحياد السلطة وإنزال "للمال الحرام".
وذكرت صفحة "مصابيح العاصمة العلمية" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الصفحة الرسمية لحزب "العدالة والتنمية" في مدينة فاس، أول رد فعل لأمينه العام عبدالإله بنكيران، مخاطبًا أنصار حزبه ومدعمي مرشحه في هذا الإقليم، الذي ألغي انتخابه برلمانيًا في انتخابات جزئية جرت في 28 شباط/فبراير الماضي، بقوله "انتصرتم في فضح الفساد والمفسدين"، في حين عززت الصفحة اتهاماتها بصور فوتوغرافية لبعض مظاهر الخروقات الانتخابية المسجلة في هذه الدائرة الانتخابية.
وقال مسؤول الحملة الانتخابية للحزب والنائب البرلماني عن دائرة في فاس حسن بنحميدة، في تعليقاته الواردة في الصفحة التي تتبّعت عملية الفرز، انطلاقًا من تقارير مختصرة توصلت إليها في حينه من مختلف مكاتب التصويت في ربوع الإقليم، إن "ما هزمنا هو الفساد والمال الحرام، إذ وقعت اليوم مجزرة للحرية والكرامة، وما وقع أساء إلى المغرب، لكن البلطجة لا يمكن أن تنتصر على المناضلين"، فيما خاطب أنصار الحزب في الإقليم قائلا، "تأكدوا أنكم نجحتم.. والله إنكم نجحتم بحملتكم.. والمواطن يعرف الفساد والمفسدين، وهذه جولة ولنا جولات".
وأكد القيادي في "العدالة والتنمية" عبدالسلام السنوني، الذي بدا أنفه في صورة مرفقة ملفوفًا بضمادة بعد إصابته بكسر فيه، أن "حزبه عندما نجح في الانتخابات الجزئية الأخيرة، لم يزوّر إرادة الناخبين، أو يُغرّر بهم بالمآدب، أو يسخّر البلطجية، وأن ثقته بمسؤول للدرك، جعلته عرضة إلى الاعتداء من قِبل أشخاص مسخرون من منافس حزبه القوي".
واعتبرت تعليقات على الصفحة، أن "الحزب انتصر بنزاهته وأخلاق أبنائه المناضلين، ولأنه خاص معركة ضد المال الحرام وبلطجة الاستغلال وتحيز السلطة من قياد وعمال"، مقدمة تحيةً خاصة إلى 11 من أنصار الحزب، قالت "إنهم يرقدون في المستشفى بعد إصابتهم إثر اعتداءات تعرضوا إليهم، من بينهم مراقب من الحزب نقل في حالة خطرة إلى قسم الحالات الحرجة في مستشفى الحسن الثاني".
وتحدثت تقارير لمراقبين من الحزب، عن استعمال سيارات لنقل الناخبين للتصويت في منطقة عين قنصرة تحت حماية "بلطجية"، والتصويت من دون استعمال المداد أو الإدلاء ببطاقة التعريف الوطنية، مشيرة إلى "الفوضى التي سادت بعض مكاتب التصويت، خصوصًا في عين الشقف وأولاد جامع، واستغلال رؤساء جماعات ومنتخبين لنفوذهم للضغط على الناخبين".