فاس - حميد بنعبد الله
حَشَد فرع "الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" في مدينة أزرو المغربية، مساء الأربعاء، عشرات المواطنين من سكان المنازل المُهدَّدة بالانهيار، في وقفة احتجاجية على معاناتهم جرّاء الخطر المُحدِق بهم وبأُسَرِهم، نظرًا إلى التصدّعات البارزة على منازلهم، والتي تُهدِّدها بالانهيار، نظَّمَها في ساحة "20 فبراير" في حي أحذاف في المدينة، في مناسبة الاحتفال باليوم العالمي للسكن.
واستنكرت الجمعية شعاراتٌ
ولافتاتٌ رفعها المحتجون الوضع المُزرِي الذي يعيشه السواد الأعظم من المواطنين الرازحين تحت أسوار منازل تفتقد إلى أبسط شروط السلامة، والظروف غير اللائقة التي يعيشونها.
وطالبت المسؤولين بالإسراع في إيجاد حل لهذه المعضلة التي تؤرِّقُهم منذ أعوام خلت، وتوفير السكن اللائق لعشرات الأُسَر المهدَّدة في حياتهم وممتلكاتها.
وأكَّدَت الجمعية في بيان لها أن المواطنين المهدَّدين في حاجة إلى تدخل رسمي جدي لإنقاذهم من كارثة إنسانية يمكن أن تحدث في أي لحظة، وخاصة أمام الخطر الذي تُشكِّله الأمطار على تلك البنايات المُفتقِدة إلى شروط السلامة، متحدثة عن تلاعبات شابت عملية إعادة إسكان سكان المنازل المهدَّدة التي طالما أثارت احتجاجات نشطاء قرويين في المدينة.
وسبق لجمعية "حي القشلة للتنمية الاجتماعية والمحافظة على البيئة والتواصل" في أزرو أن شاركت السكان المتضررين وقفتهم الاحتجاجية التي نظموها في عصر 5 أيلول/ سبتمبر الماضي أمام مقر باشوية المدينة، للمطالبة بتخفيف معاناتهم جراء استمرار الخطر المُحدِق بهم، الذي يمكن أن يحوّل منازلهم الطينية الآيلة للسقوط إلى مقابر جماعية تَدفِن فيها أجسامهم.
وأطلقت فعاليات مدنية وقروية أخرى تبنَّت ملفّ السكان المتضررين صفارات الإنذار منذ شهور حيال هذا الخطر، مطالبة بتدخّل الجهات الرسمية لإنقاذ حياتهم المهددة، وإيجاد حلول تُعفِي عشرات الأُسَر من ويلات قد تعصف بحياتهم، خاصة أن "الوضع يُنذر بمضاعفات خطيرة تُهدِّد سلامة وأرواح المواطنين القاطنين في هذه المنازل" في غياب التفاتة حقيقية للموضوع.
ويُعزى تخوّف السكان ومعهم المجتمع المدني إلى كوارث إنسانية حدثت السنة الماضية في انهيار خمسة منازل وسقيفات أخرى، مما كان سببًا في احتجاجات سابقة تُوِّجت بلقاء مع مسؤولي إقليم إفران التابعة له المدينة، قدَّمت خلاله وعودًا بتدارك الأمر، لكنها بقِيَت مجرد "حبر على ورق"، بينما يُهدّد السكان بالقيام بمسيرة إلى العاصمة الرباط لإيصال أصواتهم إلى الدوائر المسؤولة.
وأحصت السلطات المحلية في المدينة، في وقت سابق، 126 منزلاً مهددًا بالانهيار، وأشعرت أصحابها بإخلائها حفظًا لسلامتهم، متعهّدة بتخصيص 120 ألف درهم لإيجار محلات لـ 31 عائلة متضررة في حي القشلة في انتظار إعادة بناء منازل تأويهم، بينما دعم مُحسِنون عملية إعادة بناء ثلاثة منازل بكلفة مالية قُدِّرت بـ 40 ألف درهم لكل منزل مستهدف بالبناء.
وصرفت الدولة أموالاً مهمّة لتقوية بعض المنازل بدعامات إسمنتية، مما تراه الفعاليات المدنية حلاً غير كافٍ لدرء الخطر المُحدِق بالناس، مطالبين بفتح تحقيق في الخروقات التي شابت تأهيل المنازل المهددة بالانهيار، وإشراك المجتمع المدني في تدبير الشطر المقبل من تأهيل تلك المنازل التي تؤرخ لحقبة زمنية كانت تشكل فيها أزرو قبلة ملتقى القوافل التجارية.