الجزائر – نورالدين رحماني
الجزائر – نورالدين رحماني
كشفت مصادر مقربه من الأمين العام الأسبق لحزب "جبهة التحرير الوطني"، علي بن فليس، المنافس المباشر للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات الرئاسة الجزائرية عام 2004، أن بن فليس يعد لما يشبه إطلاق حملة انتخابية مسبقة من فندق الـ"هيلتون" في الجزائر العاصمة، بالتزامن مع إحياء ذكرى أول وزير عدل للجزائر المستقلة والصديق المقرب لبن فليس، عمار بن تومي.
ويتخلل ظهور بن فليس أمام وسائل الإعلام لأول مرة منذ انتخابات 2004، ندوة بشأن "تطور القانون الدولي"، يقدم من خلالها بن فليس مداخلة بشأن "تطورات القانون الدولي الإنساني"، ويتوقع أن يدلي بن فليس بتصريحات بشأن الأوضاع التي تشهدها الجزائر، خصوصًا ما يتعلق بالتطورات التي طرأت على الساحة السياسية الجزائرية بعد التعديلات التي أقرها بوتفليقة على هرم السلطة، وكذا تعديل الدستور الذي يشغل الطبقة السياسية الجزائرية.
ويرتقب أن يعلن بن فليس رفضه لتعديل الدستور ولتمديد ولاية الرئيس بوتفليقة لعامين إضافيين، كما أعلن ذلك بصورة غير رسمية لمحيطه ومقربيه.
وتؤكد العديد من القراءات السياسية، أن بن فليس متفائل بدعم قواعد "جبهة التحرير" له بعيدًا عن القيادة التي لا تمثل سوى نفسها، الأمر الذي جعله يرفض بعض المبادرات المطروحة من قبل حركة "مجتمع السلم"، خوفًا من قواعد "جبهة التحرير"، رغم ما يتردد بشأن عزم بوتفليقه الترشح لفترة رئاسة رابعة أو تمديد فترة رئاسته الحالية عامين آخرين.
وأعاد بن فليس بعد فترة تزيد عن الشهر قضاها خارج الجزائر، بداية الأسبوع الماضي، فتح مكتب المحاماة الخاص به في العاصمة الجزائر، مجددًا للقاء أصدقائه ومقربيه، وعلي رأسهم قيادة أركان مشروعه السياسي المتمثل في خوض غمار المنافسة علي عرش الرئاسة بعد تجربه انتخابات 2004.
وأوضحت المصادر أن مشروع الترشح للرئاسة المقبلة لازال في أجنده بن فليس، وأنه متمسك بقرار إعلانه المرتقب كمرشح حر، بغض النظر عن الذين سيترشحون للرئاسة أو الذين سيقاطعونها.
ويعتبر بن فليس إلى جانب أحمد بن بيتور، أبرز الوجوه السياسية المنافسة على كرسي قصر المرادية في العاصمة الجزائرية، وأعلن بيتور ترشحه بداية العام الجاري للانتخابات الرئاسية، فيما يزال بن فليس ينتظر الفرصة المناسبة.
ويرى محللون سياسيون في الجزائر، أن تأخر بن فليس في إعلان ترشحه، يعود لانتظاره دعم من أطراف في الجيش الجزائري الحاسم الأكبر لأي انتخابات رئاسية في الجزائر؟
بالإضافة إلى انتظار الخطوة المقبلة التي يعلن عنها بوتفليقة حيال تعديل الدستور، والتي على ضوئها تتحدد معالم الخريطة السياسة في الجزائر، خصوصًا فيما يتعلق بتمديد ولاية بوتفليقة، أو الإعلان عن عهدة رابعة له. في حين أن بن فليس كان يرفض دومًا إعادة ترشحه من جديد في مواجهة بوتفليقة، باعتباره مدعومًا من الجيش وفوزه بأي انتخابات محسوم مسبقًا.