فاس ـ محمد بن عمر
أحبطت السلطة المحلية بقيادة عين عائشة، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم تاونات (شمال المغرب)، نشاطاً تبشيريا كان يستهدف سكان عدة دواوير في المنطقة، حيث جرى اعتقال المشتبه بالقيام بهذا النشاط، ومصادرة مجموعة من المحجوزات التي سخرها للدعوة لاعتناق المسيحية. وعلمت "المغرب اليوم" من مصدر في عمالة إقليم تاونات، أن أعوان الإدارة الترابية بقيادة عين عائشة، عمدوا في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة الماضي (29 أغسطس/آب)، بعد التنسيق مع النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتاونات، إلى مداهمة مسكن شخص في بداية الثلاثينات من عمره بدوار "عين الزوهرة"، حيث جرى توقيفه وإخضاع مسكنه للتفتيش. وجرى في أعقاب ذلك، حجز مجموعة من القرائن التي تثبت تورط الموقوف في أعمال تبشيرية بالمنطقة، من بينها حوالي 30 كتابا ووثيقة تدعو إلى اعتناق المسيحية، منها نسخ من الإنجيل باللغة العربية وأقراص مدمجة وأقراص فيديو "تدعو الشباب إلى ترك الإسلام واعتناق المسيحية، بدعوى أن ذلك سبيل لتخليصهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها". وجرت عملية إحباط هذا النشاط، عقب عمليات مراقبة دقيقة نفذها أعوان السلطة، على رأسهم قائد المنطقة، لرصد تحركات المشتبه به منذ بداية استقراره في المنطقة قبل سنتين، "بعد أن تم تجنيده من قبل الكنيسة الإنجليكانية الأمريكية، وتمكن فعلا من استقطاب عدد من شباب إقليم تاونات ومكناس لتنصيرهم". وقد تم إنجاز محضر استماع إليه من طرف قائد المنطقة، بصفته ضابطا للشرطة القضائيَّة. وتبين بحسب التحريات الأولية معه، أنه كان على علاقة مباشرة بعدد من المبشرين ينشطون في مدن مكناس والناظور والرباط، كما اعترف في محضر أقواله أنه كان يسعى إلى نشر المسيحية بين عدد من سكان المنطقة، عن طريق الإدعاء ب "تغيير أحوالهم الاجتماعية إلى الأفضل بعد اعتناقهم المسيحية". للإشارة، سبق لمصالح وزارة الداخلية أن نفذت في السنوات الأخيرة، مجموعة من العمليات المماثلة، همّت تفكيك شبكات تنشط في حملات تبشيرية بعدد من مناطق المغرب، خاصة بالأطلس المتوسط، كما جرى في هذا الإطار ترحيل عدد من "المبشرين الأجانب" إلى بلدانهم. وبحسب متتبعين فإن العملية الأخيرة بإقليم تاونات، تعد الأولى من نوعها بالمنطقة، وتكشف عن كون الحملات التبشرية، المجرّمة بنصوص القانون الجنائي المغربيّ، لازالت قائمة وتتغلغل أكثر في المناطق القروية الفقيرة والمعزولة.