لندن ـ سليم كرم
لندن ـ سليم كرم
تتعرض كلّ من الولايات المتحدة وبريطانيا لضغوط من أجل تأجيل التدخّل العسكريّ في سورية، بعد أن طالب سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون بضرورة إتاحة مزيد من الوقت لفريق التفتيش التابع للأمم المتحدة في دمشق.
وقال بان كي مون إن المفتشين الذين يقومون حاليًا بالتحقيق في الهجوم الذي وقع الأسبوع الماضي بالأسلحة الكيميائية
سوف يحتاج الى أربعة أيام لزيارة مواقع الهجوم، ثم الى مزيد من الوقت بعد ذلك، لإجراء التحليلات العلمية اللازمة والخروج بالنتائج، ومن ثم رفعها إلى مجلس الأمن الدولي لاتخاذ الإجراء اللازم. ويذكر أن فريق التفتيش هو الآن في ثاني أيام زيارته.
وجاءت تصريحات بان كي مون في الوقت الذي عُقِد فيه اجتماع لمجلس الأمن الدولي لمناقشة خيارات العمل العسكري المحتمل ضد سورية، وقبل اجتماع مجلس العموم البريطاني، الخميس، لمناقشة خُطط الحكومة البريطانية الرامية لاستخدام القوة في الرد على استخدام سورية للأسلحة الكيميائية.
وألمحت مصادر في كل من لندن وواشنطن إلى احتمال وقوع هجوم محدود قبل نهاية هذا الأسبوع، إلا أن رغبة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني في إظهار أنه لا يتجاهل الأمم المتحدة يمكن أن يهدد ذلك الموعد.
وقال حزب "العمال" البريطاني إنه لن يدعم موقف الحكومة البريطانية إلا من خلال مجلس الأمن الدولي، وبشرط الأخذ في الاعتبار تقرير مفتشي الأسلحة الكيميائية التابع للأمم المتحدة.
وفي مؤتمر صحافي عقده في "لاهاي" أكد بان كي مون أن "فريق التفتيش يبذل أقصى جهوده، كما أنه يعمل في ظل ظروف خطيرة جدًا".
وأعلنت بريطانيا أنها ستتقدم بمشروع قرار في اجتماع سفراء الدول
الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن للحصول على تفويض بالتدخل العسكري، ومن المتوقع أن تعترض كل من روسيا والصين على صدور مثل هذا القرار ، إلا أن كاميرون على ما يبدو يريد أن يظهر بمظهر من حاول الحصول على موافقة الأمم المتحدة لزيادة فرصه نجاحه في التصويت الذي سوف يُجريه مجلس العموم البريطاني، الخميس.
ونسبت وكالة أنباء "إنترفاكس" الروسية إلى أحد كبار الدبلوماسيين الروس قوله "إن مجلس الأمن لا بد وأن يتنظر تقرير مفتشي الأمم المتحدة قبل اتخاذ أي قرار، الأمر الذي قد يعرقل مساعي بريطانيا في الحصول على استجابة سريعة".
وفي سورية حمَل النظام السوري بشدّة على الغرب متهمًا بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا بمساعدة الإرهابيين في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد "إن هؤلاء المتطرفين سوف يستخدمون عاجلاً تلك الأسلحة ضد الشعوب الأوروبية".
وطالب بان كي مون الغرب بمنح الدبلوماسية والحلول السلمية فرصة في سورية.
وعلى الرغم من إعلان الحكومة البريطانية تقديم مشروع قرار إلى الأمم المتحدة بعد وقت قصير من طلب حزب "العمال" البريطاني ضرورة موافقة الأمم المتحدة قالت مصادر في الحكومة البريطانية "إن اللجوء إلى الأمم المتحدة كان دائمًا جزءًا من خطط الحكومة"، وقال مصدر في "الحزب الديموقراطي الليبرالي" إن نائب رئيس الوزراء نيك كليغ كان أول من أشار إلى أهمية محاولة الحصول على تأييد الأمم المتحدة.
وكانت الحكومة البريطانية في السابق تُقلّل من أهمية الحاجة إلى مناقشة المطلب في مجلس الأمن بسبب موقف روسيا والصين، إلا أن كاميرون على موقع تويتر قال إنه "يريد أن ترتقي الأمم المتحدة إلى مستوى المسؤولية في سورية".
وعلى الرغم من أن الحكومة البريطانية قالت إن "كاميرون وأوباما لم يتفقا بعد على ردّ فعل محدّد تجاه استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية"، إلا أن الاستنتاجات تشير إلى أنهما يخططان لشن هجمات صاروخية محدودة قبل نهاية هذا الأسبوع.
ودعا كاميرون البرلمان إلى التصويت على تلك المسألة الخميس.
ويرغب حزب "العمال" في أن يرى مبررات قانونية واضحة قبل القيام بأي عمل عسكريّ، ومن بين هذه المبررات دليل يقدمه مفتشو الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن.
ويوجد احتمال بأن يرفض حزب العمال تأييد الحكومة البريطانية، إلا أن الحزب لن يتخذ قرارًا في هذا الشأن قبل أن يطَّلع على نَصِّ اقتراح الحكومة بالتصويت.