صنعاء ـ علي ربيع
اعتذر رئيس المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء( أمن الدولة) الاثنين، عن تولي محاكمة 57متهماً باغتيال الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح في حادثة تفجير مسجد القصر الرئاسي في حزيران/يونيو2011 بسبب "استشعاره الحرج" بعدما كان مقرراً الاثنين، بدء محاكمة المتورطين في هذه القضية التي كان قتل فيها رئيس مجلس الشورى السابق وأصيب فيها صالح بجراح خطيرة مع عدد من أركان حكمه. ويأتي هذا في وقت أشاد فيه السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين باعتذار الحكومة اليمنية عن الحروب السابقة ضد الجنوب وصعدة في الشمال، والتي بدأت بدورها في إعداد مصفوفة من الإجراءات المزمنة لتنفيذ بقية المطالب التي كان اشترطها الجنوبيون للعودة إلى طاولة مؤتمر الحوار الوطني المقرر انتهاؤه في 18أيلول/سبتمبر المقبل. وأرجع رئيس المحكمة اليمنية القاضي هلال محفل، في الجلسة التي انعقدت بصنعاء، امتناعه عن تولي محاكمة المتهمين بمحاولة اغتيال صالح إلى الحملة الإعلامية ضده من قبل الإعلام الموالي لصالح واتهامه بالانتماء الحزبي إلى تيار "الإخوان المسلمون". وقال محفل "إن الإعلام التابع لبعض المجني عليهم مازال يردد، ومنذ أن تم تعييني لهذه المحكمة، بأن الهدف من ذلك هو تولي نظر هذه القضية متناسيا أن شموخ القضاء ومرتبته العالية يتنافى مع وجود قاض يرضى لنفسه أن يكون منحازا أو مسخرا لأي طرف أو جهة". وأضاف قبل أن يرفع الجلسة ويغلق المحضر قائلاً "وحيث أن ذلك الموقف المعلن جعلنا في موقف نشعر فيه بالحرج من تولي نظر هذه القضية لا لفقدان الحياد كما خيل لهم وإنما طمأنة لهم وتأكيدا أن القاضي كما يهمه الفصل في الخصومة بين أطرافها بحيادية، يهمه كشخص أن يثق كل من يقف أمامه بأنه سيجد العدالة حتماً، ولذلك فقد قررت التنحي عن نظر هذه الدعوى استشعاراً للحرج ". ويتهم صالح وحزبه شخصيات عسكرية وقبلية بارزة بالتآمر والتخطيط والتمويل لتنفيذ تفجير مسجد القصر الرئاسي إبان الانتفاضة ضده في العام 2011، من بينها الجنرال المنشق عنه والمستشار الحالي للرئيس عبدربه منصور هادي، علي محسن الأحمر، وكذا الزعيم القبلي ورجل الأعمال والقيادي البارز في حزب الإصلاح(الإخوان المسلمون) حميد الأحمر، مع عدد من أشقائه، إلا أن قرار اتهام النيابة تحاشى التحقيق معهم، أو إيراد أسمائهم. على صعيد آخر، وصف السفير الأميركي في صنعاء، جيرالد فايرستاين، اعتذار الحكومة الأسبوع المنصرم عن الحروب السابقة في الجنوب وصعدة، خطوة كبيرة، وقال" الاعتذار في عرف الدول ليس بالأمر السهل". وشكر فايرستاين الحكومة على تعاونها في مجال مكافحة الإرهاب، خلال مؤتمر صحفي عقده بصنعاء، وقال إن تنظيم"القاعدة" في اليمن بات أضعف مما كان عليه، كما أبدى قلقه من التوتر الطائفي الذي يدور في صعدة شمال اليمن بين الحوثيين والسلفيين. وكان الرئيس اليمني تعهد قبل أيام بمواصلة الحرب على مسلحي التنظيم حتى يجنحوا للسلم، مدافعاً عن سياسته التي تواصل السماح للأمريكيين للقيام بضربات جوية على أهداف" القاعدة" في بلاده، مؤكداً أن ذلك يأتي في سياق التعاون الأمني مع واشنطن. وعلى صعيد الجهود الحكومية الرامية إلى إعادة ممثلي"الحراك الجنوبي" إلى طاولة الحوار الوطني، بعدما أعلنوا مقاطعتهم له أخيراً، علم"العرب اليوم" أن الحكومة تعد مصفوفة من الإجراءات المزمنة لتنفيذ مطالب الجنوبيين، من بينها إنشاء، صندوق لجبر الضرر والتعويضات، وإطلاق سراح كافة المعتقلين على ذمة أحداث الصراع السياسي في الأعوام الأخيرة، واعتبار ضحايا حرب 1994 مع الجنوب وحروب صعدة شهداء.