الرباط ـ رضوان مبشور
كادت أن تقع مواجهات بين العشرات من المهاجرين السنغاليين والأفارقة وسلطات الأمن المغربية، خلال جنازة المواطن السنغالي إسماعيلا فاي، مساء الإثنين، في مستودع الأموات القريب من "باب الحد" في مدينة الرباط. وقد تجمهر المهاجرين الأفارقة بالقرب من مدخل مستودع الأموات خلال جنازة فاي، الذي تعرّض الجمعة الماضية إلى جريمة قتل بشعة في محطة المسافرين القامرة في العاصمة المغربية، وهو ما خلّف تخوفًا لدى السلطات التي أمرتهم بترك المكان، حيث أثار الحادث ردود فعل قوية لدى الرأي العام المغربي، وأعاد جدلية "العنصرية" في حق أصحاب البشرة السمراء إلى الواجهة من جديد، بعد أن تجمّع العشرات من المهاجرين الأفارقة في المكان من أجل توديع صديقهم المقتول، حيث لم يتمالك بعضهم نفسه وأجهش بالبكاء، في حين ظهرت ملامح الإدانة لدى البعض الآخر، وفور إخراج جثة إسماعيلا فاي محمولاً على متن سيارة من مستودع الأموات، لغرض نقله إلى مطار محمد الخامس في الدار البيضاء، ثم إلى بلده الأصلي السنغال، تجمهر العديد من أصحاب البشرة السمراء بالقرب من المستودع، وهو ما جعل السلطات تتحرك تجاههم بغرض تفريقهم لتجنب الأسوأ. وتمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية في الرباط، مساء الجمعة الماضية، من توقيف المشتبه في ارتكابه الجريمة في محطة المسافرين القامرة، حيث كشفت المعلومات الأولية أن الجريمة تندرج في إطار جرائم الحق العام، وتعود بالأساس إلى خلاف بين القاتل والضحية بشأن حجز مقعد في حافلة للنقل الطرقي، تطور إلى شجار بالأيدي، قبل أن يعمد المشتبه به إلى تعريض المواطن السنغالي لطعنات بالسلاح الأبيض، كانت سببًا مباشرًا في وفاته.