رام الله - نهاد الطويل
لقي المواطن حسن سليمان سلمان أبو مديغم (40 عامًا، من مدينة رهط في فلسطين)، فجر الإثنين، مصرعه بعد سقوطه من على سور المسجد الأقصى، من الجهة الجنوبية، البالغ ارتفاعها بين 30 و40 مترًا. وأفاد شهود عيان بأن "المواطن أبو مدعم صعد إلى سور المسجد، بعد إحيائه لليلة القدر في رحابه وأدائه صلاة الفجر لالتقاط صور تذكارية له، طالبًا من أحد رفاقه التقاط الصور وأعطاه هاتفه المحمول، وأثناء وقوفه على حافة السور وقع أرضًا على القصور الأموية".
وقالت مؤسسة الأقصى، في بيان صحافي، صباح الإثنين: إن المسجد الأقصى وساحاته شهد تواجدًا غير مسبوق منذ أعوام، فاق كل التوقعات، حيث يصلي صلاة العشاء والتروايح أكثر من 400 ألف مصل، وفدوا من القدس والداخل الفلسطيني والضفة الغربية. وأضاف البيان أن "أغلب أبنية المسجد الأقصى وساحاته امتلات، ومع اقتراب صلاة العشاء ازدادت الوفود بشكل متصاعد، بحيث امتلأت أغلب مساحة الأقصى، وبسبب الازدحامات عند عدد من أبواب الأقصى، اضطر البعض إلى الصلاة خارج أبواب الأقصى".
وعلى صعيد ذو صلة، خرجت "مسيرة البيارق"، الإثنين، بقرابة 200 حافلة إلى الأقصى، من قرى ومدن الداخل الفلسطيني كلها، ليتجاوز عدد الحافلات التي سيرتها "مؤسسة البيارق" لإحياء المسجد الأقصى منذ شهر رمضان إلى أكثر من 1600 حافلة.
وكان مئات الآلاف من المصلين أدوا صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة، إلى جانب إحياء ليلة السابع والعشرين وهي ليلة القدر، التي تُوجت هذا العام بختم القرآن الكريم. في وقت قدر عدد المصلين بقرابة النصف مليون فلسطيني من مدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين، ومناطق الـ 48. وشارك المئات من البلدان العربية والإسلامية والدول الأجنية، لإحياء ليلة القدر في أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين.
فيما اندلعت مواجهات بشكل مفاجئ بين قوات الاحتلال وشباب فلسطينيين في باب العامود المؤدي إلى الحرم القدسي، وأفاد فيما أطلقت تلك القوات المعززة القنابل الصوتية بكثافة باتجاه المصلين والشباب، الذين جابوا طرقات القدس عقب أدائهم صلاة التراويح وقيام الليل.
وتوافد الصائمون إلى المسجد الأقصى منذ ساعات الصباح الأولى، حيث تناولوا إفطارهم بعد تقديم أكثر من 120 ألف وجبة للإفطار في الأقصى من قبل دائرة الأوقاف وتكية "خاصكي سلطان" في القدس، و"أم علي" في الأردن، إلى جانب مؤسسات فلسطينية.
وكانت سلطات الاحتلال قد انتشرت منذ ساعات العصر في الشوارع والطرقات المؤدية إلى الأقصى، وقامت بإغلاق الطرقات المؤدية له.
يُذكر أن الاحتلال الإسرائيلي استنفر قواته هذه الليلة في القدس المحتلة، حيث انتشرت الآلاف من عناصره على امتداد أزقة البلدة القديمة ومداخلها، وكذلك عند مداخل الأقصى الخارجية، ولكن رغم هذه المعيقات كانت حركة أمواج المصلين تسير بانسياب وانتظام، حيث عكفت لجان النظام المقدسية داخل المسجد الأقصى وخارجه على تنظيم حركة المصلين، فيما وفرت دائرة الأوقاف الإسلامية مشكورة سبل الراحة كلها للوافدين إلى الأقصى هذه الليلة وخلال أيام وليالي شهر رمضان المبارك.