بيروت – جورج شاهين
بيروت – جورج شاهين
كشف وزير الداخلية اللبناني مروان شربل أن الصواريخ التي أطلقت، الخميس، في اتجاه بعبدا واليرزة هي الصواريخ نفسها التي أطلقت من بلونة في اتجاه الجمهور وعلى الضاحية الجنوبية، فيما قال شربل، صباح الجمعة، لـ "المغرب اليوم" لم نعرف بعد مصدرها حتى صباح الجمعة "، هذا وأكد شربل أن التحقيقات جارية على كل المستويات وأن أشياء جديدة ستظهر الجمعة، لافتا
الى أن التحقق عن عدد الصواريخ جار للتحقق من وجود صاروخ ثالث أو رابع، لأن ما هو ثابت انفجار صاروخين أي أن هناك صاروخ لم ينفجر فهذا شأن آخر، استنكر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اطلاق الصواريخ على مناطق بعبدا واليرزة والفياضية فجلر الجمعة، ووصفه بأنه عمل "خطير ومشبوه"، ومن جانبه اعتبر النائب سامي الجميّل عضو كتلة نواب حزب "الكتائب اللبنانية" في تصريح له الجمعة :"إن الوقت قد حان، بعد كل الذي شهدناه، لحملة تضامن شاملة مع رئيس الجمهورية الذي أعاد الينا الامل في هذه الفترة المظلمة من خلال مواقفه الاخيرة التي اثبتت ان هناك منطقا في مكان ما وان هناك احدا يتكلم بشكل متجرد ومن موقع حيادي كما برهن عن حياديته في كل فترة عهده.
وأشار شربل إلى أنه يجري التحقيق أيضا في الجهة التي أطلقتها رغم أن الأمر صعب ولا يمكننا بسهولة حصر الجهة التي استخدمت لأنها صواريخ متوفرة لدى فئات عديدة وهي نفسها الصواريخ التي استخدمت في القصف في 21 حزيران / يونيو الماضي من منطقة بلونة وسط كسروان باتجاه بعبدا والجمهور.
وعن الأبعاد السياسية والأمنية لهذه الصواريخ، أكد أن حجم الخطر الأمني في لبنان ليس كما يتصوره كثيرون في عودة الفلتان الامني أو المتاريس، وإنما هناك مشكلة سياسية على الأرض يجب معالجتها وتمنى عدم تكرار ما حصل الخميس.
و يذكر أنه في حزيران/ يونيو الماضي سقط احدها بين محلتي الجمهور وبسوس، وقيل أنها أخطأت القصر الجمهوري وجاءت عقب رسائل مدوية مماثلة وجهها سليمان يومها. كذلك جاءت بعد أيام على صواريخ كان مصدرها عيتات سقطت في محلة مار مخايل في الضاحية الجنوبية لبيروت إثر معركة القصير في سورية.
وكانت الصواريخ الثلاثة استهدفت نقل رسائل أمنية وسياسية الى رئيس الجمهورية فجر الجمعة بعد خطابه الخميس في عيد الجيش والذي انتقد فيه بقوة تورط "حزب الله" في الأزمة السورية داعيا الى وضع الاستراتيجية الدفاعية التي تستوعب سلاح "حزب الله "والعودة الى لبنان.
وبلغ عدد صواريخ الفجر ثلاثة سقط أحدها في بيسينمنزل السيدة إلهام سعيد فريحة صاحبة دار الصياد للنشر والصحافة المحاذي للقصر الجمهوري من مدخله الى الجهة الشرقية، والقريب من منزلي الرئيس الراحل للجمهورية الياس الهراوي والرئيس السابق للجمهورية العماد إميل لحود، وكذلك من منزل مدير المخابرات في الجيش العميد إدمون فاضل. وقالت المعلومات "إنه من نوع كاتيوشا من عيار 107، فيما سقط الصاروخ الثاني قرب منزل السفير السعودي علي عواض العسيري القريب من مبنى كلية القيادة والاركان في الريحانية الواقعة بين اليرزة والفياضية، ولكنه لم ينفجر" .
ولم يعرف مكان سقوط الصاروخ الثالث، ما يشير الى أن هدف هذه الصواريخ كان القصر الجمهوري ولكنها اخطأته، كذلك لم تسفر عن سقوط ضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين.
وفي السياق ذاته اتخذ لواء الحرس الجمهوري إجراءات مشددة في القصر الجمهوري ومحيطه، نشطت القوى الامنية والعسكرية في البحث في المناطق الجبلية والحرجية المحيطة بالمتن الجنوبي لتحديد المكان الذي أُطلِقت منه هذه الصواريخ، كذلك اتخذت إجراءات أمنية مشددة عند مداخل الضاحية الجنوبية لبيروت، وشملت هذه الاجراءات تسيير دوريات في المنطقة الممتدة بين الحدث وبعبدا ووادي شحرور.
وكانت مواقف سليمان في عيد الجيش الخميس تصدرت الاهتمامات، إذ لاقت ترحيباً لدى "فريق 14 آذار" قابله استياءٌ لدى فريق "8 آذار"، ما أدخلَ الوضع السياسي في مرحلة جديدة يُتوقع أن تكتمل معالمها اليوم في ضوء خطابَي الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله في مناسبة «يوم القدس العالمي»، والرئيس سعد الحريري في إفطار تيار «المستقبل» التي سيتصدّرها الإفطار الرمضاني المركزي في مجمّع «بيال» في وسط بيروت.
ورجّحت مصادر مطلعة أن يتوقف كلّ من الحريري ونصرالله في خطابيهما، كلٌّ على طريقته، عند مواقف سليمان الذي دعا إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الدفاعية، خصوصاً بعدما تخطّى سلاح المقاومة الحدود اللبنانية، حسب قوله، مشدّداً على عدم جواز "نقل الجيش من موقع الدفاع عن المواطن إلى موقع الدفاع عن نفسه، خصوصاً في حالات الغدر بضبّاطه وجنوده" مشيراً إلى "استحالة مهمته إذا استمرّت ازدواجية السلاح الشرعي وغير الشرعي".
ومن جانبه اعتبر النائب سامي الجميّل عضو كتلة نواب حزب الكتائب اللبنانية في تصريح له اليوم :"ان الوقت قد حان، بعد كل الذي شهدناه، لحملة تضامن شاملة مع رئيس الجمهورية الذي اعاد الينا الامل في هذه الفترة المظلمة من خلال مواقفه الاخيرة التي اثبتت ان هناك منطقا في مكان ما وان هناك احدا يتكلم بشكل متجرد ومن موقع حيادي كما برهن عن حياديته في كل فترة عهده.
وأشار الجميل الى ان رئيس الجمهورية يملك من المصداقية اليوم تخوله استقطاب اشخاص من كل المحاور حتى ننقذ لبنان من هذه المرحلة الصعبة.
اضاف الجميّل: "رغبت في هذا الظرف ان اوجه الى الرئيس سليمان كلمة تضامن لما جرى الخميس والذي يشكل تحديا له وتحديا لنا جميعا".
واعتبر أن صواريخ اليرزة الخميس كانت دون شك رسالة لرئيس الجمهورية اذ من غير الصدفة ان يحصل ذلك بعد خطاب عيد الجيش، موضحا ان مواقف الرئيس سليمان هي مواقف داعمة للجيش والاثنان بالنسبة لنا يمثلان الشرعية اللبنانية ان كان الجيش او رئيس الجمهورية وهما رمز لسيادة لبنان واستقلاله وحماية اللبنانيين وكيان الدولة والحصن الوحيد لوحدة لبنان المتبقي، وان كان الجيش المستهدف او رئيس الجمهورية المستهدف فالأمر سيان.
وقال: "من دون شك الضغط السياسي اليوم والموقف السياسي المهم الذي يتخذ اليوم هو من قبل رئيس الجمهورية ونحن لا يمكننا الا ان نعلن وقوفنا الى جانب الرئيس سليمان من اجل اعادة جمع اللبنانيين بشأن الثوابت الوطنية التاريخية للدولة و بشأن الدستور اللبناني والمؤسسات".
وأكد الجميّل اننا مع الحوار ونحن حزب يعطي رأيه بشكل متجرد لان ما يهمنا هو المصلحة الوطنية وفريقا "14 و8 آذار" يسقطان امام المصلحة الوطنية، لافتا الى ان المصلحة العليا اليوم تكمن في الحفاظ على المؤسسات والدولة لان الدولة والمؤسسات تنهار امام اعيننا، معتبرا ان المسؤولية جماعية في 8 و14 كي تحاول انقاذ ما تبقى من مؤسسات.
وأعلن الجميّل الرهان على مواقف الرئيس سليمان لإنقاذ البلد من حالة الهريان على صعيد الادارة والمؤسسات والسياسة الخارجية ، مشيرا الى ان الدولة و للمرة الأولى في تاريخ لبنان نراها غير موجودة، غائبة، منهارة وفاقدة للسلطة والهيبة بسبب تصرفات مجموعة لا مسؤولة.
وإذ أكد التضامن مع الرئيس سليمان ومع الجيش بذكرى عيد الجيش وبذكرى الخطاب التاريخي للرئيس امس، شدد على ان لبنان بالنسبة لنا هو لبنان المؤسسات، لبنان القوي الذي يتخذ المسؤول فيه موقفا قويا من دون خوف حفاظًا على السيادة، مضيفًا هذا هو لبنان الذي نفتخر فيه، لبنان الذي رأيناه الخميس بجيش قوي وقيادة تضرب بيد من حديد وبرئاسة جمهورية تتخذ مواقف سيادية ووطنية".
وردًا على تلك الأحداث استنكر الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام اطلاق الصواريخ على مناطق بعبدا واليرزة والفياضية فجلر الجمعة، ووصفه بانه عمل "خطير ومشبوه" ، وقال في تصريح "ان استهداف هذه المناطق التي تحتوي مقرات ذات رمزية وطنية عالية هو حلقة جديدة في سلسلة العمليات الأمنية المشبوهة التي شهدتها مناطق مختلفة في الآونة الاخيرة ، والتي يستفيد المخططون لها من مناخ التأزم السياسي الحالي للمضي في خطة خبيثة وخطيرة ترمي الى ضرب الاستقرار اللبناني وزرع البلبلة في صفوف اللبنانيين".
ودعا الرئيس سلام الاجهزة المختصة الى "عدم ادخار اي جهد في العمل سريعا على كشف مخططي هذه الاعمال ومنفذيها ومحاسبتهم، مضيفا "ان الواجب الوطني يحتم على جميع القوى المخلصة في لبنان قطع الطريق امام اصحاب هذه المشاريع السوداء، واللجوء الى الحوار سبيلا وحيدا لحل الخلافات السياسية والالتفاف بشأن مؤسسات الدولة الشرعية وفي مقدمها رئاسة الجمهورية".
وكان الرئيس سلام اجرى اتصالا هاتفيا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مطمئنا ومستنكرا.