الجزائر- نسيمة ورقلي
كشفت وزارة الشؤون الخارجية عن برمجة زيارة لوفد وزاري جزائري رفيع إلى العراق، مباشرة بعد شهر رمضان المبارك، وسيقابل الوفد وزراء ومسؤولين في الحكومة العراقية، لمناقشة آليات إعادة بعث العلاقات السياسية وتطويرها وإعطاء العلاقات الثنائية ديناميكية جديدة، وكذا تطوير التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والثقافي والعلمي بين الجزائر والعراق، ومن المقرر
أن يتباحث الجانيان الجزائري والعراقي ملف المساجين الجزائريين القابعين في العراق مند سنة 2003.
وأرسلت الجزائر مذكّرة عاجلة إلى بغداد تطلب فيها معلومات عن وضع المساجين الجزائريين، وأوردت صحيفة الخبر الجزائرية في عددها الصادر، الخميس، عن الناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية عمار بلاني يقول إن مناقشة ملف المساجين الجزائريين خلال هذا اللقاء المرتقب أمر طبيعي، وجدد التذكير بأن الحكومة الجزائرية قدمت طلبًا رسميًا إلى الحكومة العراقية للحصول على عفو لصالح المساجين الجزائريين، مع العلم أن الدستور العراقي ينص على أن قرار العفو عن المساجين يصدره رئيس الجمهورية، بعد موافقة من رئيس الحكومة.
وتُعَد هذه الزيارة أول زيارة رسمية لمسؤولين جزائريين إلى بغداد، منذ الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين العام 2003، وبعد مشاركة وزير الخارجية مراد مدلسي في القمة العربية التي انعقدت في بغداد في آذار/ مارس.
وسيثار من خلالها ملف المساجين الجزائريين، حيث أشار بلاني إلى أن المساجين العشرة يتوزعون على أربعة سجون، وسجينين في سجن الكرخ في بغداد، وأربعة مساجين في سجن السوسة في السليمانية وسجين في سجن الناصرية في البصرة، وسجينين في سجن التاجي في بغداد، والذي تعرّض إضافة إلى سجن أبو غريب لهجوم من عناصر تنتمي إلى تنظيم "دولة العراق الإسلامية".
وأكد بلاني أنه بحسب الكشف في قائمة المساجين الجزائريين الموجود لدى وزارة الخارجية، فإنه لا يوجد أي سجين جزائري في سجن أبو غريب.
وأكد بلاني أن وزارة الخارجية تتواصل بشكل مستمر مع السفارة الجزائرية في بغداد، وأرسلت إلى السفارة مذكّرة عاجلة، تطلب فيها تقريرًا عن وضع وحالة الرعايا الجزائريين في السجون ومعرفة تفاصيلهم، مشيرًا إلى أن سفير الجزائر في بغداد عبد القادر بن شاعة، ومنذ ثاني يوم من وصوله إلى العراق قدم طلبًا رسميًا إلى الحكومة العراقية للسماح له بزيارة المساجين الجزائريين، والاطلاع على أوضاعهم.
وسلّم سفير الجزائر الجديد المعتمد في بغداد، عبد القادر بن شاعة، الأربعاء الماضي، أوراق اعتماده إلى وزارة الخارجية العراقية، تسلّمها وكيل الوزارة نزار الخير الله الذي أعلن استعداد وزارة الخارجية العراقية مساعدة السفير الجزائري، وتذليل الصعاب التي تواجه عمل السفارة، وحرص الحكومة العراقية وجديّتها في بناء علاقات قوية مع الجزائر لدورها المميز في المنطقة بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف سجنين في العراق سنة 2011، وفتحت الجزائر مجددًا سفارتها في العراق بعد أكثر من عشر سنوات من إعدام الدبلوماسيين الجزائريين هناك.