الجزائر ـ خالد علواش
قصفت قوات خاصة في مكافحة الإرهاب تابعة للجيش الجزائري، الثلاثاء، مجددًا معاقل تنظيم القاعدة في ولاية خنشلة شرق البلاد، الذي شهد في الآونة الأخيرة انتعاشًا في عمليات التنظيم الإرهابية، كان آخرها مقتل شخصين فجر الجمعة في انفجار قنبلة زرعت حديثًا في منطقة سيار في الولاية ذاتها.
وأكدت مصادر أمنية مطلعة، لـ"المغرب اليوم"، الثلاثاء، أن قوات الجيش الجزائري باشرت عمليات قصف
مكثفة عقب حادثة مقتل صحافي يومية "البلاد" وصديقه، وإصابة آخرين في ضواحي الضباية في منطقة سيار جنوب خنشلة، وأن القصف ضرب المعاقل المشبوهة لكتائب تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، الناشطة على محور (خنشلة – تبسة)، واضطرت قوات مكافحة الإرهاب إلى خيار القصف، بعدما لغّم التنظيم الإرهابي مناطق واسعة من المناطق الجبلية الصخرية جنوب ولاية خنشلة، لهدف إعاقة عمليات التمشيط، مشيرة إلى صعوبة المهمة لكون التضاريس صخرية.
وأوضحت المصادر ذاتها، أن عدد مسلحي "القاعدة" في المنطقة تراجع، نظرًا إلى التضييق والحصار الذي تشنه مختلف أجهزة الأمن والجيش، مما اضطرهم إلى اللجوء إلى مناطق أقصى الشرق والحدود مع تونس، أو الالتحاق بالتنظيم في إمارة الصحراء.
وحذرت قوى الأمن، مواطني المنطقة من المخاطرة والقيام بالسياحة أو الصيد أو غيرهما في هذه المناطق، بعدما أودت انفجارات ألغام زرعها الإرهابيون بحياة عشرات الأشخاص، كما أن الجماعات الإرهابية انتقلت إلى تقنية التحكم في التفجير من بعيد لمنع عمليات المطاردة من قبل قوات الأمن، تزامنًا مع عمليات قصف المعاقل المشتبهة فيها تحصن تنظيم درودكال في الشرق الجزائري، فيما تواصل قوات مختصة في تفكيك الألغام عميات تمشيط واسعة للمنطقة، تحت مراقبة طائرات عمودية لتحركات بقايا تنظيم "القاعدة" في المنطقة.
وذكرت مصادر عليمة، أن قيادات من الناحية العسكرية الخامسة انتقلت إلى مستشفى خنشلة للاطمئنان والحديث إلى الناجين من انفجار القنبلة ليلة الخميس الجمعة، والتي أودت بحياة مراسل البلاد وزميله وهما عائدين من نزهة صيد في الساعة الثانية صباحًا، في الوقت الذي أكدت أن المنطقة تشهد سكونًا وأمنًا، وكان السياح والرعاة والفلاحون يتنقلون راكبين وراجلين من دون وجود أي تهديد أمني.