الجزائر- خالد علواش
أكدت الجزائر والاتحاد الأوروبي الأحد، على ضرورة تدعيم العلاقات في ميادين الحوار البرلماني والسياسي والتعاون الاقتصادي بين الجانبين، مشددة على رغبتها في إضفاء طابع "دائم واستراتيجي" في علاقاتها بالاتحاد الأوروبي.
وأوضح الوزير الأول عبد المالك سلال أن زيارة رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل
باروزو "تأتي في ظرف إقليميو دولي صعب للغاية من شأنه أن يهدد السلم و الاستقرار والأمن في فضائنا المشترك" مؤكدا أنها "تحديات يجب علينا مواجهتها بصفة جماعية و تضامنية بفضل الحوار المثمر و التشاور الدائم".
وأضاف سلال خلال محادثته مع باروزو أن "الجزائر تعمل منذ التوقيع على اتفاق الشراكة سنة 2002 على إضفاء بعد دائم و استراتيجي على علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي، وهو بعد يمليه التقارب الجغرافي و الرهانات الاقتصادية و كذا العامل البشري الحاسم و مساهمته في التعارف الأمثل بين الشعوب".
و اعتبر الوزير الأول أنها "عوامل كفيلة بضمان التكامل الاقتصادي و مؤهلات كبيرة يمكن أن يستغلها كل واحد من الشريكين للاستجابة لاحتياجات شعبينا التي تتنامى باستمرار و تزداد تنوعا أكثر فأكثر."
وبعد أن ذكر أن "الجزائر شرعت في مسار تجسيد إصلاحات سياسية و مؤسساتية معمقة وتحولات اقتصادية طموحة ، جدد سلال علنا تمسك الجزائر بـ"المضي قدما في تعزيز علاقاتها في مجال التعاون و في تعميق الحوار السياسي مع الاتحاد الاوروبي".
وأبرز الوزير الأول "الأهمية البالغة " التي توليها الجزائر لاستكمال المشاورات لمراجعة رزنامة تفكيك التعريفة الجمركية "وفق شروط ترضي الطرفين"، مضيفا أنه "يتعين على الجزائر و الاتحاد الاوروبي الشروع في محادثات استقصائية حول مشروع مخطط عمل في إطار السياسة الاوروبية المجددة للجوار التي ستشكل عاملا لتطوير العلاقات بين الدول و الشعوب".
واعتبر أن الزيارات التي قام بها مسؤولون ساميون من المفوضية و البرلمان الاوروبيين خلال الأشهر الماضية الى الجزائر هي بمثابة "شهادات أخرى على إرادتنا المشتركة في أن نجعل من علاقاتنا الثنائية نموذجا على المستوى الاورو- متوسطي و الأورو- مغاربي و الأورو-إفريقي ".
وفي السياق ذاته، اعتبر سلال أن زيارة باروسو للجزائر تتيح " فرصة مواتية" لأجراء تقييم شامل للتعاون الثنائي الذي "يزداد تطورا في كل الميادين خدمة لمصالح الطرفين"، و قال "إن هذه الزيارة تأتي في وقت حققت فيه العلاقات الثنائية بين الجزائر و الاتحاد الاوروبي حصيلة إيجابية و ثرية بالمكاسب و الانجازات في الميادين الاقتصادية و التجارية و الثقافية".
واشاد سلال بالحوار السياسي و جودة الاتصالات رفيعة المستوى القائمة بين مسؤولي الأجهزة التنفيذية أو الهيئات البرلمانية، معتبرا أن هذه الزيارة تمثل "مناسبة هامة لتبادل وجهات النظر و التحاليل بخصوص المساعي و الأعمال التي تمت مباشرتها خلال السنوات الأخيرة و كذلك المشاريع الواجب تسجيلها قصد إضفاء المزيد من الأهمية الكثافة و التنوع على الشراكة بين الجزائر و الاتحاد الاوروبي".
من جهته، أوضح بيان مجلس الأمة الأحد أن هذا اللقاء الذي جمع رئيس المجلس عبد القادر ين صالح ورئيس المفوضية الأوربية كان فرصة تم خلالها الاشارة الى "ضرورة تدعيم العلاقات في ميادين الحوار البرلماني والسياسي والتعاون الاقتصادي بين الجزائر والاتحاد الاوروبي مشيرا أن لهذه العلاقات حيوية هامة لما للجزائر من مكانة ودور محوري كبوابة لإفريقيا ومكانتها الجغرافية والسياسية في محيط البحر الابيض المتوسط ودورها في ارساء السلم والاستقرار وتشجيع التنمية في هذه المنطقة.
وبعد أن ذكر البيان بأن العلاقات الجزائرية مع الاتحاد الاوروبي عرفت تطورات ايجابية خلال السنوات الاخيرة أشار البيان الى أن هذا التقارب والتطور "ساهم فيه الحوار القائم في المحافل البرلمانية الجهوية والاقليمية في اوروبا وحول البحر الابيض المتوسط، وأبرز المصدر انه تم التأكيد خلال هذه المحادثات على "ضرورة ان تنعكس هذه العلاقات ايجابا على الجوانب الانسانية وخلق مرونة أكبر في حركة التنقل بين الجزائر ودول الاتحاد الاوروبي.