دمشق - جورج الشامي
أحرزت قوات المعارضة السوية، تقدمًا كبيرًا في حي الراشدين في حلب، حيث نجحوا في تطويق المنطقة من ناحية الليرمون ودارة عزة، فيما شنّ الطيران الحربي غارات جوية عنيفة على دمشق وريفها، في حين هددت عناصر "حزب الله"، التي تحاول اقتحام مدينة حمص منذ أيام، بالدخول إلى مسجد الصحابي خالد بن الوليد ونبش قبره وإخراج جثمانه واصطحابه إلى مكان مجهول،
وذلك غداة مقتل 32 شخصًا السبت في أعمال العنف المستمرة في البلاد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، "نفذ الطيران الحربي غارات جوية على حيي العسالي والقابون في دمشق، حيث تدور اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة، وأن الاشتباكات تواصلت في أحياء العسالي وجورة الشريباتي والقدم، فيما استهدفت قوات المعارضة بعبوات ناسفة وبقذائف هاون حواجز تابعة للقوات الحكومية في مناطق نهر عيشة والمتحلق الجنوبي والميدان والقدم، كما نفذ الطيران الحربي والمروحي غارات عدة على مناطق في مدينتي عربين وزملكا شرق العاصمة، وأخرى على عسال الورد ومنطقة المعرة في القلمون شمال دمشق وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، وأن المضادات الأرضية تتصدى لطائرات الميغ، في حين دارت اشتباكات بين الجيش الحر والقوات الحكومية المدعومة بقوات (حزب الله) و(لواء أبو الفضل العباس) في مدينة السيدة زينب، وعلى أطراف بلدة الذيابية قرب دمشق.
وقال ناشطون سوريون، السبت، إن الجيش الحكومي يطلق قنابل تطلق غازات تسبب تشوهات وحروقًا، في محاولة اقتحامه بعض أحياء حمص، فيما كشف آخرون ووسائل إعلام حكومية عن تقدم للقوات الحكومية في مناطق يسيطر عليها المعارضون في المدينة المحاصرة منذ أشهر.
وأضاف الناشطون، أن هناك عشرات الإصابات بالحروق بين المسلحين المعارضين جراء استنشاق الغازات الصفراء التي تطلقها تلك القنابل، فيما يحاول أطباء معالجتهم في مستشفيات ميدانية معظمها تحت الأرض، تفتقر إلى طرق العلاج الحديثة.
وذكر التلفزيون الرسمي، أن القوات الحكومية سيطرت على المنطقة، وأن هذا التقدم قطع طرق إمداد المسلحين المعارضين بالأسلحة ومنع الحركة بين ضواحي جوبار والقابون وزملكا وحرستا، في حين قال ناشط مقيم في حمص، يُدعى نضال، إن الاشتباكات والقصف استمر السبت في الأحياء المحيطة في مدينة حمص القديمة، وأن القصف ازداد منذ صباح الجمعة، وأن المخابرات العسكرية السورية تعتقل الأشخاص الذين تشتبه في أنهم موالون للثوار، وأنهم "أخذوا وعوقبوا بالإعدام".
وقصفت القوات السورية، مدعومة بمقاتلي "حزب الله" اللبناني، حمص بلا هوادة، الجمعة، حيث أوضح نشطاء أنها شنت غارات جوية مكثفة، ووجهت ضربات بالمدفعية مواصلة هجماتها على المدينة الإستراتيجية، في حين دفع هذا القصف مسؤولي الأمم المتحدة إلى إبداء مخاوفهم بشأن مصير آلاف المدنيين المحاصرين في حمص.
وتناقلت صفحات التواصل الاجتماعي معلومات عن نيّة "حزب الله"، الذي تحاول قواته اقتحام مدينة حمص منذ أيام، الدخول إلى مسجد الصحابي خالد بن الوليد ونبش قبره وإخراج جثمانه واصطحابه إلى مكان مجهول، وبلغت المخاوف لدى هؤلاء النشطاء حد التساؤل عن مدى شرعية إخراج جثمان الصحابي الجليل خالد بن الوليد "كاسر الفرس" من مقامه، خوفًا عليه من أيادي العابثين.
ودعا رجل دين شيعي يسمى "عقيل الأسدي" الشيعة على صفحته الشخصية على "فيسبوك" إلى هدم قبر خالد بن الوليد قبل نبشه، معلنًا أن "النواصب لا يردعهم إلا المعاملة بالمثل"، في إشارة إلى اتهام الجيش الحر بنبش قبر الصحابي حجر بن عدي وإخفاء جثته منذ أسابيع، في حين أصدر رجل دين شيعي آخر، يُدعى علي عليشة، فتوى قبل ذلك بضرورة هدم مسجد خالد بن الوليد و"تطهير حمص من السنة".
وقال الناشط الإعلامي كرم أبو ربيع، إن مسجد خالد بن الوليد يتعرض منذ أيام للقصف بشتى أنواع القذائف التي تسببت في إحراق جزء منه ودمار أجزاء أخرى، وأن عناصر "حزب الله" وقوات الحكومة موجودة على مقربة من المسجد، ولا تفصلهم عنه سوى شوارع عدة، ولكنهم لن يستطيعوا الوصول إليه.
وبشأن وضع المسجد و الضريح تحديدًا، بعد تعرضه مرارًا للقصف، أوضح الناشط أبو ربيع، أنه "تم تدمير بعض جوانب المسجد، وحُرق قسم منه نتيجة قصفه بصواريخ من نوع (أرض ـ أرض)، وتأثر الضريح أيضًا ودمّرت أجزاء منه من جرّاء القصف الهمجي، حيث توعّدت عناصر "حزب الله" وميليشيات الحكومة عبر مكبرات الصوت، أنهم سيقتحمون المسجد وسيسكرون فيه وينبشون قبر سيدنا خالد، وقد سمع شبابنا المرابطون على جبهات حي الخالدية ذلك بآذانهم وأخبرونا به، وهو خبر مؤكد لا يحتمل الشك، والمؤشرات كلها تدل عليه، ونحن بدورنا نبذل جهدنا لمنعهم من الدخول إلى مناطقنا وصدّهم عن الوصول إلى جامع سيدنا خالد أو تدنيس تربته".
وعن تفسيره لإصرار هؤلاء على الوصول إلى ضريح الصحابي خالد بن الوليد والإساءة إليه، قال الناشط السوري، "هؤلاء يسعون إلى جعل المدينة نواة لدويلتهم العلوية، فهم يتكالبون عليها وعلى كل من فيها من بشر ورموز وحجر".
وأبلغ ممثل المجلس المحلي لمحافظة حمص عبد الإله فهد، إدارة الائتلاف الوطني، بأن عضويته معلقة إلى "حين اتخاذ إجراءات حقيقية في وقف العنف ضد حمص وأهلها وإعطاء ضمانات حقيقية من المجتمع الدولي وأفعال تنعكس فورًا على الواقع".
وتوقع مراقبون، أن عجز الائتلاف عن تقديم أي شيء إلى المدينة المحاصرة منذ 395 يومًا، قد يدفع عددًا آخر من أعضاء الائتلاف لتقديم بلاغات تعليق خلال الساعات المقبلة.
يأتي ذلك في ضوء استمرار القصف بكل أنواع الأسلحة بما فيها الكيميائية على الأحياء المحاصرة لليوم التاسع على التوالي، بالتزامن مع محاولات اقتحام قوات الحكومة مدعومة من عناصر "حزب الله" للمدينة القديمة وأحياء الخالدية والقصور وجورة الشياح والقرابيص.
وقال المحلل العسكري صفوت الزيات لقناة "الجزيرة" القطرية، إن الثوار يحققون تقدمًا كبيرًا في حي الراشدين في حلب، وإنهم نجحوا في تطويق المنطقة من ناحية الليرمون ودارة عزة، وأن دمشق حاولت الترويج لمعركة استعادة محافظة حلب من الثوار عبر الانطلاق من بلدتي نبل والزهراء، وهما معقلان للشبيحة، ثم السيطرة على بلدة معرة الأرتيق للانطلاق منها إلى مدينة حلب، لكن المعارضة المسلحة قطعت الطريق على هذه الخطة بفرض الحصار على نبل والزهراء والتقدم إلى خان العسل لمحاصرة حلب من الجهة الغربية، فيما هز انفجار عنيف بلدة معرة الأرتيق، وقالت معلومات أولية إن الانفجار ناجم عن تفجير سيارة مفخخة بمبنى يتمركز فيه جنود حكوميين، مما أسفر عن سقوط عدد منهم بين قتيل وجريح، وأن اشتباكات تدور أيضًا في أحياء الإذاعة وسيف الدولة وصلاح الدين، بينما تعرض حي الراشدين لقصف عنيف براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
ومع انتهاء يوم السبت وثقت لجان التنسيق المحلية في سورية، مقتل 32 شخصًا، بينهم سيدة وثلاثة أطفال، سقطوا بنيران قوات الحكومة و ميليشياتها، منهم 16 مواطنًا في دمشق وريفها، 7 في حلب، 3 في درعا، 2 في كل من حماه وإدلب، وقتيل في كل من حمص والقنيطرة، كما حددت اللجان 437 نقطة تعرضت لعمليات القصف العشوائي ، كان أعنفها على حمص لليوم الثالث على التوالي: القصف بالطيران الحربي سجل في 27 نقطة وقد كانت أعنف الغارات على مدن الغوطة الشرقية في ريف دمشق، القصف بالبراميل المتفجرة سجل في اربع نقاط على كل من الباب وكويرس في حلب والرامي وكفرشلاية في إدلب، القصف بالقنابل الفسفورية سجل في الباب في حلب أيضًا، والقصف بقذائف الهاون سجل في 123 نقطة، القصف براجمات الصواريخ سجل في 135 نقطة، أما القصف المدفعي سجل في 147 نقطة على مختلف المدن والبلدات السورية، وبالتزامن اشتبك الجيش السوري الحر مع قوات الحكومة في 108 نقاط كان أعنفها في حمص وحلب، ففي حلب استهدف الحر ميليشيات الحكومة وقواتها في بلدتي نبل والزهراء وحقق اصابات مباشرة، واستهدف ملعب الحمدانية الذي يعتبر مركزا لتجمعات قوات الحكومة وآلياته وميليشياتها، ودمر ناقلة جند في ظهرة عبد ربه وقتل كل من فيها، وفي حمص واصل الحر تصديه للهجمة الشرسة التي تشنها قوات الحكومة على أحياء المدينة المحاصرة في محاولة للتقدم داخلها و السيطرة على اطرافها الا انها فشلت ، وفي الحسكة قتل الحر ثلاثة جنود وجرح سبعة أخرين في تفجير عبوة ناسفة بشارع الغزال، كما استهدف سيارة تابعة لقوات الحكومة وأوقع عناصرها بين قتلى وجرحى، اما في اللاذقية فقد استهدف الحر تجمعات قوات الحكومة في "الصلنفة" بصواريخ محلية الصنع وحقق اصابات مباشرة، وفي درعا استهدف الحر حاجز المشفى الوطني وحقق اصابات مباشرة في صفوف قوات الحكومة، وفي دمشق وريفها صد الحر محاولات قوات الحكومة في اقتحام أحيائها في كل من جوبر والقابون وبرزة والقدم والعسالي والمخيم وكبدهم خسائر فادحة، كما استهدف تجمع الدبابات في حي القابون وحقق اصابات مباشرة فيها ، وفي السيدة زينب استهدف الحر مقرات قوات الحكومة وما يعرف " بلواء أبو الفضل العباس" وحقق اصابات مباشرة، كما استهدف حافلة لقوات الحكومة قرب الدير سلمان وقتل وجرح كافة عناصرها، وفي عملية نوعية من نوعها استهدف الحر حاجز لقوات الحكومة في "دمر" حيث دمر عددا من الآليات وقتل العديد من العناصر، كما تم تدمير العديد من آليات النظام ومدرعاته في مناطق مختلفة من سورية.