طرابلس-ليبيا اليوم
في وقت استمرت أعداد المصابين بفيروس (كوفيد - 19" متدنية نسبيًا بحسب الأرقام الرسمية في ليبيا، إلاّ أن السلطات التنفيذية في البلاد تتحرك، كما يبدو، عبر مستويات عدة، لاستباق انتشار الوباء في ظل ضعف الإمكانات اللازمة لمواجهته. إذ يتم التوسع في تعقيم المنشآت الحكومية، وفحص المواطنين، بالإضافة إلى "التوصية" بعدم التعامل نقدًا (الكاش) قدر المستطاع خلال الفترة الحالية، واللجوء إلى الخدمات المالية الإلكترونية لضمان عدم انتشار وباء "كورونا" المستجد.
وتأتي هذه التحركات التي شملت بلديات ومدنًا مختلفة، مع إعلان المركز الوطني لمكافحة الأمراض في البلاد عن تسجيل حالة جديدة مصابة بـ"كورونا"، بالإضافة أيضًا إلى تعافي أول حالة من الإصابة بالفيروس.وقال مدير المركز الدكتور بدر الدين النجار، في مؤتمر عقده مساء أول من أمس، إنه تم تسجيل حالة إصابة جديدة بالفيروس في ليبيا، مشيرًا إلى أن المركز تسلم 14 عينة للكشف عن الفيروس بها وتبين أن جميعها (سلبية) باستثناء حالة واحد (إيجابية)، ليرتفع العدد إلى 17 إصابة بالإضافة إلى حالة وفاة واحدة لسيدة تبلغ من العمر 85 عامًا.
وكشف المركز عن تماثل أول حالة مصابة بالفيروس للشفاء التام، بعد التأكد من سلبية تحليل عينتين بالمختبر المرجعي لصحة المجتمع بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض. وتفرض السلطات حظر تجول جزئيًا في شرق البلاد وغربها، لكن النجار قال إن قرار حظر التجول على مدار اليوم "يعتمد على تطور الوضع الوبائي" في البلاد.
وخصصت وزارة الصحة بحكومة "الوفاق" سفينة راسية بقاعدة أبو ستة البحرية في طرابلس، لعلاج مصابي فيروس "كورونا" في العاصمة. ونشرت صفحة الوزارة مقطع فيديو، أمس، لإعداد غرف خاصة لاستقبال المرضى في السفينة.
وفي ظل نقص المشافي والمراكز الصحية، أقدم مواطنون ورجال أعمال بمناطق عدة على التبرع ببنايات خاصة بهم لتحويلها إلى أماكن للحجر الصحي.
وسبق أن تبرع رجل أعمال من مدينة مصراتة (غرب البلاد) نهاية الشهر الماضي، بمستشفى متكامل يضم 500 سرير إلى وزارة الصحة قبل أسبوع من افتتاحه، وذلك لتحويله إلى مكان لعزل المصابين بـ"كورونا".وتحدث مصرف ليبيا المركزي في مدينة البيضاء بشرق ليبيا، أمس، عن إصدار تعليمات من مدير عام جناح الرقابة المصرفية إدريس الإحيمر، منذ مساء أول من أمس، إلى "كل المصارف التجارية بالبلاد بوقف التعامل النقدي المباشر (الكاش) قدر المستطاع خلال الفترة الحالية، واستبدال الخدمات الإلكترونية بها لضمان عدم انتشار الوباء، وفقًا لتوصيات اللجنة العليا لمواجهة (كورونا)".
وطالبت اللجنة المصارف بضرورة "تعقيم العملة النقدية وعزلها في حجر مغلقة لمدة تتراوح بين 14 إلى 20 يومًا وتعريضها للأشعة فوق البنفسجية لضمان خلوها من الفيروسات". كما نبهت إلى ضرورة "التعقيم اليومي لجميع مقار المصارف وتعقيم أجهزة الحاسوب والأجهزة المستخدمة بها".وكانت وزارة الصحة بالحكومة الموازية في شرق ليبيا، قالت إنها أخضعت العشرات من المواطنين للفحص بشبهة إصابتهم بـ"كورونا"، وتبين خلوهم من الفيروس، كما اتبعت السلطات في غرب ليبيا الإجراء ذاته.وبدأت الحكومة الموازية في الشرق في تعقيم بلديات المنطقة الشرقية في إطار الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا المستجد.
وفي إطار الإجراءات المتخذة لتخفيف الاكتظاظ بالسجون، قالت وزارة العدل بحكومة "الوفاق"، مساء أول من أمس، إنها أفرجت عن 1337 موقوفًا احتياطيًا حتى نهاية مارس (آذار) الماضي، خشية انتشار "كورونا" في السجون.
قد يهمك أيضًا: