طرابلس ـ فاطمة السعداوي
أعلن المجلس العسكري في مصراتة أن الهلال الأحمر الليبي، نقل 1700 جثة من ساحات الاشتباكات في مدينة سرت، ودفن "داعش" جثث مسلحيه في مواقع مختلفة من المدينة، أثناء الاشتباكات، إضافة إلى العثور على جثث أخرى وجدت تحت ركام المباني المهدمة، وأكدت مصادر أمنية أن التنظيم أجرى عمليات "تصفية" لعدد من الأسرى المدنيين، وفق اعترافات عناصره المعتقلين في مصراتة.
وغادر عشرات الأشخاص حي قنفودة المحاصر في شرق ليبيا، بعد أن أعلنت القوات المحيطة في المنطقة، فتح ممر آمن لخروج المدنيين المحاصرين، وأعلن الجيش الوطني الليبي وقف لإطلاق النار لمدة ست ساعات للسماح للعائلات بالمغادرة. وبدأت عشرات النساء والأطفال، الذين استخدمهم تنظيم "داعش" دروعًا بشرية في سرت، بالخروج من مخابئهم، وذلك مع انهيار أهم معاقل التنظيم في منطقة المغرب العربي، واحتفى مقاتلون من قوات حكومة الوفاق بنهاية معركة قاسية استمرت ستة أشهر، وهم مستمرون في عمليات التمشيط، وبانتشال قتلى التنظيم المتطرف وضحاياهم، لكن الانتصار هذا لا يبدو كافيًا مع تقارير تفيد بأن نهاية التنظيم ليست قريبة.
ويسعى "داعش" إلى إعادة تجميع صفوفه في ليبيا بهدف شنّ هجمات مضادة عن طريق خلايا نائمة ومجندين، سواء من شمال أفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، فيما تشير أنباء إلى أن للتنظيم خلايا على طول الساحل الغربي الليبي وفي المناطق النائية، تمكنت على الأقل من تنفيذ هجومين من أصل 20 في جنوب وغرب سرت منذ آب/أغسطس.
وأعلنت القوات المنبثقة عن مجلس النواب الليبي في طبرق، بقيادة خليفة حفتر، أن طائراتها الحربية قصّفت مسلحي "جبهة التوافق والبديل" التشادية المتمردة، على الحدود بين البلدين. وجاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده العقيد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم القوات التي يقودها حفتر.
وذكر تقرير إخباري أن رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو، وجرى بين الجانبين تباحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، خاصة فيما يتعلق بمحاربة الجيش الليبي للإرهاب رغم الحظر المفروض على ليبيا. وكان عقيلة استقبل في مقر إقامته في موسكو المبعوث الشخصي للرئيس فلاديمير بوتين لشؤون الشرق الأوسط ميخائيل بو غدانوف، وتباحثا في عدد من القضايا والملفات التي تخص البلدين. وكان رئيس مجلس النواب وصل الثلاثاء، إلى موسكو في زيارة رسمية برفقة وفد يضم عددًا من النواب ووزراء الخارجية والاقتصاد والدفاع والنفط. وكان قائد الجيش الليبي، خليفة حفتر، التابع لحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب المنتخب، والتي تتنافس مع حكومة الوفاق وحكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، المنتهية ولايته على إدارة ليبيا، زار روسيا مرتين العام الجاري كان آخرها في الشهر الماضي، وأجرى مباحثات مع القادة العسكريين هناك.
وأعلن السفير الروسي لدى ليبيا، ايفان مولوتكوف، آنذاك أن المحادثات تناولت مسألة توريد أسلحة روسية إلى ليبيا، غير أنه شدد في الوقت نفسه على أن موسكو لن تورد أي أسلحة إلى ليبيا، قبل رفع حظر توريد الأسلحة المفروض من قبل مجلس الأمن الدولي أو تخفيفه على الأقل.