دمشق ـ ميس خليل
ارتفع عدد الذين تمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان، من توثيق استشهادهم ومصرعهم، منذ بدء هجوم تنظيم "داعش" إلى 412 قتيلًا، على منطقة عين العرب "كوباني" في الـ16 من شهر أيلول/ سبتمبر الماضي من العام الجاري.
وتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق استشهاد 20 مدنيًا كرديًا، منهم 17 مواطنًا من ضمنهم فتيان اثنان، أعدمهم تنظيم "داعش" في ريف مدينة عين العرب "كوباني"، بينهم 4 على الأقل تم فصل رؤوسهم عن أجسادهم، إضافة إلى ثلاثة مواطنين قتلوا جراء القصف العنيف على مناطق في مدينة عين العرب من قبل التنظيم الذي بدأ قصفه على المدينة في الـ27 من أيلول/ سبتمبر الماضي.
ومن بين المجموع العام للخسائر البشرية 219 عنصرًا على الأقل، من التنظيم المتطرف لقوا مصرعهم خلال قصف وكمائن واستهداف آليات واقتحام قيادية من وحدات حماية الشعب الكردي تجمعًا للتنظيم، واشتباكات مع تنظيم وحدات حماية الشعب الكردي في ريف ومحيط وأطراف المدينة، بينهم مقاتلان على الأقل فجرا نفسيهما بعربات مفخخة في هضبة مشتنه نور.
كما لقي ما لا يقل عن 163 عنصرًا من وحدات حماية الشعب الكردي مصرعهم خلال قصف واشتباكات مع "داعش" في ريف ومحيط المدينة وأطرافها، من ضمنهم قيادية في وحدات حماية المرأة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي، هاجمت تجمعًا لعناصر التنظيم المتطرف، عند الأطراف الشرقية لمدينة عين العرب، حيث اشتبكت مع عناصر التنظيم وفجرت بهم قنابل كانت بحوزتها قبل أن تفجر نفسها بقنبلة، وبعضهم جرى فصل رؤوسهم عن أجسادهم، من ضمنهم مقاتلات إناث.
كذلك لقي 9 مقاتلين من الكتائب المقاتلة الداعمة لوحدات الحماية لقوا مصرعهم، خلال اشتباكات مع مقاتلي "داعش"، أيضًا قُتل متطوع مع وحدات الحماية، كان يقوم بنقل الذخيرة بسيارته.
ويشير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إلى أنَّ العدد الحقيقي للخسائر البشرية من الطرفين، هو ضعف الرقم الذي تمكّن من توثيقه حتى اللحظة، وذلك بسبب التكتم الشديد على الخسائر البشرية، وصعوبة الوصول إلى الكثير من المناطق والقرى التي شهدت اشتباكات عنيفة وتفجيرات بين الطرفين.
من جهة أخرى، شنَّت طائرات التحالف الدولي الليلة الماضية، أربع غارات جوية على مواقع لـ"داعش" في محيط مدينة عين العرب، في حين تتواصل اشتباكات عنيفة بين مقاتلي التنظيم ووحدات حماية الشعب الكردية في أحياء المدينة بعد تمكن التنظيم في ساعات متأخرة من ليل أمس من السيطرة على أحياء فيها.
وتحدثت مصادر التنظيم عن قتل العشرات من القوات الكردية، بينما قالت مصادر وحدات حماية الشعب الكردية إنها قتلت نحو عشرة من مقاتلي التنظيم، وفي وقت سابق، أكد التنظيم أنَّه بات يسيطر على نحو نصف المدينة وأنَّه يمشط أحياء فيها.
وأفادت مصادر متطابقة أنَّ المعارك بين المقاتلين الأكراد وتنظيم "داعش" في المدينة امتدت لتشمل جنوب وغرب المدينة السورية الحدودية مع تركيا، وذلك غداة سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة على ثلاثة أحياء في الشرق.
ميدانيًا بعد سيطرة القوات الحكومية السورية على الدخانية، كشف النقاب عن الدمار الهائل الذي لحق بـ90% من مباني البلدة وعن عشرات الجثث مقطوعة الرأس ملقاة في الشوارع ومداخل البيوت وعدة أنفاق امتدت إلى عين ترما، وويواصل الجيش تقدمه في عين ترما ويُحكِم سيطرته على دوار زملكا، وبدأت القوات الحكومية تحرز تقدمًا ملموسًا على محور جوبر.
وأكد مصدر في القوات الحكومية لـ"العرب اليوم" أن جوبر ستسقط خلال أيام قليلة، ويأتي هذا بعد انسحابات بالجملة لفصائل جند الشام وجيش الأمة لم تبرر حتى الآن.
فيما يستمر القصف العنيف على محور حرستا عربين، بصواريخ أرض أرض والمدفعية الثقيلة وشهدت الليلة الماضية تحليق لطائرات استطلاع و غارات ليلية، ويتوقع مراقبون أنَّ الحشود العسكرية للقوات الحكومية في أطراف حرستا لن تقوم بالهجوم قبل الانتهاء من محور جوبر، ويستمر القصف العنيف على طول المتحلق الجنوبي لمنع الفصائل المعارضة من التحرك من وإلى جوبر.
من جهة أخرى، شنَّت القوات الحكومية وعناصر حزب الله هجومًا على فصائل جبهة النصرة في القلمون في محيط عسال الورد وجرود رنكوس و سبق الهجوم غارات مكثفة للطيران السوري بهدف محاصرة جبهة النصرة في الجرود المعزولة وإبعادها عن قرى الشريط الحدودي فيما تحاول جبهة النصرة تأمين طريق إمداد واحتلال قرى حدودية قبل موسم الثلوج، وكانت الجبهة تبنت هجومًا على مواقع لحزب الله في شريط مصور.
وفي درعا جنوب البلاد نعت فصائل الجيش الحر قائد عام جيش ابابيل حوران، مزيد جباوي، الذي قتل أمس في منطقة الحارة، وتشهد المنطقة معارك عنيفة وتحاول فصائل الجيش الحر ضرب نقاط تمركز القوات الحكومية وفتح طريق الغوطة دمشق الغربية، فيما ردت القوات الحكومية بغارات جوية و قصف مدفعي.