الرياض – عبدالعزيز الدوسري
يبدو أنَّ الضربات الجوية التي نفّذها الطيران السعودي والإماراتي والبحريني ضد معاقل تنظيم "داعش" المتطرِّف في كوباني والرقة ودير الزور، غيّرت موازين القوى على الأرض لصالح مقاتلي المدينة، الذين بدأت قوات البيشمركة الكردية في مساندتهم بعد تسهيل حكومة أنقرة عبورهم عبر أراضيها.
وقد أكد ذلك وزير المال العراقي الدكتور هوشيار زيباري، بحسب حواره إلى صحيفة "الوطن"، مضيفًا أنَّ معادلة المعركة في كوباني تغيّرت على الأرض بعد الضربات الجوية المميتة التي منيت بها مقار وأهداف "داعش"، وهو ما أضعف خطوط إنتاجهم وتحركاتهم عبر الحدود.
وعلى الرغم من التقدم الذي يحرزه مقاتلو كوباني ضد تنظيم "داعش"، إلا أنَّ زيباري أكد أنَّ المعركة لم تحسم بعد، وأنَّ التنظيم المتطرِّف لا يزال يحاصر بعض أجزاء المدينة، ولكنه يواجه بـ"مقاومة أسطورية"، على حد تعبيره، فيما أكد أنَّ كوباني تحولت من هدف إلى "مصيدة" لتنظيم داعش.
وعلى الرغم من إشادة زيباري بقرار تركيا، الذي سمحت فيه بعبور قوات البيشمركة إلى كوباني من أراضيها، إلا أنه انتقد موقف أنقرة المتردِّد من المشاركة في الحرب ضد داعش، مضيفًا: "الجميع كان يتوقع أكثر من تركيا لدرء هذا الخطر الداهم".
ومن وجهة نظر الوزير العراقي المتمرس في السياسة الخارجية؛ بحكم توليه حقيبتها لسنوات مضت، فإنه يرى أنَّ من شأن التقارب بين الرياض وطهران، أنَّ ينعكس إيجابًا على كل قضايا المنطقة، سواء كان ذلك في العراق أو اليمن أو سورية أو لبنان.
وأضاف في هذا الإطار: "التقارب السعودي الإيراني يعتبر حلقة مركزية ستنعكس على قضايا المنطقة، وسبق أنَّ عملنا في العراق على هذا الموضوع وشجعنا الجانب الإيراني على أهمية الانفتاح والحوار مع المملكة، والعكس".
وأكد الوزير زيباري أنَّ القيادة السعودية أبلغت الرئيس العراقي فؤاد معصوم خلال زيارته إلى المملكة، أنها ليست لديها أيّة مواقف مسبقة من حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، وأنها مع أنَّ تأخذ فرصتها لإثبات أنها "حكومة مختلفة".
وفي هذا السياق، أشار وزير المال العراقي إلى أنَّ العلة في الوضع داخل العراق، تتمحور حول تلكؤ المصالحة الوطنية بين كل العراقيين والمشاركة الفعلية للمكونات الأصيلة كافة في الشعب وتحمل المسؤولية بشكل مشترك، فيما أوضح أنَّ الحكومة الجديدة لديها برنامج وتوجه جديدين، مشددًا على أهمية أنَّ تحرص الحكومة الحالية بأنَّ تحدث تغييرًا حقيقيًا في النهج والسياسات والإجراءات، وأنَّ تكون حكومة راعية للجميع، لا عرقية ولا طائفية.
وفيما حمّل زيباري مسؤولية تردي الأوضاع في العراق لعلو كعب النزعة الطائفية التي زادت حدتها من الطرفين السني والشيعي، حذّر في المقابل من أنَّ غياب المعالجات الحقيقة لهذا الملف، ربما ينعش هذه النزعة في العديد من دول الإقليم ومنها الدول الخليجية.