الرباط - كمال السليمي
أصدر العاهل المغربي محمد السادس بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، قرارًا بإرسال وحدات عسكرية وأمنية ستنتشر في مختلف مناطق دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك تفعيلًا للشراكة الإستراتيجية التي تجمع البلدين، وللاتفاقات الثنائية التي تلزم الطرفين بالتعاون في المجالات الأمنية والعسكرية ضد كل ما يمكن أن يهدد أراضيهما واستقرارهما.
ولم يستبعد وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، تدخل القوات المسلحة الملكية في دول خليجية أخرى تواجه تهديدات تنظيم "داعش" المتطرف، وأنه في حال وصل المغرب إلى قناعة بأن الوضعية في دول الخليج تستوجب التدخل فإنه سيقدم الدعم العسكري لهذه الدول الشقيقة.
وشدد وزير الخارجية، في ندوة صحافية عقدها الأربعاء الماضي في الرباط على أن مبادرة المغرب بتقديم الدعم الأمني والعسكري لدولة الإمارات العربية المتحدة جاء بشكل تلقائي تجاه بلد شقيق تربطه مع المغرب علاقات إستراتيجية، موضحًا بأن هذا التعاون العسكري مع الإمارات لا يدخل في إطار التحالف الدولي لمواجهة "داعش" رغم انضمام المغرب إليه، وإنما هو تعاون عسكري ثنائي تحت قيادة إماراتية.
ووصف مزوار المبادرة بأنها إشارة قوية إلى أن هناك تحالفًا إستراتيجيًا وأمنيًا بين المغرب والإمارات، معتبرًا أن القرار لم يكن وليد الصدفة وإنما جاء بعد لقاءات واتصالات على أعلى مستوى بين القيادات الأمنية والعسكرية للبلدين، اتضح من خلالها أن هناك تهديدات شاملة في المنطقة.
وكان بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أوضح، الثلاثاء الماضي، أن قرار تقديم الدعم لدولة الإمارات العربية المتحدة في حربها على الإرهاب، يندرج في إطار تقليد الشراكة المثمرة والتضامن القوي بين البلدين الشقيقين، كما يأتي لتعزيز تعاون عسكري وأمني متعدد الأوجه يمتد على فترة طويلة، مع بلدان الخليج.