الدارالبيضاء ـ حاتم قسيمي
تنتظر كوادر وزارة الخارجية والتعاون الدولي المغربيّة إصدار اللائحة الأولى لسفراء المملكة، في عهد الوزير "التجمعي" صلاح الدين مزوار.
وأشارت مصادر دبلوماسيّة، في تصريح إلى "المغرب اليوم"، إلى أنَّ "السلك الدبلوماسي المغربي دخل في حالة انتظارية طال أمدها، وكانت سببًا في اندلاع حرب خفية، وتنافس شديد على الظفر بسفارات المغرب، لاسيما لدى الدول الأوروبيّة".
وتوقّعت المصادر أن تحمل اللائحة مفاجأة للمتتبعين، لاسيما مع رواج شائعات حصول أسماء مقرّبة من الوزير وحزبه على تعيينات مرموقة، في الحركة الثانية التي تشهدها الوزارة، في عهد حكومة عبد الإله بنكيران، بعد الحركة الأولى التي دشنها الوزير الإسلامي الأسبق سعد الدين العثماني، وأثارت حفيظة كوادر الوزارة، حيث أعادت سفراء "شيوخ" و"متقاعدين" إلى مواقع التمثيل الدبلوماسي للمملكة.
وأوضحت أنَّ "كوادر الوزارة يراهنون على رفد المناصب بدماء جديدة شابة، والكفاءة، والابتعاد عن منطق الريع الحزبي، في تحديد لائحة سفراء المغرب في الخارج"، لافتة إلى أنَّ "سباقًا محمومًا يشتد في الكواليس، بشأن الظفر بسفارات المملكة لدى الدول الأوروبيّة، لما توفره من امتيازات، فيما لا تبدي الغالبية ممن يمنون النفس بالسفارة رغبتهم في العمل في القارة الأفريقيّة، على الرغم من أنّها باتت خيارًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية للملك محمد السادس".
وبرزت أسماء بعينها في كواليس وزارة الخارجية، وصالونات الرباط، للظفر بمنصب سفير في لائحة السفراء الجدد، على رأسها وزير حقوق الإنسان الأسبق في حكومة عبد الرحمان اليوسفي، "التجمعي" محمد أوجار، وعضو المكتب السياسي لحزب "الأحرار" لخلافة عمر هلال، في منصب سفير ممثل دائم للمغرب لدى الأمم المتحدة في جنيف، وهو المنصب ذاته الذي يمني الكاتب العام لوزارة الخارجية ناصر بوريطة، الظفر به، ويعمل جاهدًا على ذلك.
يأتي هذا فيما يبرز اسم مدير الدبلوماسية العامة، والفاعلين غير الحكوميين، في الوزارة كريم مدرك كأحد الأسماء المرشحة لشغل منصب سفير المغرب لدى بلجيكا.
وتتوقع المصادر أن تغادر سفيرة المغرب لدى البرتغال كريمة بنعيش منصبها، ليخلفها سمير الدهر، زوج مدير الأخبار في القناة الثانية سميرة سطايل.
وتطرح التساؤلات في هذه المرحلة بشأن عودة الأسماء التي كان قد أبعدها العثماني في حركة التعيينات السابقة، ويأتي على رأس تلك الأسماء المفتش العام السابق لوزارة الخارجية والتعاون، عميد الدبلوماسيين المغاربة محمد أزروال، والذي كان قد سبق له أن عمل سفيرًا للمغرب لدى إيران، وعمل مع الجزائري الأخضر الإبراهيمي في ملفات عربية، أبرزها الإعداد لاتفاق "الطائف" بشأن الأزمة اللّبنانية.