الدار البيضاء - جميلة عمر
سلط مشاركون في لقاء نظم في مقر البرلمان الألماني "البوندستاغ"، الضوء على الإصلاحات السياسية التي اعتمدها المغرب، معتبرين أن المملكة تمكنت من الحفاظ على استقرارها في ظرف صعب شهدت فيه دول عربية تحولات في إطار ما يسمى بالربيع العربي.
وأجرى الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج والهجرة، أنيس بيرو، مساء الثلاثاء بفي برلين، خلال فعاليات أسبوع المغرب في ألمانيا، مباحثات مع وزيرة الدولة لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج الألمانية أيدان أوزغوز، تناولت على الخصوص سبل تعزيز التعاون بين البلدين في مجال الهجرة.
واتفق الوزيران خلال هذا اللقاء على بحث تشكيل لجنة مشتركة مغربية ألمانية من أجل الانكباب على القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بسياسة الهجرة واللجوء والتنمية المشتركة.
وعبّرت أوزغوز، عن استعداد حكومة بلادها للتعاون مع الحكومة المغربية، وبخصوص مطلب الجالية المغربية الخاص بتعليم أبنائها اللغة العربية، ارتأت الوزيرة أن يتم لهذا الغرض استثمار الطاقات المغربية الموجودة في ألمانيا المندمجة في المجتمع الألماني.
وذكرت أوزغور أن حكومة بلادها بصدد مراجعة سياسة الهجرة واللجوء من أجل إعادة النظر فيها لأسباب لا تتعلق فقط بما هو سياسي، وإنما بالجوانب الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية أيضا وذلك لفائدة شعوب الدول المصدرة للهجرة، خاصة منها التي تعيش أزمات.
وأكدت أن المقاربة الأمنية في مجال الهجرة أثبتت فشلها، إلا أن ذلك لا يعني التخلي عنها نهائيا، بل العمل على تعزيزها بواسطة إجراءات تسهم في محاربة الجريمة المنظمة المتعلقة بالهجرة السرية.
وأكد الوزير المغربي بيرو على دور المغرب في مجال محاربة الهجرة السرية والذي تعزز بفضل مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس القاضية بتسوية وضعية أزيد من 20 ألف حالة، ومواصلة معالجة الحالات المتبقية، مؤكدا على أن محاربة ظاهرة الهجرة السرية لا يمكن أن تنجح إلا عبر مقاربة مشتركة بين المغرب وبلدان أوروبا، من بينها ألمانيا، من جهة وبين المغرب وإفريقيا المصدرة للهجرة من جهة أخرى.
وحرص بيرو على التأكيد على أهمية التجربة الألمانية في مجال الهجرة ونجاحها في استيعاب أعداد كبيرة من المهاجرين وإدماجهم في المجتمع، مشيرا إلى أن سياسة المغرب أخذت نفس المنحى.