الرباط - علي عبداللطيف
فشل مجلس النواب المغربي، الثلاثاء، في استكمال انعقاد الجلسة الشهرية، التي يحضرها رئيس الحكومة عبدالإله بنكيران؛ للإجابة على أسئلة البرلمانيين المتعلقة بالسياسات العمومية.
وتسببت كلمة قاسية وجَّهها رئيس الحكومة في حق بعض زعماء المعارضة في رفع الجلسة وإلغائها ووقفها بصفة نهائية، إلى أن تتقرر جلسة أخرى لاستئناف الجلسة.
ووصف بنكيران أثناء الرد على انتقادات المعارضة تصريحات بعض زعماء المعارضة بأنها "سفيهة"، في إشارة إلى زعيم حزب الاستقلال حميد شباط، مما أثار غضب البرلمانيين من المعارضة، وطالبوا بنكيران بالاعتذار عن هذه الكلمة.
وقد رفض رئيس الحكومة الاعتذار، ثم عاد وشدد مخاطبًا أحد البرلمانيين عندما وصف رئيس الحكومة بكون كلامه سفيه، فقال له "أنت هو السفيه"، فساد صخب وعويل وصراخ وصفير؛ احتجاجًا على رئيس الحكومة، مما دفع رئيس الجلسة ورئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي إلى رفع الجلسة؛ للتشاور ومحاولة تلطيف الأجواء، بعدما أصرَّت المعارضة على ضرورة تقديم رئيس الحكومة اعتذاره.
ولمح رئيس الحكومة في الجلسة ذاتها إلى أن "الكلام السفيه" الذي قاله في مجلس النواب يقصد به زعيم حزب الاستقلال حميد شباط، عندما خاطب هذا الأخير رئيس الحكومة في جلسة برلمانية سابقة قائلاً "ما علاقتك بداعش والموساد وجبهة النصرة"، وهذا الكلام اعتبره بنكيران بأنه لن يمر.
وشدد بنكيران مخاطبًا البرلمانيين "رئيس الحكومة محصن بالدستور ولن تخيفونني"، وذلك ردًا على مجموعة من المبادرات التهديدية التي لجأت إليها المعارضة لتكميم صوت رئيس الحكومة ومحاصرته.
وبعدما لم يتوصل البرلمانيون إلى أي اتفاق مع رئيس الحكومة، شوهد الأخير يغادر مقر البرلمان، بينما بقي رؤساء الكتل البرلمانية مجتمعين من أجل مناقشة ما حدث في الجلسة.
كانت المعارضة قد هاجمت بنكيران في الجلسة ذاتها بشأن موضوع "الديون الخارجية المترتبة على المغرب"، ورسموا صورة سوداوية على وضع الديون في المغرب، مما أغضب بنكيران فهاجم بدوره المعارضة بالقول "إذا كان وضع المغرب بالسوء الذي تدعون فلماذا تعلن مؤسسات التنقيط والمؤسسات المالية الدولية في تقاريرها صوابية اختيارات الحكومة المغربية في المجال الاقتصادي والمالي، وفي موضوع تقليص عجز المديونية، وضبط التوازنات المالية والتوازنات الماكرو اقتصادية".