الجزائر ـ إيمان بن نعجة
يجتمع حزب "جبهة القوى الاشتراكية" الجزائري، الملقب بـ"الأفافس"، في إطار مبادرة إعادة بناء الإجماع الوطني، التي أطلقها، السبت، وفدًا من الأمانة الوطنية لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، الملقب بـ"الأرندي"، برئاسة أمينه العام عبدالقادر بن صالح، في مقر الأخير، لبحث شروط مشاركته في المبادرة. بعدما رفضت المبادرة من أطياف السياسة الحاكمة والمعارضة.
ويكشف "الأرندي، السبت، لقياديي "الأفافاس"، عن موقفه من المشاركة في ندوة الإجماع الوطني، المقرر تنظيمها يومي 23 و24 من فبراير/شباط الجاري.
ويرجح الكثيرون من قياديي حزب "الأرندي" أن يعلن بن صالح، عن تحفظه هو الآخر على قيادة الندوة من طرف "الأفافاس"، و كذا شخصيات معينة، معروفة بعدائها للرئيس بوتفليقة، ما سيؤدي إلى رفضه المشاركة بها لاحقًا.
ويحدث ذلك بعد التصريحات التي أطلقها نظيره في حزب "جبهة التحرير الوطني"، وشريكه في السلطة، عمار سعداني، عندما أكّد أنّ "تشكيلته السياسية، صاحبة الغالبية، لن تقبل بأن يتم قيادتها في ندوة الإجماع الوطني من طرف جمعيات وشخصيات وطنية مستقلة". وأبدى تراجعًا عن المشاركة في الندوة، خلافًا لما أعلنه سابقًا.
وجاءت تصريحات عمار سعداني، التي رأى مراقبون سياسيون في الجزائر أنها "ضربة موجعة لمبادرة الأفافاس"، عقب لقائه التشاوري مع رئيس حزب "التحالف الوطني الجمهوري" بقاسم ساحلي، الخميس الماضي، حيث أعلن أنّ "حزب جبهة التحرير الوطني يرفض أن يكون مرؤوسًا في مبادرة الإجماع الوطني، لاعتباره حزب الغالبية في البرلمان الجزائري، بغرفتيه".
كما اشترط، فيما يوحي بتراجعه عن المشاركة، أن "تكون لقاءات الحزب مع نظرائه من التشكيلات السياسية الأخرى، وليس مع الأشخاص وجمعيات المجتمع المدني"، في تأكيد واضح لرفضه الجلوس مع شخصيات مستقلة، تكن الخصومة السياسية للرئيس بوتفليقة، على غرار رئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور.
وأوضح المراقبون الجزائريون أنه "إذا ما تأكد رفض الأرندي هو الأخر حضور الندوة المرتقبة، إضافة إلى حزب جبهة التحرير الوطني، فإنّ مصير الندوة سيكون الفشل، لأنها فقدت ثقلها السياسي والشعبي، بعزوف أكبر تشكيلتين سياسيتين عنها".
وفي السياق نفسه، يأتي هذا الرفض بالتزامن مع رفض هيئة التشاور والمتابعة لتنسيقية الانتقال الديمقراطي بالجزائر، التي تضم أكثر من 15 تشكيلية سياسة، من بينها غالبية الأحزاب الإسلامية الجزائرية، على غرار حركة "حمس"، وحزب "النهضة" المشاركة.
وأكّد الناطق الرسمي باسم حزب "جيل جديد"، أحد أعضاء التنسيقية، سفيان صخري، في تصريح لـ"المغرب اليوم"، أنّ "التنسيقية، وبعد المشاورات التي عقدتها الخميس الماضي، في مقر حركة الإصلاح الوطني، في العاصمة، جددت رفضها المشاركة في ندوة الأفافاس".
وأضاف "الندوة تعد مجرد لعبة من السلطة الحاكمة في الجزائر، بغية إلهاء المعارضة، وليست مبادرة جدية لتغيير نظام الحكم بالجزائر"، وفق تعبيره.