الجزائر ـ سميرة عوام
جدّدت مالي ثقتها في الجزائر على مبادراتها في مجال الوساطة وعبّرت عن تقديرها الكبير للجهود التي تبذلها من أجل تحقيق السلم و الاستقرار في البلاد وأوضحت أن "الطرف المالي جدّد ثقته في الجزائر على مبادراتها في مجال الوساطة وفي فريق الوساطة (الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي و المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا و الاتحاد الأوروبي و منظمة التعاون الإسلامي و بوركينا فاسو و موريتانيا و النيجر و التشاد) معبرًا عن تقديره الكبير للجهود التي يبذلونها من أجل تحقيق السلم و الاستقرار".
وجاء الاجتماع الأخير لوزير مالي للشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتعاون الدولي تطبيقًا لقرار الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة و نظيره المالي إبراهيم بوبكر كايتا، بعد أن وضعا هذه الآلية لتكون بمثابة أداة استراتيجية لمتابعة و تطبيق إجراءات تهدف إلى البحث عن حل سلمي و مستدام للمشكلات القائمة في شمال مالي. وشكّل الاجتماع فرصة للطرفين لبحث الوضع السائد في مناطق شمال مالي منذ آخر لقاء لهما و مواصلة مشاوراتهما تحسبًا للمراحل المقبلة للحوار المالي القائم في إطار مسار الجزائر. و بعد أن ذكّر بتعليمات رئيسه جدد الطرف المالي التأكيد على تمسكه بمسار المفاوضات الذي أطلق في الجزائر و على التزامه بالعمل بصدق من أجل التوصل إلى اتفاق سلام شامل و نهائي في الآجال المتفق عليها في خارطة الطريق المصادق عليها في 24 تموز/ يوليو الماضي في الجزائر العاصمة
وأعرب الطرفان عن "ارتياحهما" للظروف التي جرت فيها المرحلة الأولى من المفاوضات بين الماليين من 16 تموز/ يوليو الماضي إلى 24 منه في الجزائر، ونوها بالنتائج المشجعة لهذه المرحلة الأولى من المفاوضات لا سيما المصادقة على خارطة طريق المفاوضات في إطار مسار الجزائر و الاتفاق على وقف الاقتتال. و تضمن البيان الختامي إشادة بردود الفعل الايجابية المسجلة داخل و خارج مالي في شأن النتائج المتمخضة عن هذه المرحلة. و دان البلدان الأعمال الإجرامية المتكررة المرتكبة في حق موظفي الأمم المتحدة مجددين التأكيد على الاستمرار "في العمل سوية على رفع هذه التحديات بما يخدم مصلحة البلدين و كل دول المنطقة". وأكدا عزمهما على العمل معًا في هذا الاتجاه طبقًا للشراكة الاستراتيجية التي تم إرساؤها في إطار اللجنة. و نوه الطرفان بالجهود التي تبذلها الجزائر في المجال الإنساني لمصلحة سكان شمال مالي. و حسب وزارة الشؤون الخارجية فقد "اتفقت الجزائر ومالي أيضًا على العمل سوية على تجنيد المجتمع الدولي من أجل تحسين الوضع الإنساني لهؤلاء السكان". و أوضح البيان الختامي أن تاريخ انعقاد الاجتماع السابع للجنة سيحدده الطرفان سوية. واستغل الطرفان الفرصة لتقديم تعازيهما الخالصة لعائلات و ذوي ضحايا تحطم طائرة الشركة الاسبانية "سويفت اير" التي كانت تستأجرها شركة الخطوط الجوية الجزائرية لضمان رحلات الخط واغادوغو-الجزائر العاصمة. وجرت أعمال الدورة السادسة للجنة الثنائية الاستراتيجية الجزائرية-المالية تحت الرئاسة المشتركة لوزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة و نظيره المالي عبدو اللاي ديوب في حضور الوزير المالي للتضامن و العمل الإنساني و إعادة إعمار الشمال حمادو كوناتي.